الرونق العذب شذرات من اللؤلؤ الرطب16

0
522

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

نكمل ما بدأنا به من كتاب شيخنا سعيد بن حمد الحارثي رحمه الله، حيث توقفنا نكمل هذه الشذرات البهية.

يكمل شيخنا حديثه بقوله: ولما همَ الشيخ عيسى بن صالح الحارثي بالصلح بين الإمام والسُلطان في دولة الإمام سالم بن راشد الخروصي

وناظر الشيخ نور الدين السالمي وافقه على ذلك، ولكن الإمام سالم لم يوافق، فتأخر حتى صارت دولة الإمام الخليلي فوافقه على الصُلح،

وكانوا في سمائل، فرأى الشيخ عيسى رؤيا كأنهُ يسوقُ جبلًا أمامه بعصاهُ، وذلك الجبل ينساقُ له، وانتبه، وقص الرؤيا على الإمام.

فقال له الإمام: أنا لا أُحسن تعبير الرؤيا، ولكن منصور بن عبيد السليمي مشهور بالتعبير، ولهُ يدٌ فيه، وأنتم الآن ذاهبون عندهم: والشيخ عيسى بن صالح الطيواني،

فقص الرؤيا عليه واعتمد على ما يقول. فسبق الشيخ عيسى الحارثي رجل إلى منصور أخبره بالرؤيا، ونسبها إلى نفسه، لكن منصورًا قال للرجل: أنت لا تقدر أنت ترى مثل هذه الرؤيا، فقل لي من رآها؟

قال:أنا. قال : لا أنت لستَ من أهلها؟ فأنا لا أعبرها لك حتى تخبرني بالحقيقة؟ قال: رآها الشيخ عيسى بن صالح الحارثي. قال: الآن وقعت في محلها.

فلما جاء الشيخ عيسى وقص عليه الرؤيا ، قال: إنك تحاولُ أمرًا عظيمًا سيتعبك ، ولكنه في النهاية سيتم لك. فكان تمام الصلح تصديقًا للتعبير. والصلح مشهور في التاريخ العُماني
… … … … …

وذكرتني قصة الرؤيا برؤيا زبيدة، حين ترسل أمتها إلى ابن سيرين، فيقول لها: لستِ أهلُا للرؤيا.(أ هـ).
كل هذه الأخبار رويتها عن أبي وعمي اللذين عاشا مع خالهما الشيخ عيسى وروى لهما أخبار من تقدموه- رضي الله عنهم أجمعين.