البيئة المطورة لمراكز الشرطة ومؤشرات النجاح المتحققة

0
1179

شكلت البنية التنظيمية والإنشائية لمراكز الشرطة، مدن أمنية خدمية ذكية، وواحة للأمن ومستقر للأمان، بما تحتويه من بيئات متكاملة المرافق .

متناغمة الأهداف، منسجمة مع طبيعة المهام الشرطية، ونوعية الخدمات التي تقدمها، متكيفة مع الظروف التي تعمل فيها، في تعدد المداخل والمخارج، ومرونة استخدام مرافقها في كل العمليات الشرطية، وكفاءة إجراءات الامن والسلامة والحراسة الدورية .

مراعية منطق التمازج من توقعات الافراد ورغباتهم، سواء كانوا عناصر الشرطة أو موظفين بالمراكز أو المراجعين، تهيئ للعاملين مجالا ملائمًا لأداء أفضل في تقديم الخدمة الشرطية، وفق أحدث معايير الجودة والكفاءة، ومواصفات الأمن والسلامة، وتتيح عمليات توزيع مرافقها وطريقة تقسيمها، ومراعاة البعد المكاني لها مع طبيعة الجاهزية والاستعداد المطلوبة من عناصرها، وتعددية المرافق ذات الطابع الجميل المستوحى من الهندسة المعمارية العمانية المدنية والعسكرية في تحصيناتها .

ويعكس هوية المبنى الشرطي ذاته في عمليات توزيع المرافق ونوعية التجهيزات الداخلية، في حجم المبنى ومساحته الخارجية، بما يتيحه من مرونة اكبر في التوسع المستقبلي لها.

لقد ضمنت البيئات المطورة لمراكز خدمات الشرطة، حضور في البيئات الشرطية الداعمة والتي تستهدف تعميق وعي الجميع بالقيمة المضافة المتحققة من شعورهم بالرضا، واتاحة مساحات الخصوصية لهم بما يعزز من مشاعر التقدير للمنجز الشرطي، ويسهم في تعميق الاحترام لأدواته، ومستلزمات المراكز، منسجما مع الوظائف الكبرى التي تؤديها مراكز الشرطة ودورها الاجتماعي الانساني الضبطي للحفاظ على أمن الوطن والمواطن .

وترسيخ ثقافة العمل الشرطي بطريقة منهجية تنطلق من شعور المواطن بالمنتج الشرطي واحساسه بتفوقه وملامسته لتفاصيل حياته اليومية، فراعت تعدد البيئات وتكاملها في سبيل الوصول إلى منجز شرطي متكامل الأدوات والبرامج، مستجيب للاحتياج، متفاعل مع الطموح، متناغم مع طبيعة المخاطبين والمستفيدين، بما تسبغه هذه البيئة من أجواء المهنية والاحترام والخصوصية والشعور بالإنسانية والتنظيم والاريحية في التعامل والذوق .

نموذجية في تعدد محتوياتها، وضمان توظيفها في خدمة العنصر الشرطي، وتفاعلها مع رغبة المستفيدين من خارج المنظومة الشرطية، في إنجاز مهامهم وتخليص معاملاتهم واختصار إجراءاتهم ، بيئة جمالية راقية، تنطبع على اخلاقيات وقيم العمل الشرطي، وطبيعة الحياة اليومية وتفاصيلها التي يعيشها عناصر الشرطة، وبيئة اجتماعية اتصالية تواصلية مع المجتمع الخارجي، وما يضفيه ذلك على شكل هذه البيئة من الايجابية القائمة على بناء شراكات عملية، لها أثرها النفسي الايجابي على المستفيد من الخدمة، بيئة تشريعية وأنظمة وقوانين وأدوات عمل، تؤصل في العاملين بها قيم المسؤولية الامنية التي تحكم العمل الشرطي، وتضبط مسار العلاقات داخل المركز وخارجه .

مؤصلة لقواعد العيش المشترك والتعايش لتحقيق أهداف العمل الشرطي، وتجد في البيئة الثقافية والفكرية والتوعوية وبيئة الفضاءات المفتوحة، ( الاعلام) والتقنية والشبكات، منطلق لرسم خريطة العمل الشرطي عبر تناغم مباشر مع المستجدات، والاستفادة من المتاح في هذه المراكز بما يضمن ترقية الخدمات الشرطية وكفاءة الاستفادة منها، بيئة فكرية يستطيع خلالها التعامل مع وسائل التواصل وتوظيف البيانات والاحصائيات في إدارة متطلبات العمل الشرطي. ولما كانت رؤية العمل في هذه المركز تنطلق من الإنسان الغاية والهدف، فإنها راعت أن تكون استراتيجيات العمل وموجهات الأداء محققة لشعوره بالأمن النفسي ، وبيئة العمل الداعمة له لإنجاز مهمته الشرطية بكل مهنية وكفاءة ، عبر أطر عمل محددة تتفاعل نواتجها مع جملة من الأنشطة الترويحية البدنية والنفسية التي يمارسها عنصر الشرطة في المركز، في تأكيد على إعادة لحن الحياة المتجدد في ذاته عطاءا وحماسا ونشاطا وتجددا ومبادرة ، عبر توفير بيئات ترويحية داعمة لهم في ممارسة الرياضات الشرطية المتخصصة أو التدريبات والرياضات الأخرى العامة .

وفرص الاسترخاء الفكري والنفسي في بيئة آمنة مستقرة يشعر فيها عناصر الشرطة بمزيد من الراحة والهدوء والاستقرار النفسي، وقدرة الصالات المفتوحة والمغلقة ومتعددة الأغراض التي تحتويها بيئة المراكز في فرص التغيير النفسي، بالاضافة إلى ما أسهمت به عمليات التشجير والبساط الأخضر وعمليات التنظيم الداخلية وأماكن وجود سكنات الضباط والأفراد وقربها من الأماكن الرياضية والتسويقية، من توفير ذائقة جمالية تتسم بالهدوء والاستقرار.

إن تنظيم البيئات التشغيلية كقاعات الخدمات متعددة المهام والمكاتب الادارية وأماكن الفحص أو بيئات الموقوفين والمداخل والمخارج المنظمة، ووجود قاعات انتظار مزودة بسبل الراحة والاستراحات المخصصة للرجال أو المخصصة للنساء، من شأنه أن يقدم الخدمة للمواطن والمقيم، بشكل يراعي فيه مستويات عليا من الاطمئنان والخصوصية ويسر الاجراءات وسهولة التعامل، لتطبع على سلوكيات عناصر الشرطة والمستفيدين من خدماتها والمراجعين، قيم الولاء وحس المواطنة، وترسيخ قواعد العمل في ظل شراكة من أجل الوطن وترسيخ ثقافة العمل الشرطي العصري .

لرسم خريطة التكامل بين الأمن والتنمية، وتأكيد مسارات التقييم والضبط والمتابعة لمزيد من التناغم بين معطياتها ومنطلقات عملها القادمة.

إن مؤشرات النجاح لهذه البيئات الشرطية، تبرز اليوم في تمكينها من تحقيق أبعاد نفسية واجتماعية وفكرية وأدائية ووطنية، يقرأ فيها منتسبو الشرطة والمستفيدين من الخدمات الشرطية مسارات التحول في أدائها، والتي تقترب من توقعات إنسان هذا الوطن واحتياجاته، ليؤكد في الوقت نفسه المنظور الاستراتيجي الاستشرافي للقيادة العامة للشرطة، وعلى رأسها معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك، على البعد النوعي المرجو من هذه البيئات، في قدرتها على تحقيق أهدافها والتسويق المبتكر للخدمات الشرطية بما يضمن لها موقعها الريادي في ذات الفرد والمجتمع، لتصبح نواتج ما تحققه من خدمات، عبر عملياتها الداخلية، وبنيتها التطويرية والتجديدية في أساليب العمل، واستخدام التقنية، وتعاطفها مع طبيعة المراجعين مراعية مشاعرهم وذائقتهم النفسية؛ أرصدة استحقاق تضاف إلى دلائل الانجاز المشهودة لشرطة عمان السلطانية.

بقلم / د. رجب بن علي العويسي