افتتاح معرض عمان في الخرائط التاريخية والعالمية

0
2929

كتب /عيسى القصابي

احتفل مساء اليوم ا لاثنين تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي وزير الأوقاف والشئون الدينية بأفتتاح معرض عمان في الخرائط التاريخية والعالمية والذي تنظمه محافظة مسقط ممثلة بمكتب والي مسقط بالاشتراك مع الدكتور محمد بن حمد الشعيلي الأكاديمي والباحث في التاريخ العماني

وذلك بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض بحضور معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط وعددا من اصحاب المعالي والسعادة وكبار المسؤولين في الحكومي والخاص
في بداية الحفل قام معالي الشيخ عبدالله السالمي بقص شريط المعرض والتجول بين اركانه والذي اشتمل على اكثر من / 90 / خريطة والتي تم عرضها بطريقة مبتكرة وجذابه تجعل من المشاهد لها يقف متمعنا في هذا الارث الحضاري والتاريخي للسلطنة واستمع معاليه والحضور الى شرحا تفصيلي من قبل الدكتور محمد بن حمد الشعيلي لتلك الخرائط والحقب التي تمثلها


بعد ذلك القى الشيخ محمد بن حميد الغابشي نائب والي مسقط المشرف العام على المعرض كلمة قال خلاها نلتقي اليوم لنحتفي معا بافتتاح هذا المعرض الذي أريد له أن يكون معرضا جامعا لخرائط قديمة منتقاة أبرزت الوجود العماني الموغل في قدمه زمنا الراسخ في شموخه اسما السامي في موقعه بروزا المؤثر في تفاعله حضورا .


وقال ، لقد قيل أن أمة تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها ، ولأن الخرائط تعد واحدة من أهم الوسائل لفهم الماضي وحفظ الحقوق وقراءة التاريخ يأتي هذا المعرض ليقدم تلك الوثائق الشاهدة على عمق التاريخ العماني وتأثيره في صناعة الأحداث والمواقف بامتداد هذا الكيان الجغرافي واتساع رقعته عبر العصور والأزمان.
كما إنه يظهر جليا كم كان هذا الموقع الاستراتيجي ولا يزال عنوانا للتواصل الحضاري مع الشعوب والأمم الأمر الذي أكسب الإنسان العماني القدرة على التعايش الإنساني والتبادل الثقافي والإفادة من مختلف العلوم والفنون فكان ذلك الثراء المعرفي واللغوي التليد. والرصيد التاريخي الزاخر المجيد .

واضاف ان محافظة مسقط وهي تسعد بتنظيم هذا المعرض بالاشتراك مع الدكتور محمد بن حمد الشعيلي لترجو أن يحقق
أهدافه المبتغاة وأن يضيف لبنة في صرح الجهود التي تبذلها الجهات الرسمية والمؤسسات المتخصصة إلى جانب جهود
الباحثين والمؤرخين المشكورة في إظهار مكنونات هذا التاريخ كشفا وبحثا ورصدا وتأليفا واهتماما وخدمة له على كافة
الصعد مشيرا الى انه من حسن الطالع أن يقام هذا المعرض تزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثامن والأربعين
المجيد، كمساهمة مميزة في احتفالات السلطنة بهذه المناسبة الغالية ، وبفكرة متفردة تهدف إلى تقديم عمل مميز سيظل
في الذاكرة لفترة طويلة، كونه الأول من نوعه على مستوى السلطنة.

واختتم الغابشي كلمته موجها الشكر لكل من ساهم في انجاح المعرض وقال لا بد لي في الختام من كلمة شكر للجهات الحكومية التي دعمت إقامة المعرض ولشركات القطاع الخاص لرعايتها المنطلقة من مسئوليتها الوطنية .
ولمعالي الشيخ راعي المناسبة الشكر أجزله على لطيف رعايته ولكم حضورنا الكريم على مشاركتكم وحضوركم وللدكتور محمد الشعيلي الشكر أوفاه على جهده الجهيد وعمله البحثي الدؤوب ولكل من أعطى من وقته وبذل من جهده كي يظهر هذا العمل بالصورة اللائقة .
والله أسأل أن يحفظ لنا عماننا عزيزة أبية شامخة وأن يحفظ مولانا حضرة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم عمرا مديدا وعيشا هانئا سعيدا .
من جانبه صرح جناب السيد وصفي بن جمشيد ال سعيد الرئيس التنفيذي بالوكالة للبنك الوطني العماني حول دعم البنك
لهذا المعرض قائلا ان البنك الوطني العماني يعد أول بنك محلي فتح أبوابه في السلطنة عام 1973 ومنذ ذلك الحين وعلى
مدار أكثر من أربعة عقود ونحن نعمل في سبيل تحقيق رؤى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، التي تهدف
لترسيخ مكانة السلطنة في المنطقة وعلى نطاق العالم أجمع. ويظهر جلياً التزامنا تجاه وطننا الحبيب ويتجدد من خلال
مشاركتنا مع القطاع الحكومي لتنفيذ مختلف المشاريع الهادفة، ومن بينها هذا المعرض الذي يرسم ملامح عُمان بلد السلام
ويخط مجدها وتاريخها العريق.”
وعن مشاركة عمانتل ودعمها لهذا المعرض أوضح طلال بن سعيد المعمري الرئيس التنفيذي لعمانتل قائلا ” يعتبر هذا المعرض لغة اتصال تأخذنا إلى حقب زمنية دونها التاريخ ويظهر مكانة عمان الجغرافية في الخرائط التاريخية والعالمية، و يأتي دعمنا لهذا المعرض استمرارا لجهود الشركة في المساهمة في الحفاظ على التاريخ والتراث العماني ، وقد قمنا مؤخرا في هذا الإطار بتوقيع اتفاقية مع وزارة التراث والثقافة لأرشفة أكثر من ٤ آلاف مخطوطة عمانية تعود ل٩٠٠سنة مضت.
وقال ” واليوم نحن أمام تجربة جديدة تأتي في سياق مساهمتنا بنشر وتسهيل إتاحة التراث الفكري للجميع ، هذه التجربة نقف فيها أمام تاريخ عمان في الخرائط التاريخية والعالمية كمعرض متفرد في نوعه ومضمونه يستعرض الحدود الجغرافية لعمان كما رسمها الجغرافيين والرحالة والمؤرخين بمختلف انتماءاتهم وأصولهم ووثقتها الخرائط التاريخية على مر الحقب الزمنية. ”
من جانبه قال الدكتور محمد بن حمد الشعيلي ان عمان حظيت باهتمام الرحالة والجغرافيين والمؤرخين بمختلف
انتماءاتهم وأصولهم، عربا كانوا أم أوروبيين، مسلمين أو من أتباع الديانات الأخرى، وباحترامهم لها، فزار الكثير منهم
عمان ووقفوا على إمكانياتها الجغرافية ومقوماتها الطبيعية، فحظيت كتاباتهم وأعمالهم بكم هائل من المعلومات الخاصة
بعمان وأهلها.

وكانت الخرائط إحدى الوسائل التي ترجمت هذا الاهتمام بعمان وكل مايتعلق بها، فوجدت الخرائط على مختلف أنواعها
والتي تضمنت الإشارة إلى عمان، سواء كانت من مؤسسات رسمية تتبع دولها، أو بصفة شخصية من قبل الرحالة
والجغرافيين الذين رسموا خرائط خاصة لعمان، أو أوجدوا لها مساحة في خرائطهم لمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربي
ة وغيرها، وكان أبرز ما يلاحظ في العديد من هذه الخرائط أن عمان تكاد تكون هي الكيان السياسي الوحيد في المنطقة
التي يرد اسمها فيها، وفي ذلك دلالة واضحة على قدم هذه الأرض الطيبة، وإلى اتساع مساحتها سابقا، وإشارة مميزة إلى
تاريخ وجغرافية عمان على مستوى كل الأصعدة.

وأضاف بأن معرض عمان في الخرائط التاريخية والعالمية يأتي ليجسد كل هذه الحقائق، ويساهم في ترجمة هذه الأهمية
على أرض الواقع، من خلال اختيار نماذج محددة من الخرائط التي يمكن من خلالها قراءة الكثير من معطيات تاريخ عمان
العظيم عبر الفترات الزمنية المختلفة، خاصة وأن الخرائط تعد من أنجع الوسائل التي يمكن من خلالها تجاوز العوائق
اللغوية لتشكل وسيلة عالمية للتعبير عن كل ذلك.
وعلى الرغم من وجود آلاف الخرائط الخاصة بعمان أو تضمنت الإشارة إليها وإلى حدودها، إلا أننا حرصنا على انتقاء عدد
معين من هذه الخرائط لتكون نماذج نستطيع من خلالها تحقيق أهداف ورؤية هذا المعرض، الذي نأمل أن يقدم إضافة
مميزة تعكس الاهتمام بعمان وتاريخها المجيد.
ويضم المعرض ما يقارب التسعين خريطة، يمكن من خلالها التعرف على جوانب كثيرة من تاريخ عمان المجيد، منذ
العصور القديمة ووصولا إلى وقتنا الحاضر، وكذلك الوقوف على حدود ومساحة عمان عبر الفترات الزمنية المختلفة
، وأوجه اختلافها مابين فترة وأخرى، بالإضافة إلى معرفة حدود مساحة عمان في المصادر الإسلامية، وفق ما كتبه
الجغرافيون والمؤرخون، وما دونه الرحالة في ذلك وتنتمي هذه الخرائط في معظمها، إلى ثماني دول، هي سلطنة عمان
وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وهولندا وإيطاليا واليابان.
ويسعى المعرض من خلال اقامته إلى تحقيق أهداف عدة، أبرزها التعرف على تاريخ عمان عبر العصور المختلفة وبث
مشاعر الفخر والاعتزاز بتاريخ هذا الوطن والتعريف بمكانة عمان في الخرائط المحلية والتاريخية والعالمية والتأكيد على
امتداد مساحة عمان قديما، وبوصول النفوذ العماني إلى بقاع شتى وإبراز اهتمام الجغرافيين والمؤرخين بمختلف
جنسياتهم وانتماءاتهم بوجود عمان في خرائطهم المختلفة، بما يؤكد أهمية عمان بالنسبة لهم ولدولهم والإلمام بطبيعة
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي كانت تحيط بعمان عبر الفترات الزمنية المختلفة من خلال دراسة محتوى
هذه الخرائط، وتفنيد ما جاء فيها.
و يسهم في تنظيم المعرض مؤسسات حكومية عدة تعاونت من خلال توفير الكثير من الخرائط المعروضة، بالإضافة
إلى الخرائط التي تم جمعها من المصادر والكتب الموثوقة.من بينها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والهيئة
الوطنية للمساحة والمتحف الوطني والمتحف العماني الفرنسي ومتحف القوات المسلحة ويحظى المعرض برعاة عددا
من الشركـات والمؤسسات الوطنية منها البنك الوطني العماني والشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) وأوربــك
والمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة النفط العمانية وجريدة عمان

سيكون المعرض مفتوحا امام الجمهور خلال الفترة من 11 الى 14 ديسمبر للفترتين الصباحية والمسائية وتم التنسيق مع
عددا من الجامعات والكليات والمدارس لزيارة الطلبة والطالبات للمعرض و صاحب المعرض اصدار كتيب شمل على كافة
الخرائط التي تم عرضها