الرحلة المباركة

0
1084

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

تزاحمت الأشواق في القلوب لرؤية مكة، وفاض الحنين من حنايا النفوس يحث الخُطى لطيبة
بعد انقطاعٍ دام طويلًا خلال فترة الجائحة المُفتعلة

وقد تخبطت بعض البقاع في التعامل مع هذه الجائحة في وقتنا الراهن فهذه ترفع وتلك لازالت تُضيق و تمنع

وحينما رفعت بلاد الحرمين الشريفين القيود، عصفت بنا الأشواق ليسعى كل مرتقبٍ ومشتاق للبيت العتيق الذي هو مصب الأنوار ومنبع الروحانية و الأرزاق، ولزيارة المدينة المنورة والسلام على سيد البشرية ونور الكون على الإطلاق،

ومن قصد هذه البقاع فقد حاز الفضل وظفر بالأجر، وإن من الروحانية بمكان أن تبدأ شهر رمضان. بعمرة تتقرب بها لمرضاة ربك العظيم وتسلم فيها على نبيك الكريم

فما أعظمها من رحلة وما أكرمها من صحبة، لمسنا فيها الأُلفة والمحبة والتعاون والصبر على مشاق السفر، بتوجيهات أمير هذه الرحلة وقائد هذه الحملة وهو الشيخ محمد بن علي اللزامي ،وقد أكرمونا الأحبة كالشيخ الواعظ عبدالله السوطي بالوعظ و الإرشاد وكذلك بالإنشاد،

والمنشد بدر الدرمكي، و قاسم الرحبي وهؤلاء جميعًا يتميزون بحناجر مباركة وبأصوات ندية
ولا ننسى كذلك العم الشيخ ناصر الربخي ، الذي أدهشنا بقصصه الشيقة، ونصائحه الثمينة

وقد تحركت حافلتنا الميمونة صباح الاثنين ثاني أيام شهر رمضان المبارك برفقة الشيخ محمد بن علي اللزامي الذي حرص على متابعة المعتمرين وخدمة الزائرين جزاه الله عنا خير الجزاء،

وقد فقدنا في هذه الرحلة الإيمانية شقيق الواعظ عبدالله وهو يعقوب السوطي ذو الصدر الرحب والقلب الطيب، ولكننا تعرفنا على الكثير من الأحبة وهذه هي فوائد الرحلات الإيمانية الجماعية .

وكان رفقاء هذه الرحلة كلٌ في سكنه وغرفته وصحبته من مقر السكن إلى الحرم وأذكر منهم سالم الغماري وحمود الزدجالي وعبدالله الغسيني وزياد الزدجالي والرفيق المُلازم لنا يعقوب اللزامي

وذلك في الحرم المكي وكذا في الحرم المدني أيضًا، وقد أدينا العمرة بكل يسر ولله المِنة والفضل ودعونا للجميع ولله الحمد، ونسأل الله القبول والرضوان

وقد تعرفت في الحرم المكي على أحد المقيمين في مكة وهو الأستاذ سمير أحمد رضوان الذي أكرمني بحديثه اللطيف وخلقه الرفيع وهو من أهل مصر الحبيبة أرض الكِنانة ،

ومر عليَ رجل من أهل الشام قبل ذلك وطلب مني الدعاء لأهل الشام وللمسلمين في كل مكان وهكذا بعض النفوس الطيبة تحسن الظن نسأل الله أن نكون عند حُسن ظن الجميع بنا ،

والتقيتُ بمكة شيخي وأستاذي الشيخ الفاضل حمد البشري وهو من الرستاق حيث رآني وأتى كي يُسلم عليّ بطلاقة وجهه الباسم حفظه الله وتقبل منه

كما تعرفت في الليلة الأخيرة على أحد سكان أهل مكة الأفاضل وهو خضر النفيعي والذي تظهر صورته معي في هذا المقال حيث دعانا لمنزله في مكة في حي الخضراء وقد كان من سكان حي العزيزية فيما مضى إلا أنه انتقل عنها لحي الخضراء

فشكرناه لكرمه الفياض ولم نتمكن من تلبية دعوته لضيق الوقت حيث كانت ليلتنا الرابعة والختامية في مكة وسنتوجه من الغد لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فودعناه على أمل اللقاء

حثثنا المسير لطيبة الأشواق التي هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم متكبدًا عناء السفر وجميع المخاطر والمشاق، تسبقنا الدموع ولسان حالها العجل أيها الرفاق

مكثنا بها ليلتين فقط
وليتها كانت أكثر من ذلك، فبقرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرٌ وسُعد ونور وبركات وأرواحٌ تنزل وتصعد وأخرى تدعو وتحمد ، ومنها من لا تبرح المكان مما تجد من الأُنس والاطمئنان الذي يعصف بالوجدان

لازمنا في بعض الأحيان كذلك من رفقاء الرحلة الأخ أحمد السوطي لا سيما في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن من بركة الوقت أنه يمر سريعًا وكذا هو الحال في شهر رمضان المبارك

ولا يخفى على زوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، كرم أهل المدينة ، فقد تلقانا الصبية قبل الكبار لدعوتنا للإفطار، فما كان لنا إلا تلبية دعوتهم

ثم بعد ذلك جلسنا بعد صلاة المغرب مع أبناء قبيلة حرب وهم عمر وعمار وسلطان، والأخ المحب والظريف مرزوق الحربي الذي قرب لنا التمر والقهوة ثم ختمنا لقاءنا الجميل هذا بالدعاء،

ثم طلب منا مرزوق الحربي واشترط علينا العودة لتلك الحوزة وللإفطار من الغد معهم فتوادعنا على هذا الاتفاق ولكن مشيئة الله أسبق وأحكم وهو من يسيرنا جميعًا ويقدر لنا الأقدار

حيث كان الإفطار في الليلة الأخرى من نصيب أولاد وأحفاد حمد المسند رحمه الله وهما يظهرانِ معي في هذه الصورة
فجزاهم الله خير الجزاء على هذا البذل والعطاء وهم من أهل القصيم أرض المحبة والإخاء

تعرفت كذلك في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأخ أبو يزيد محمد بن جحلان حيث صلى بقربي صلاة الظهر، فطيبته بطيب كنتُ أحمله معي فشكرني قلت له أنت طيبٌ من غير طيب ثم دعى لي قائلًا أسأل الله أن أطيبك في الجنة كما طيبتني في الدنيا قلتُ آمين،

فسألته من أين أنت في السعودية؟ قال: من أهل المدينة فدعاني لمنزله للإفطار والسحور، قلتُ: له شكرًا لك هذه ليلتنا الثانية والأخيرة بالنسبة لهذه الرحلة، وقد سبقت دعوة مرزوق الحربي

إلا أنه لم يكتب لنا ذلك اللقاء بعد ذلك وقد نسينا تبادل وسائل التواصل مع مرزوق الحربي فحال ذلك دون اللقاء، وقد أكرمني أبو يزيد محمد بن جحلان بحديثه الكريم ولطفه الفياض فأعطاني عنوانه وطلب مني زيارته عندما أعود لزيارة المدينة المنورة

فهو مدير مركز التدريب بإدارة التعليم والمدير التنفيذي لجمعية إيواء، بالمملكة العربيه السعودية، وهذا ليس بغريب على أهل المدينة أن يستقبلوا من أتى إليهم بالكرم والترحاب كيف لا
وقد رحب أسلافهم برسول الله صلى الله عليه وسلم

كانت برامج الرحلة شيقة لم نشعر معها بضجر الوصول وقد تخللها الوعظ والتنبيهات والدعاء والإنشاد وهي في الحقيقة من أجمل الرحلات

عدنا لأرض الوطن بحمد الله وتوفيقه مساء الثلاثاء العاشر من شهر رمضان المبارك وقد ودعنا الأحبة رفقاء الرحلة سائلين الله تعالى أن يتقبل منا ومنهم

ختامًا أشكر صاحب هذه الحملة المباركة الشيخ محمد بن علي اللزامي وكل فرد فيها ومن معه من أهل قريات والسيفة وغيرها من نواحي قريات كالسواقم وحيفظ والحشية كما أشكر أهل العامرات وكل من أتى من نواحي مسقط كالعذيبة والأنصب

ومن أهل نخل الأخ صالح البحري ومن أهل لوى محمد الهنائي وماجد النبهاني ومن معهما، وتحية عاطرة لكل من السائق يعقوب المالكي والطهاة الأفاضل وعلى رأسهم سالم الغسيني ثم خالد الرزيقي وخلفان الغزيلي.