التخطيط السليم والتمسك بالحق القويم

0
963

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

. تتزين السماء بالنجوم كما تتلبد أيضًا بالغيوم وتعصف ببني البشر الأفكار والهموم
ولا يكشف الغموم ولا يرفع الظلم عن المظلوم إلا الحي القيوم.

كالخوف من القادم والمجهول
فهذا يخشى الوباء وسرعة انتشاره ويحرص على متابعة الاحصائيات اليومية الصادرة عن اللجنة العليا لمتابعة هذا الوباء ويتساءل عن الأعداد التي تُصاب كل يوم وعن نسبة الشفاء كم بلغت وإلى أي نسبة ارتفعت .

وآخر يفكر في مصيره مع ما يسمعه من أخبار و عن قرار وخبر التقاعد الذي اصبح حديث الساعة وقد استنزفت معظم راتبه الديون وليس هناك دينٌ كدينِ البنك الذي يقصم الظهر ويذهب بماء الوجه ويذرف العيون ولم يكن في حسبانه هذا الأمر على الإطلاق وليس له مصدر دخل آخر إلا ذلك الراتب .

وهناك أجيال تترقب الوظائف بفارغ الصبر وقد طال بها المكوث بعد التخرج وتتنسم الأخبار عن الوظائف ويحدوها الأمل للإنخراط في سلك العمل

وهذا هو حال النفس البشرية تتأثر بالأحداث اليومية كتقلبات الطقس ومستجداته ويبقى حُسن الظن بالله فالمخرج بيده وحده ويسخر من عباده الأمناء والأوفياء لحمل الأمانة والأخذ بيد الناس إلى العدل والإنصاف

إن التخطيط المبكر السليم والتمسك بالحق القويم مطلبان أساسيان تقوم عليهما الأمم وتسعد وما كانت الأمانة في قوم إلا وحلت عليهم البركة والزيادة فلا ينسوا بعضهم البعض ولا يظلم بعضهم البعض ويكونوا سواسية فلا تفاضل ولا محسوبية ولا فساد ولا هضم للحقوق كلٌ بجهده وعمله وبشهاداته ودرجاته

ولا شك أن الفساد الإداري يدمر الدول والشعوب وقد استفحل هذا الفساد فيما مضى وقد آن الأوان أن يجتث من جذوره ويستأصل عن بكرة أبيه ومحاسبة كل فاسد وملاحقته والرجوع إلى متابعة هذه الأمور فيما مضى فكم من صاحب حق غيب حقه وهو صاحب الحق وكم من أعطي من حقوق غيره بغير وجه حق.

ومع ذلك نطمئن الجميع بأن القادم أجمل بإذن الله والأمر كله بيد الله وعلى المؤمن أن يحسن الظن بربه ثم ثقتنا في حكومتنا الرشيدة التي همها توفير سُبل العيش الكريم للمواطن في المقام الأول وليس هناك ما يدعو للقلق وستنكشف الغمة بإذن الله وسيعطى كل ذي حق حقه ولا يكون إلا ما يرضي الجميع بعون الله

وفق الله السُلطان هيثم وسدد خطاه ووهبه له من الخير ما يتمناه وفوق مايتمناه وسخره لخدمة بلاده وشعبه وهيأ له من يعينه على حمل هذه الأمانة

كما نسأل الله أن يحفظ أحبتنا في الجنوب وأن يجعل هذه السقيا سقيا رحمة وغيث لا سقيا هدم وغرق وأن يحفظ الأحبة في كل مكان