ناصر وأنور وقمداد نحن نفخر بكم

0
4479

في الوقت الذي يتسابق فيه بعض المعلمين لجمع أكبر عدد من دارسي الفترة المسائية لضمان أكبر دخل من دروسهم الخصوصية يواصل الليل بالنهار كوكبة أخرى من المعلمين ليجدوا بديلا ناجعاً للدروس الخصوصية التي أرهقت كاهل ولي الأمر وأتت علي البقية الباقية من دخله الهزيل.

إن الدروس الخصوصية التي بدأ الكثير يعتمدها ويعول عليها قد انتشرت انتشاراً ملحوظاً ربما بسبب ولي الأمر الذي يرغب بتطور مستوى ولده أو ابنته بشكل سريع في مادة معينة وذلك لاعتقاده بأن معلم المدرسة لا يقدم له كل المعلومات في أثناء الحصة لكثرة عدد الطلاب فتجده يبحث عن معلم متميز ليدفع بابنه له مع حفنة من الريالات كل فصل دراسي يسيل لها لعاب المعلم كلما أضاف إلى قائمة الدارسين اسماً جديدا.

في واقع الأمر لست مع الدروس الخصوصية لأنها تجعل من الطالب اتكالياً سلبياً يبحث عن قوالب جاهزة لا إمتاع فيها ولا إبداع ، وقد كنا نسمع عن أولياء أمور يرسلون أبناءهم لمعلمي مواد معينة قبل بلوغهم مرحلة دبلوم التعليم العام ولكن أضحينا نشاهد الساعة من يبحثون عن معلم خصوصي لطفل في المراحل الأولى من التعليم ليستمروا بعدها بإرساله سنوياً وهذا قد يدل إما على عدم ثقتهم بالتعليم الحكومي وإما على حرصهم الشديد على أولادهم فيهرعون بهم إلى الدروس هذه الدروس التي تجعلهم مصدر إزعاج لزملائهم فهم لا يعطون الدرس الرسمي أي اهتمام فهناك من سيتعهدهم في الفترة المسائية ليشرح لهم ويخصص وقته لكل واحد منهم مقابل حفنة من الريالات.

هؤلاء الطلاب يشكلون ضغطاً على أقرانهم الذين بدورهم يكونون مصدر إزعاج وقلق لأهلهم لمطالبهم الكثيرة والتي من ظمنها مصاريف جديدة للخروج مع أقرانهم للدرس المسائي وهاتف للتواصل معهم ومبلغ شهري لكل مادة على حده وليس كل أولياء الأمور قادرين على هذه المصاريف التي هم في غنى عنها مع وجود المدارس الحكومية المجانية.

ونتيجة لذلك انبرى ثلاثة من المخلصين من المعلمين يحاولون أن يجدوا مخرجاً نافعاً ناجحاً ناجعا وفي ذات الوقت سهلاً ميسرا لذوي الدخل المدود والمحدود فكان البرنامج الإلكتروني التعليمي “عمان أكاديمي” والذي كان له أثر واضح في تقدم مستوى الطلاب التحصيلي وما ميز هذا البرنامج أن تم تطبيقه عملياً على طلاب مدرسة جابر بن زيد بمحافظة مسقط فحقق نسبة نجاح بلغت في سنته الأولى ٩٠٪؜ وفي سنته الثانية ٩٢٪؜ مما جعل منظمة اليونسكو تختاره لأفضل برامج التقنية في العملية التعليمية والتي تسهم بشكل فعال في تطوير مستوى الطالب.

فحق لنا أن نفخر ونفاخر بهؤلاء المعلمين الذين جعلوا نصب أعينهم مصلحة الطلاب يرمون شباكهم لينتشلوهم من وحول الدروس الخصوصية ولأني صدرت مقالي بأسمائهم فحق لهم أن أسردها والمعلمون الثلاثة جميعهم من مدرسة الإمام جابر بن زيد للتعليم الأساسي وهم الأستاذ ناصر بن صالح الصلتي (معلم أول كيمياء) والأستاذ أنور بن خميس البلوشي (معلم فيزياء) والأستاذ قمداد بن محمد الفارسي (معلم أحياء).

على أمل أن تعمم هذه البرامج لتشمل جميع محافظات السلطنة ويستمر المبدعون في مؤسستنا التربوية العريقة كل في تخصصه ومجالة من أجل أن تتناغم جهودهم مع رؤية وزارة التربية والتعليم هذه المؤسسة المحترمة التي نفخر بالانتماء إليها.

صالح بن خليفة القرني