تبسيط الإجراءات، شرطة عُمان السلطانية أنموذجا

0
2029

أن تفقد مبلغ مالي تستطيع أن تعوضه في وقت ما وفي لحظات مهمة؛ لأمر قد يكون للبعض يسير وهين، أن تفقد جزء من مقتنياتك التي تستطيع أن تستغني عنها وإن كانت مهمة وشديدة الأهمية، لهو أمر بسيط قياساً ببعض المفقودات الذي غيابها صعب وفقدانها أصعب، أن تفقد وثيقة رسمية تعتمد عليها في إنهاء معاملاتك الرسمية في وقت مُلح وعاجل وتضرب الأخماس وتميد بك الأحوال بغية الوصول إلى حل ينقذك من مغبة ضياع الوقت في إنهاء إجراءات تعويض الوثيقة أو الحصول عليها ولا تتخيل إنهاءها في وقتٍ قياسي لهو أمر حميد وإنجاز يستحق الثناء.

في صبيحة الأمس فتشت في أروقة المنزل للبحث عن جواز سفري؛ لأمرٍ طارئ يستدعي إنهاء بعض الإجراءات المهمة التي يحكمها عامل الوقت، وبعد البحث والتقصي والسؤال من هنا وهناك الذي دام أكثر من أربعة وعشرين ساعة؛ بين مخابئ حقائب السفر وبين الأدراك والرفوف، لكن لا جدوى فالأمر قد يطول ويطول ولابد من البحث عن منفذ آخر أستطيع من خلاله الحصول على الجواز، فكان عليّ بعد تعذر كل السبل التوجه إلى الجهات الشرطية ممثلة في الأحوال المدنية، بالتحديد قسم فقدان الجوازات “شعبة المفقودات” لإخبارهم بأمر فقدان الجواز بغية الوصول إلى حلول ناجعة بعد أن تشبعت من سيل الإفتاءات من الذين يدّعون معرفة الإجراءات، منهم من قال بأن الإجراءات تأخذ ستة أشهر والآخر يقول: تحتاج إلى شهرين على الأقل مع الخضوع إلى التحقيقات وغيرها، وآخر يقول: عليك ربما تأخذ من الإجراءات أسبوعين على أقل تقدير وهي أهون الحلول، لكن هيهات أن تكون ضمن الحلول التي أتطلع إليها، لأن الأمر لا يحتمل التأخير لالتزامي بإجراءات تتطلب تخليصها في غضون أيام معدودة ولا تزيد عن أسبوع، يترتب على هذه الإجراءات الذهاب إلى جهات منوط بها تخليص بعض المعاملات المرتبطة بأمر الجواز، لكن الأمر المحمود والغريب والذي لم أتخيله ولم يكن ضمن الحسبان أن ألجأ اليوم إلى قسم فقدان الجوازات “شعبة المفقودات؛ لتسجيل بلاغ فقدان الجواز وقبل وصولي إلى وجهتي التي أتيتُ منها “مقر عملي”، جاءني الاتصال من إحدى الموظفات بقسم المفقودات وهي ذاتها التي قامت بأخذ معلوماتي، بإمكانك استلام جوازك الآن إذا ما رغبت، رغم استغرابي وذهولي من سرعة تخليص الإجراءات في شرطة عُمان السلطانية ورغم عدم توقعي بأن أحصل على جوازي في غضون ساعات، لكن يبقى العمل التي تقوم به الجهات الشرطية لدينا في عُمان مدعاة للفخر ومثال حاضر يجب الاقتداء به في سرعة إنهاء الإجراءات والمعاملات في الأقسام الشرطية المختلفة من مبدأ تطبيق التحول الإلكتروني وتقليل المعلومات والبيانات المطلوب تقديمها وتحسينها بشكل مستمر، ناهيك عن أن التحول الرقمي مهم وضروري في تحسين كفاءة المؤسسات وشرطة عُمان السلطانية أنموذجاً يستحق الإشادة والشكر، شكراً لكل المخلصين الذين يعملون من أجل راحة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، شكراً بحجم النقاء لشرطة عُمان السلطانية وعلى رأسهم معالي حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك الذي وقف على هذه الإجراءات وقفة تستحق الثناء.

يحيى المعشري