متابعة دائمة لنشاط الحرفيين وإنتاجهم حتى يتواكب مع مقتضيات العصر ومتطلبات السوق:

0
1481

تحتضن محافظة ظفار العديد من الصناعات الحرفية نظرا لتنوع بيئتها وتضاريسها بين الصحراوي والجبلي والسهلي والبحري ونظرا لما تشتهر به هذه المحافظة من مناخ استثنائي موسمي يشجع على قيام العديد من الصناعات لذا كان من الأهمية بمكان أن تحظى هذه الحرف بقدر وافر من التقدير والإعزاز لما سطرته الأيادي الحرفية من إبداعات جميلة استوحتها من واقع حاجته اليومية والمعيشية.

لذلك قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية بإنشاء العديد من المراكز والقرى والمنافذ الحرفية التي تحتضن الصناعات الحرفية في محافظة ظفار وتعمل على المحافظة عليها و تطويرها ونقلها للأجيال الشابة لضمان استمراريتها جيلا بعد جيل مثل مركز تدريب وإنتاج الجلود بولاية ثمريت ومركز ذهبون لإنتاج وتدريب النحت على العظام ومركز رخيوت للتدريب والإنتاج للاستفادة من قشرة النارجيل ومركز شليم وجزر الحلانيات لتدريب وإنتاج سعفيات الغضف إلى جانب العديد من الحرفيين المجيدين والمشاريع الحرفية في مجالات العطور والبخور واللبان وغيرها من الصناعات ، كما إعتمدت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية إنشاء إدارة للصناعات الحرفية في المحافظة تقوم بالإشراف على القطاع الحرفي وتقديم الخدمات الحرفية للمنتسبين فيه بالإضافة إلى الإشراف على التدريب والتأهيل الحرفي والدعم والاستشارات الفنية لتصميم وتطوير الحرف.

وقد ساهمت إدارة الصناعات الحرفية في ظفار في الرقي بالعمليات الإنتاجية للصناعات الحرفية مع الاخذ بتقنيات التطوير والابتكار الحرفي بما يضمن مواكبة الحداثة وتحقيق ابعاد تسويقية وترويجية للقطاع الحرفي من أجل تأسيس رؤية الاستدامة الشاملة إلى جانب مساهمتها في تطوير وزيادة إنتاجية مراكز التدريب التابعة لها وغيرها من الخدمات التي تقدمها الهيئة للحرفيين.

وفي هذا الجانب صرح عبدالله بن هلال الداؤدي مدير إدارة الصناعات الحرفية في محافظة ظفار بالقول : ” قامت الإدارة بالعديد من الإنجازات والأنشطة خلال النصف الثاني من 2015م والتي تلخصت في الجوانب الإنتاجية والتسويقية والتأهيلية وعدد المشاركات والمبيعات وفق جهود العاملين بالإدارة ، حيث زادت نسبة الإيرادات والمبيعات ودخل الحرفيين وأعداد المنتجات المشاركة في المعارض والمهرجانات مقارنة بالأعوام السابقة كما تم تفعيل عدد من المراكز والحاضنات التدريبية التابعة للإدارة وفق خطة الإنتاج المعدة من قسم الإنتاج والتسويق الحرفي وبالتعاون مع قسم التدريب والتأهيل الحرفي حيث تم إنتاج 2190 منتج حرفي لمواكبة مشاركات الإدارة ولتسويق المنتجات في المنافذ التسويقية ” .

وأضاف الداؤدي : ” عملت الإدارة أيضا على تعزيز دور الهيئة ضمن دور المؤسسات الحكومية في النشاط المحلي بمحافظة ظفار من خلال عضوية الإدارة بعدد من اللجان في المحافظة مثل بلدية ظفار ووزارة البيئة والشؤون المناخية لدراسة ووضع محميات لأشجار اللبان ومكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية بالمحافظة في اللجنة المشكلة لدراسة الزخارف القديمة لتوظيفها في الصناعات الحرفية بالإضافة إلى وزارة السياحة والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأيضا من خلال توسعة مجال مشاركاتها في مختلف الفعاليات التي أقيمت هناك وبتنوع شمل مختلف انواع المنتجات وبأعداد كبيرة ، وفيما يتعلق بالبرامج التأهيلية نفذت الإدارة عدد من برامج التأهيل الحرفي استهدفت الحرفيين وكذلك طلبة المدارس ومعلمي الفنون التشكيلية والمهارات الحياتية تأكيدا لدور الهيئة في المسؤولية الاجتماعية والتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة لتعزيز نجاح خطط التنمية في البلاد كما بدأت في تنفيذ عدد من البرامج التدريبية المتقدمة للحرفيين في مختلف الصناعات بدعم من شركة صلالة للميثانول وفق الاتفاقية التي تمت بين الهيئة والشركة حيث بلغ عدد البرامج التدريبية المنفذة 6 برامج شملت على إقامة ورش تدريبية في عدد من الصناعات الحرفية مثل الجلود والفخاريات والخشبيات والنسيج والتشكيل على قشرة النارجيل للحرفيات المنتسبات للتجمعات والحاضنات الحرفية التي تشرف عليه الإدارة “.

وأردف مدير إدارة الصناعات الحرفية في ظفار قائلا : ” تم خلال النصف الثاني من عام 2015 م إستخراج 131 بطاقة حرفية وتجديد 214 بطاقة وإستخراج وتجديد 4 مشاريع حرفية وهذا ما يؤكد على تسارع وتيرة النمو في القطاع الحرفي في محافظة ظفار لما له من اهمية في الجوانب الاستثمارية والثقافية والتسويقية ، إضافة إلى الزيارات الدورية التي تقوم بها الإدارة بشكل دوري للحرفيين للوقوف على أعمالهم وتوجيههم ومتابعة نشاطهم الحرفي وإنتاجهم حتى يتواكب مع مقتضيات العصر ومتطلبات السوق دون الإخلال بأصالتها وعراقتها ” .

واختتم الداؤدي تصريحه بالحديث عن آليات ومنافذ التسويق التي تتبعها الإدارة للترويج عن المنتجات الحرفية وتسويقها للجمهور حيث يقول : ” تمثل الصناعات الحرفية قيمة مضافة كبيرة للاقتصاد القومي لأنها تعتمد بشكل كبير على الخامات المحلية والإبداع البشري الذي يعظم قيمتها المضافة كما أنها تمثل مضمونا ثقافيا وفنيا عظيما لذلك نعمل على تنمية هذه الصناعات وتطويرها إلى مشاريع مؤسسية قادرة على المنافسة والاستمرار من خلال المنافذ التسويقية التي نقيمها في أماكن التجمعات الكبيرة لتشجيع الحرفيين على استمرارية الإنتاج والتسويق والترويج لمنتجاتهم ومن بينها المنفذ التسويقي الذي أقمناه في مركز صلالة جاردنز مول والذي يعتبر محطة جوهرية للتعامل والتعاون المباشر بين الحرفي والجمهور والذي يحتوي على العديد من المنتجات الحرفية مع ضرورة الذكر بأننا نراعي في هذه المنافذ جودة المنتج الحرفي وتطوير تصاميمه لتلائم مختلف الأذواق بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى المنتجات المقدمة والوصول بها إلى معايير المطابقة التي تتطلبها الأسواق المستهدفة محليا وعالميا ، كما لا نغفل طرق وآليات التسويق الحديثة والتي أخذت حيزا كبيرا من الانتشار القياسي زمنيا ومكانيا مثل التسويق الالكتروني للمنتجات في مواقع التواصل الاجتماعية لذلك سوف تكون خططنا المستقبلية والحالية متوافقة مع اتجاهات التسويق الحديث للحصول على انتشار أفضل للمنتجات الحرفية العمانية وسهولة الوصول إليها ، وهنا لا يسعني إلا أن أشكر جميع العاملين بإدارة الصناعات الحرفية بمحافظة ظفار ومشرفي المراكز على جهدهم الذي أخرج هذا العمل وعلى سعيهم للوصول إلى الحرفي ودعمه وتشجيعه كونه المحور المحرك لهذا القطاع ، وكذلك شكرنا للمؤسسات الحكومية المتعاونة بشكل دائم وعلى رأسهم مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار وبلدية ظفار ودائرة المهرجان بالبلدية وشركات القطاع الخاص الداعمة للصناعات الحرفية العمانية.