المستشفى السلطاني ينجح في علاج مريض يعاني من السمنة المفرطة لأكثر من 350 كيلوجرام

0
2039

استطاع المستشفى السلطاني من تحقيق إنجاز نوعي في مجال رعاية المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة ، حيث تمكن المستشفى في الاعتناء بالمريض” خ.ع” يبلغ من الوزن أكثر من 350 كيلوجرام لفترة امتدت حوالي 11 شهراً متواصلة على مدار 24 ساعة يومياً

  وذلك من قبل طاقم طبي مكون من تخصصات طبية متعددة هي وحدة جراحة الجهاز الهضمي العلوي ، والرعاية التمريضية ، وقسم جراحة القلب والصدر ،وقسم التأهيل والعلاج الطبيعي ، وقسم التوجيه الاجتماعي ، إلى جانب اخصائي التغذية ، وهو الأمر الذي ساهم في تحسن حالته الصحية وانخفاض وزنه لأكثر من 150 كيلو جرام

 إذ يبلغ وزنه الراهن حوالي 200 كيلوجرام . ويعزى سبب إصابة المريض بالسمنة المفرطة إلى وجود خلل في جينات جسمه، وهو ما أدى إلى ازدياد وزنه بصورة غير طبيعية، علاوة على معاناته من صعوبات في الحركة والمشي حتى تطور الأمر الى مرحلة لا يستطيع مغادرة محيط غرفته لمدة ستة أعوام متتالية، مما نتج عنه ازدياد وزنه وإصابته بمشاكل صحية أخرى.

عليه قام المستشفى السلطاني باستقبال المريض، حيث تم تهيئة غرفة خاصة له تلبي جميع احتياجاته وتناسب وضعه الصحي بما في ذلك معدات طبية خاصة، وكرسي متحرك، وأدوات تأهيل وعلاج طبيعي، ومرتبة نوم، وتلفزيون، وثلاجة، وحاسب آلي موصول بخدمة الإنترنت، وذلك بإشراف دائرة الشؤون الإدارية. وخضع المريض لرعاية طبية فائقة لمدة 11 شهراً على مدار 24 ساعة يومياً ، وذلك وفق برنامج علاجي مكثف؛ ففي البداية قام قسم العلاج الطبيعي والتأهيل بالمستشفى السلطاني ممثلا بــ عثمان الرواحي ، فني تأهيل وعلاجي طبيعي وبمساعدة وسيم أحمد فني تأهيل وعلاجي طبيعي ، بإعداد خطة تأهيلية وعلاج طبيعي تستمر لمدة ستة أشهر بهدف تقوية عضلات الجسم وتعزيز قدرته على التوازن ، وذلك باستخدام أدوات تمارين خاصة مع إجراء العلاج الطبيعي له بشكل يومي ، وهو ما أسهم في تحسن عضلات الأطراف وقدرته على الوقوف بصورة جزئية على الركبتين ، حتى استطاع الوقوف على قدميه بشكل كامل بعد 4 أشهر وذلك لأول مرة منذ قدومه للمستشفى

 بعدها تم تمرينه على المشي لمسافات متوسطة المدى بمساعدة الحواجز الجانبية مع مراقبة نبضات القلب ومستوى ضغط الدم ، فضلاً عن المحاولة على زيادة المسافة المقطوعة في كل يوم ، كما تضمنت الخطة العلاجية مراقبة عملية التغذية للمريض من حيث كمية و نوعية الغذاء و السعرات الحرارية التي تحتويها سواءً كانت بالمستشفى أو المنزل ، وهو الأمر الذي أسهم في انخفاض وزنه ما يزهو عن120 كيلوجرام خلال ثمانية الشهور الأولى، وذلك بإشراف كل من قبل محمد السيابي ، نائب رئيس قسم التغذية بالمستشفى ، وإخصائيات التغذية أميرة الناصري ، سنا اليافعي ، وهذا بالتزامن مع البرنامج التأهيلي والعلاج الطبيعي .

بعدها أجريت للمريض ” عملية تكميم المعدة “بواسطة المنظار الجراحي من قبل طاقم طبي من المستشفى السلطاني يترأسه الدكتور رعد المهدي ، استشاري أول جراحة الجهاز الهضمي العلوي والسمنة ، بالتعاون مع أطباء التخدير والكوادر التمريضية ، بحيث تم إجراء للمريض خمس فتحات صغيرة في منطقة البطن يتراوح حجمها ما بين 5 ملم – 12 ملم ، بعدها تم إدخال منظار جراحي عبر الفتحات بهدف تقليص حجم المعدة بنسبة 80 % عن حجمها الفعلي ، مع العلم بأن خلال العملية تم استئصال الغدد المسؤولة عن الإحساس بالجوع من أجل تقليل شهية المريض للطعام ، وقد استغرقت عملية التنظير حوالي ساعتان فقط .

ويذكر بأن هذا التدخل العلاجي يهدف منه تقليص حجم المعدة، بالتالي شعور الفرد بإحساس الشبع والتخمة عند تناوله كميات مناسبة من الطعام بصفة أسرع عما كان عليه في السابق، وهو ما يساهم في إنقاص وزنه في فترة زمنية مثالية. وفيما يتعلق بجراحة الجهاز الهضمي العلوي والسمنة، أكد الدكتور رعد المهدي ” بأن هذا النوع من العمليات الجراحية أُدخلت للأول مرة بالمستشفى السلطاني في عام 2012 م، وبمعدلات نجاح عالية تضاهي الدول المتقدمة والمراكز المتخصصة في هذا المجال، وهذا مدعاة للفخر، وبرهان على قدرات وكفاءة الطاقم الجراحي، كما أغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالشكر والتقدير للطاقم التمريضي المساعد في قسم العمليات، لا سيما رقية الجردانية، ورقية البلوشية، وأسعد الحسني، وبراين جيمس “. كذلك قُدمت للمريض رعاية تمريضية فائقة، حيث أوضحت أسماء الزدجالية منسقة قسم جراحة السمنة، ومساعدتها نادية الحمحامية ” كانت مهمتنا بصفة أساسية ترتكز على تنسيق ومتابعة سير الخطة العلاجية بين كافة الأقسام التي أشرفت على المريض ، و توفير الدعم المعنوي والنفسي له سواءً في فترة قضائه بالمستشفى أو تواجده في المنزل “

. وأشارت سلمى الشرجي ، مسؤولة التمريض بقسم جراحة القلب و الصدر ” يعد المريض أول حالة تبلغ من الوزن أكثر من 350 كيلوجرام يتم ترقيدها في المستشفى السلطاني ، لذلك كانت هنالك تحديات جمة تتمثل في توفير عناية طبية وتمريضية فائقة من جهة ، وتلبية احتياجاته الشخصية الأساسية من جهة أخرى على مدار 24 ساعة ، عليه قمنا بإعداد خطة من أجل توفير أقصى عناية تمريضية له بإشراف الأطباء المعالجين واشتملت منح المريض الأدوية بالأوقات المحددة له ، ومساعدته في توفير احتياجاته الشخصية ، ومراقبة مؤشراته الحيوية كمستوى السكر بالدم ، وقياس ضغط الدم وتركيز الأكسجين في الجسم بصفة دورية على مدى اليوم “

وأضافت سعاد الرحبي، نائبة مسؤولة التمريض بقسم جراحة القلب والصدر بأن “كافة الكوادر الطبية والتمريضية حاولت جاهدة في خلق بيئة علاجية ملائمة له، وذلك عبر إضفاء جو أسري للمريض، وتوفير وسائل ترفيهية أخرى كالحاسب الآلي وجهاز تلفزيون، ناهيك عن تلبية احتياجاته الشخصية الأساسية، وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً في استجابته للعلاج بصورة مثلى، وتحسن وضعه الصحي”. كذلك تضمن البرنامج العلاجي الاهتمام بالنواحي المعنوية للمريض، بما في ذلك تعزيز مهارات التواصل لديه مع المحيطين به والمجتمع، وتحفيزه المستمر على مواصلة البرنامج العلاجي بانتظام و دقة، إضافة إلى توفير له مسند للمشي، والبحث عن داعمين بهدف توفير جهاز المشي الكهربائي للمريض، وذلك بإشراف إبراهيم الناعبي ، إخصائي التوجيه الاجتماعي .

ومن جانبه ثمن المريض جهود وزارة الصحة ، وكافة الكوادر العاملة بالمستشفى السلطاني قائلاً ” يشرفني في البداية أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لمعالي وزير الصحة ، الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي على توجيهاته في أهمية متابعة حالتي الصحية بإحدى المؤسسات الصحية المتخصصة بالسلطنة، والدكتور قاسم بن أحمد السالمي ، مدير عام المستشفى السلطاني ، وذلك للدعم العلاجي والمعنوي التي تلقيته من قبله على مدار فترة ترقيدي بالمستشفى السلطاني ، كما أشكر خليل الخروصي ، مدير دائرة الشؤون الإدارية ، إلى جانب كافة الكوادر الطبية والتمريضية التي أشرفت على وضعي الصحي ، وعلى رأسهم الدكتور رعد ، والدكتور رضا ربيع ، والدكتور أحمد داود ، والطاقم التمريضي خصوصاً أسماء الزدجالية ، ونادية الحمحامية، و سلمى الشرجي وسعاد الرحبي ، وعثمان الرواحي ، وذلك لحسن المعاملة والرعاية الطبية التي قدمت لي على مدار 11 شهراً ” .

وأضاف “بأنه ينصح الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة على استشارة كادر طبي متخصص لوضع خطة علاجية لهم، وإتباع نظام غذائي صحي، إضافة إلى المواظبة على ممارسة الرياضة والنشاط البدني بصفة يومية حتى ينعمون بصحة سليمة ” وأردف قائلاً ” بأنه هنالك العديد من التحديات والصعوبات تواجهني في الوقت الحالي منها عدم امتلاك كرسي متحرك يساعدني على المشي والتنقل لمسافات طويلة، ورغبتي في الالتحاق لوظيفة تساعدني على قضاء احتياجاتي المادية، ومنزل خاص يتناسب مع وضعي الصحي “.