رحيل الأحبة صدمةٌ وثلمة

0
1071

بقلم/ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

هناك من البشر من لا يخوضون في معارك المحن، وينأون بأنفسهم عن كل الفتن، ويسعون للحق وقول الصدق، نفوسهم عن الباطل معرضة وعن الشر محجمة، يتسابقون في فعل الخيرات ونعم المنافسة والسباق، لا يكثرثون بمجالسة النميمة والنفاق، ويسعون لرأب الصدع تفاديًا للخصام والشقاق، هكذا كان فقيدنا الغالي خالنا العزيز سيف بن خلفان الوهيبي رحمه الله الذي صبر على المرض الذي صاحبه ردحًا من الزمن حتى حلول أجله يوم أمس ظهر يوم الأثنين ، تداهمك الأخبار أحيانًا عن فقد الأخيار، وأنت مشتغلٌ عن الأجر بتقديم الأعذار تلو الأعذار، وقد زهدنا في الأجور وجذبتنا هذه الدنيا إليها وحسِبنا أننا ندرك الأوقات ولكن في الحقيقة هي من أدركتنا ونسينا التواصل وكانت الدنيا هي شغلنا الشاغل

فمتى سنفيق من هذا السبات العميق؟ اختلفت الأمور عن سابق عهدها وقد شق كل واحدٍ منا له طريق، ونسينا القريب وفررنا من الصديق، ونسأل الله أن يهدينا لأهدى سبيل وأقومِ طريق، وأن ينجينا من كل الهموم ومن دواعي الضيق، وأن يرحم من مات من آبائنا وأمهاتنا ونسأله كما وفقنا لبرهم في الحياة أن يرزقنا برهم كذلك بعد الممات ومواصلة هذا البر بالدعاء والصدقات، كان آخر لقاء وحديث بيني وبين خالي لأمي وآخر عهدي به في بعض زياراته الطبية ومواعيده المستمرة بصحبة ولده محمد الشهم وكثيرًا ما كان يصحبه أيضًا ولده البكر أحمد الهمام وكذا عليٌ ويونس والبركة فيهم جميعًا ونعم الذرية من إخوةٍ وأخوات، ولا ننكر التقصير وقلة الزيارات، فرحيل هؤلاء الأقارب الأوفياء مصابٌ مؤلم وفقد عظيم، ولكنها مشيئة الله وقدره المقدور، ونحن نسلم ذلك كله لله هو الذي يحيي ويميت وإليه النشور، وإذا أراد بعبده خيرًا طهره من ذنوبه بمرضه وأخذه إليه طاهرًا نقيا، وقد رأيتُ قريبا في المنام رؤيا وكأن والدتي توفاها الله الآن ولم تمت من قبل تتكرر معي لثلاث مرات فأخبرت أحد الأحبة بها ولعل تأويلها هو هذا الفقد والله أعلم بالتأويل

 اللهم إن خالنا كان لك عابدا صائمًا قائما إلا ما كان من مرضه وعدم قدرته على أداء ما وجب عليه من فروض وعبادات، بتغير في حاله وعجزه ونسيانه بذهاب عقله في حال مرضه المستمر، اللهم إنا نسألك لخالنا الرحمة والغفران وحلول الرضوان، ونسألك أن تسكنه فسيح الجنان،اللهم إن خالنا وفد عليك فأكرم وفادته ونزل بك وأنت خير من يُنزل إليه، اللهم إن لكل ضيف قِرى فاجعل قِرى خالنا الجنة يا رب العالمين.