همسات في حب مطرح وروي

0
2444

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

بكل ما تحمله الأمكنة من رونق وجمال وبكل ما يحمله الشوق لتلك النواحي من بحارٍ وجبال نسطر في هوى الروح عشق البقاع وذكرى الرجال ما لا يتصوره العقل وينضح به البال.

ولاية مطرح الجميلة وعشق أمكنتها التي تفوح بالعراقة أضحت بكل جنباتها تستغيث وقد شُلّت حركتها المعهودة لترقد في سُبات صيفي ولم نعهد من السبات فيما مضى إلا أن يكون شتويًا وقد أخلف موعده هذه المرة وأتى في الصيف

لم يعد نهار ولاية مطرح هو النهار المعهود بعد العزل الصحي والحصار الذي لم يؤتي أكله وقد تأثرت الولاية الجميلة وتأثر كل شبر فيها وقد ضاقت نواحيها على السكان وتعطلت المصالح وتعبت نفسية الأرواح وكلّتِ الأبدان

أين المداخل والمخارج أين الآثار و المعالم وقبب المساجد التي تلوح للداخل والخارج
أين رونق الكورنيش الباهر وأين ردهات السوق الشعبي القديم وأين الحواري الجميلة التي تحرك القلب والوجدان كلما أكثرنا الخطى إليها احتضنتنا بها الأروقة وحيّتنا فيها الأركان فمطرح هي لؤلؤة مسقط وهي النبض والشريان ومدينة روي حديث الجمال أن ذكرت وذكر أناسها ومناطقها وحاراتها

فروي وجهة العشق وعبق المكان وحيوية الحراك وجمال الطويان
. وروي هي مرتع الصبا ومنبت الخلان ومسقط الرأس وملتقى الأقران ومقر كل الأهالي والأحبة والإخوان فقد كثر الأنين من الأهالي وقد صدح الأحباب بأصواتهم وتعالت الهتافات من كل مخلص ينتمي لها بالمطالبة ورفع شعار لا للعزل الذي تحول من صحي إلى نفسي

وقد تقيد كل الأهالي بالالتزام التام حتى نفد الصبر ولم تتحقق النتائج المرجوة ونحن نقدر ونثمن جهود الحكومة الرشيدة واللجنة العلياء لمتابعة الوباء ووزارة الصحة وشرطة عُمان السلطانية وكل فرد على هذا الوطن الكبير بأهله وقيادتة الحكيمة

وأنهم أرادوا السيطرة على هذا الوباء باتخاذهم هذه الخطوات المدروسة ولكن الأمد قد طال والحال هو الحال فلم يتغير شيء سوى الضغط النفسي والتعب البدني والذهني وتعطيل المصالح العامة وقد آن الأوان لعودة الحياة بشكلها الطبيعي مع الاحترازات الصحية المُتبعة

والاشتراطات المعمول بها من قبل اللجنة العليا ووزارة الصحة وكفى عزلاً وكفى حصارًا لولاية مطرح فقد بلغ السيل الزُبى وطفح الكيل بالأهالي وضاقت عليهم الأرض بما رحبت

ونرجو أن تعود الحياة المعهودة لهذه الولاية العريقة حالها حال أخواتها من الولايات خاصةً وأنها تعتمد على واجهتها التجارية ومكانتها الملاحية منذ القدم

فمطرح تبكي وروي تئن والقلوب في لهفٍ والأرواح لهذه أو تلك تحن فمن كمثل مطرح وروي فهوى مطرح عشق أبدي وهوى روي منذ الصبى لا ينمحي فنحن وإن فطمنا أو عزلنا لا نزال إلى تلك الربوع نحنُّ وننتمي