ثقافة استهلاكية لا بُدّ منها

0
2073

تبرز الثقافة الاستهلاكية الصحيحة كأحد أهم الأسس في التعامل مع السلع والبضائع وتخزينها بطرق صحّية وآمنة؛ فعملية الاستهلاك الجيدة تمر بعدة مراحل، حيث تبدأ بالتخطيط لشراء السلعة وتنتهي باستهلاكها، وما بين هاتين المرحلتين تأتي مرحلة التخزين والمراقبة المستمرة لتكتسب هذه المرحلة الأهمية كبيرة نظرًا لما يترتب عليها من فوائد أو أضرار تبعًا للطريقة التي تُنفّذ بها، فالطرق السليمة تؤدي إلى حفظ الصحة والمال، أما الطرق الخاطئة فهي مدعاة إلى ضياع السلع وهدر المبلغ المُستهلَك في شرائها إلى جانب تأثيرها المباشر وغير المباشر على صحة المستهلك. صفحة (المستهلك) لهذا الأسبوع تسلط الضوء على عملية التخزين للسلع والبضائع ومدى مراقبتها بعد التخزين من خلال آراء متعددة استعرضت تجارب لمُستهلكين مع سلعهم.

في البداية يقول خليل بن سالم الهادي مستهلك− إنه يقوم بتخزين السلع على حسب نوعها؛ فإذا كانت منتجات تحتاج إلى تبريد فإن مكانها سوف يكون في الثلاجة، وإذا كانت سلعًا لا تحتاج إلى تبريد سوف تكون في الأماكن المخصصة لها في المنزل حسب نوع السلعة وحجمها.


وأوضح بأنه في الغالب يتابع تاريخ صلاحية السلعة، ومن أكثر السلع التي يحرص على متابعتها باستمرار هي منتجات الألبان كونها تحتوي على مواد حافظة قصيرة الأجل، لذلك يرى بأنه من الضروري متابعتها باستمرار لأنها قد تشكل خطرًا على صحة أفراد الأسرة في حالة استخدامها بدون متابعة تواريخ الصلاحية، وأما فيما يتعلق بالسلع الأخرى فإنه يتابعها ولكن ليس بشكل مستمر لأن مدة صلاحيتها طويلة حيث تصل في بعضها إلى أكثر من عام ولذلك يكون مطمئنًا بخصوصها لكونها من السلع الاستهلاكية واستخدامها يكون بشكل دوري ومستمر ولا مجال لتخزينها حتى تاريخ الانتهاء.
وذكر الهادي بأنه خلال الفترة الماضية وجد بعض السلع منتهية الصلاحية في المخزن فقام بالتخلص منها بسرعة كي لا يستخدمها أحد أفراد المنزل حتى لا تشكل خطًرًا على صحة أحد الأشخاص.
لا يتابع إلا نادرًا
ويوضح علي بن هلال المقبالي − مستهلك − بأن مثل غيره من المستهلكين يعمل على حفظ السلع بناءً على نوعيتها واستخداماتها، فالسلع المستهلكة سريعًا كالمأكولات والمشروبات بعضها يحتاج لدرجة حرارة معينة، ولابد من تخزينها في الثلاجة، وأخرى يمكن تخزينها في مستودع خاص أو في رفوف المطبخ، وآلية تخزينها إما في العلب الكرتونية أو البلاستيكية التي تم بيعها فيها، وأما بالنسبة للملابس فكلنا يعلم أنه يتم تخزينها فيما نطلق عليه بالدولاب وتكون مطوية ومرتبة.
وأضاف المقبالي بأن المستلزمات الأخرى وذات الاستخدامات المتنوعة والمتمثلة في الأدوات المنزلية الصحية والكهربائية وزيوت ومعدات السيارات فأيضا لها أماكنها الخاصة للتخزين ولكن لخطورتها على الأطفال يتم إحكام إغلاقها ويتم تخزينها في أماكن مغلقة وبعيدة عن متناول أيدي الأطفال.
وأوضح المقبالي بأنه لا يُتابع صلاحية السلع بشكل مستمر ما عدا المواد الغذائية المهمة، وبعض السلع ذات الاستخدام المستمر والشخصي جداً، أنه يختار السلع ذات تواريخ الانتهاء البعيدة المدى وبين الفترة والأخرى يقوم بمتابعتها، ولكن بالرغم من ذلك فإنه قد يهمل بعض السلع وعند الحاجة إليها يجدها قد انتهت فيقوم برميها مباشرة عندما يجدها غير صالحة للاستخدام.
المسؤولية على ربات البيوت

وتذكر مريم بنت عبدالله العريمية مستهلكة− بأنها تعمل على متابعة تواريخ صلاحية الاستهلاك الخاصة بهذه السلع بشكل مستمر وخلال بضعة أشهر، مشيرة إلى أن المسؤولية تقع في الغالب على ربات المنزل عادة كونهن المختصات في هذا الجانب.
وأضافت العريمية: بأنها شخصيًا وجدت بعض السلع المنتهية الصلاحية، حيث قامت برمي البعض منها، وإعادة استهلاك البعض الآخر، فعلى سبيل المثال فإن أغلب السلع المعلبة يتحتم التخلص منها عند انتهاء صلاحيتها، في حين بعض الخضروات والفواكه بإمكاننا إعادة استهلاكها مثل فاكهة الرمان بالإمكان المحافظة على القشر كونه مفيدًا للعديد من الأدوية، وهو ما علمها إياه والدها كونه طبيب أعشاب، وكذلك النعناع أيضاً حيث يقوم البعض منهم بتجفيفه واستخدامه في شرب الشاي أو في الأدوية العشبية كذلك وذلك للمختصين فقط، وعليه فإن هناك بعض السلع التي يتحتم الاستغناء عنها وغيرها بالإمكان إعادة استخدامه لمن لديه العلم والخبرة فقط.
نمو وتنظيم
وترى ماجدة بنت عبدالله الريامية −مستهلكة− بأن النمو المتزايد في شراء السلع والتوسع فيها أدى إلى ضرورة قيام المستهلك بتنظيم عملية التخزين. وتوضح الريامية طريقة تخزينها للسلع بقولها بأنها تقوم أولًا بتتبع التعليمات عن ماهيتها والمكان المخصص لها سواء في مكانٍ بارد أو في مكان ذي حرارةٍ معتدلة، من ثم متابعتها للتأكد من أنها لا تزال بحالة جيدة أو يستوجب تبديل مكانها إلى مكانٍ آخر أم إبقاؤها في المكان التي هي عليه، ولكن في كثير من الأحيان عندما تقل متابعتها للسلع فإنها قد تجد عدد من السلع التي تعرضت لتلف فتقوم على الفور بالتصرف السليم والتخلص منها إذا ما كانت الحاجة تستدعي بتصرفٍ آخر.
ثقافة استهلاكية
بدوره يؤكد عبدالله بن محمد العامري رئيس قسم الإعلام بإدارة حماية المستهلك بنزوى بنزوى بأن تخزين السلع ومراقبتها بطريقة صحيحة تعُدّ عملية مهمة للمستهلكين، إذا ما أرادوا الحفاظ على سلعهم وأموالهم وصحتهم. ويوضح بأن إهمال السلع سواء بتخزينها بطرق خاطئة أو عدم متابعتها باستمرار له أضرار واضحة أقلها فساد السلع وضياع المال الذي تم شراؤها به.
وذكر العامري بأن عملية تخزين المواد الغذائية لابد أن تتوافر بها كافة الاشتراطات الصحية التي ينصح بها، حيث يعد من الضروري أن يتم تخزينها في ظروف ملائمة لطبيعتها، كما ينبغي مراعاة المساحة الكافية للمخزن وعدم خلط المواد الغذائية مع الأصناف الأخرى كالمواد الكيميائية أو المواد الطيارة، إضافة إلى مراعاة توافر التهوية المناسبة ودرجة الاضاءة و الحرارة المناسبتان للمخازن ،كما يشترط أن توضع السلع على ارتفاع مناسب عن الأرضية حتى لا تكون عرضة للمياه والقوارض والحشرات، ويتطلب من المستهلك المتابعة المستمرة لهذه المخازن للتأكد من صلاحية المنتجات وعدم تعرضها للفساد أو التلف لأي سبب من الأسباب .
ويشير العامري إلى أن هيئة حماية المستهلك تجعل هذا الموضوع ضمن أولويات الحملات التوعوية التي تقدمها للمستهلكين، وذلك إيمانًا منها بأهمية تخزين السلع بالشكل الصحيح في سبيل حفظ أموال المستهلكين وسلامة صحتهم، خصوصًا وأن الإهمال قد يؤدي إلى استخدام هذه السلع وهي تالفة دون الانتباه إلى تواريخها.
ويؤكد العامري بأن هذه العملية ليست مهمة للمستهلكين فقط وإنما أيضا للمزودين والبائعين الذين يجب عليهم الوعي الكامل بها وتطبيقها، لأن عدم الالتزام بتخزين السلع ومرقبتها والتخلص من التالف منها باستمرار يترتب عليه مساءلة قانون وفق ما أقرته التشريعات والقوانين.
كما ذكر العامري بأن على المستهلكين الحرص على اتباع خطوات وآلية التسوق والتخزين الصحيحة سواء قبل الشراء أو أثنائه أو بعده وذلك لتجنب الأضرار التي قد تنجم عن وجود أخطاء في تخزين السلع، ومن جانب آخر فإن الهيئة وبالتعاون مع الجهات المختصة لا تألو جهدًا في القيام بدورها على أكمل وجه في هذا الجانب لضمان عدم تعرض المستهلكين لما قد يضر بصحتهم.

اعرف حقك

عزيزي / المستهلك:
حق الاستبدال أو الإعادة واسترداد قيمة السلعة يعد أحد حقوق المستهلك المنصوص عليها قانونًا وذلك في المادة رقم (16) من قانون حماية المستهلك الصادر بالمرسوم السلطاني 66/2014 ، والتي نصت على مدة الضمان القانوني للسلعة التي يحصل عليها المستهلك من المزود ، حيث نصت المادة على : ∀ للمستهلك خلال (15) خمسة عشر يوما من تاريخ تسلمه أي سلعة − باستثناء السلع الاستهلاكية القابلة للتلف السريع − الحق في استبدالها أو إعادتها واسترداد قيمتها دون أي تكلفة إضافية إذا شاب السلعة عيب ، أو كانت غير مطابقة للمواصفات القياسية أو الغرض الذي تم التعاقد من أجله ، شريطة تقديم ما يثبت شراءها من المزود ، وعلى ألا يكون العيب ناتجا عن سوء استعمال المستهلك للسلعة ، وتبين اللائحة نوعية السلع التي تنطبق عليها أحكام هذه المادة ∀ .
ويتضح مما تقدم أن المشرّع العماني أعطى للمستهلك الحق في استبدال أو إعادة واسترداد قيمة السلعة متى كان بها عيب غير ناتج عن سوء استعمال المستهلك للسلعة أو كانت غير مطابقة للمواصفات القياسية أو كانت هذه السلعة خلاف الغرض الذي تم التعاقد من أجله وكان لدى المستهلك ما يثبت شراؤها من المزود نفسه وذلك خلال مدة خمسة عشر يومًا من تاريخ تسلم المستهلك للسلعة ، وذلك الحق لا يسرى على السلع الاستهلاكية القابلة للتلف السريع .
وهذا الحق يفرض التزامًا يقع على عاتق المزود بضمان خلو السلعة محل علاقة الاستهلاك من العيوب، وإلا قامت مسؤولية المزود تجاه المستهلك بأن يستبدلها بأخرى سليمة خالية من العيوب ، أو يستردها ويرد للمستهلك قيمتها وذلك بدون أي تكلفة إضافية ، علما بأن اللائحة التنفيذية للقانون تضمنت ملحقًا بالسلع المشمولة بالضمان تطبيقًا لهذه المادة .

ثقافة التخزين الجيد
جاء مسمى ثقافة الاستهلاك مع زيادة الأنشطة التسويقية ، خصوصًا بعد انفتاح الأسواق والعلاقات الاقتصادية بين الدول، وأدى ذلك إلى كثرة السلع الاستهلاكية وكثرة عمليات الشراء من جراء الحملات الإعلانية سواء كانت على المنتج أو على سعره ، وأصبح الناس يتجهون إلى شراء سلع لازمة أو غير لازمة لهم.


من هذا المبدأ يجب على المجتمع أن يعرف ثقافة الاستهلاك خصوصًا في الفترة الحالية مع تأثر الوضع الاقتصادي لبعض الدول ، ويجب على الفرد ترشيد الاستهلاك حفاظًا على المستوى المادي لأسرته، بالرغم من الحاجة الملحة إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى حملات مكثفة ليعي المجتمع أخطار الاستهلاك المفرط في ضوء الأزمة الحالية.
ومع قرب شهر رمضان المبارك سنجد امتلاء المحلات التجارية بالمتسوقين للمواد الغذائية، ويخطر في بالي سؤال مهم هل لديكم مساحات كافية لتخزين هذه المنتجات؟ هل انتبهتم إلى تاريخ صلاحية جميع هذه المشتريات؟
علينا جميعا مراعاة التخزين السليم لجميع السلع المخزنة في منازلنا، ومتابعة تواريخ انتهائها قبل الشراء وبعد الشراء بفترة في حالة لم تستخدم حتى لا نقع في خطر استهلاكها بعد انتهاء تاريخها.
الكثير منا لا يفكر حتى في أماكن تخزين المنتجات خصوصًا الغذائية، فيقومون بتكديس المنتجات بعضها فوق بعض دون مراعاة لطرق التخزين لكل منتج، فهناك منتجات تحتاج إلى برودة منخفضة وأخرى تحتاج إلى درجة عالية من البرودة ومواد تحتاج إلى أماكن جافة وبعيدة عن الرطوبة؛ لذلك يجب علينا مراعاة طرق التخزين لجميع المواد الاستهلاكية لضمان عدم تلفها قبل تاريخ انتهائها، وحتى لا نشكك في صحة تواريخ انتهائها.