ذكريات الجامعة ( الإستثنائي) الجزء الثاني

0
1158

كانت الدفعة الأولى تضم بعض الطلبة الذين يلعبون بمختلف المراحل السنية في أبرزأندية السلطنة مثل ظفار والعروبة وصور والطليعة والاتحاد والهلال وغيرها..

ولكن طالب الهندسة (الإستثنائي) لم يكن يومها مقيدبأي نادي فهو الطالب القادم للجامعه من محافظة البريمي

ومن الطبيعي أن يتبادر إلى الذهن بأن الطالب المقبول في كلية الهندسة يقضي معظم وقته في الدراسة والمراجعة، أما شغف الهواية ليس من الأولويات وكنت أعتقد بأن تلاميذ الخوارزمي وآينشتاين يقضون جل وقتهم في حل المسائل الرياضية والمعادلات الكيميائية، أما لعب الكرة يكون في الإجازة أو إذا توفر وقت لذلك..

والإستثنائي من الطلبة الأذكياء ومن بين القلائل في الدفعة المتمكنين من إجادة اللغة الانجليزية ( قراءة وتحدثا وكتابة) الأمر الذي مكنه من تسجيل مواد التخصص منذ الفصل الأول بدون الحاجة إلى برنامج إعدادي لتقوية اللغة الإنجليزية، وهذه الميزة تعزز من عملية إستيعاب وفهم المواد العلمية المقررة على عكس الطالب الذي يحتاج إلى ترجمة الأفكار من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية وبالتالي يبذل جهد مضاعف لإستيعاب وفهم مواد التخصص..

وكنت قد ذكرت بأن النبوغ والتفوق العلمي شئ طبيعي ومتوقع حينما نتحدث عن طالب في كلية الهندسة، ولكن الأمر الغير مألوف العبقرية الكروية للإستثنائي ( فلتة زمانه) فهو بحق موهبة ربانية يشهد على ذلك جميع من عاصره ولعب بجانبه سواء في الجامعة او نادي  العروبة وكذلك يعرف نبوغه وعبقريته الكروية عدد من اللاعبين الذين لعبوا معه أو ضده من أندية ظفار وفنجا والأهلي وصور والطليعة والاتحاد والهلال وروي ( يومها) بالإضافة إلى شهادة الخبير الإلماني التي ذكرتها في الجزء الأول حينما أطلق عليه و لقبه بالإستثنائي.

بدأ هذا الشاب الخجول يندمج مع الشباب (الكرويين) بالجامعة تدريجيا حتى تم تشكيل أول فريق في شهرنوفمبر من عام 1986 م وكانت عملية تأسيس وتكوين الفريق تحتاج إلى مبادرة وقد تولى مهمة التأسيس كلا من عمر الرواس وسعيد الوهيبي وتبلورت الفكرة بعد إستحسانها من حسن الرواس والإستثنائي، وبدأت المهمة بالتواصل مع أفضل العناصر لتشكيل أقوى فريق عرفته الجامعة في تاريخها ويكفي إن الفريق كان يضم الإستثنائي وحسن الرواس وعبدالله سعدالله وغيرهم من الموهوبين.

وتم الإتفاق على تسمية الفريق ( الشباب الجامعي) وضم الفريق كوكبة رائعة من الشباب الموهوبين ومن أبرز الأسماءالتي ضمها الفريق بالإضافة إلى الإستثنائي هناك النجم حسن الرواس الذي برز بشكل ملفت مع نادي ظفاروتم إستدعائه للمنتخب الأولمبي.

والشئ الذي لا يعرفه بعض الرياضيين بأن حسن الرواس قد لعب لنادي بدية، وكان السبب الرئيسي في صعودالنادي لمصاف دوري الدرجة الثانية للموسم الرياضي 87/ 1988 بعدما كان يتواجد في دوري الدرجة الثالثة، وكذلك لعب حسن مع المنتخب الأولمبي وقدم أجمل العروض الكروية في بطولة أندية مجلس التعاون والتي إستضافها نادي ظفار عام 1991.

وضم فريق الشباب رفيق الإستثنائي بنادي العروبة اللاعب الكلاسيكي عبدالله سعدالله والذي كان يلعب لنادي سمائل قبل إنتقاله للعروبة، والموهوب سالم الهاشمي والظهير الأيمن الطائر بنادي نزوى إسحاق الرقيشي،والكابتن عمر الرواس وفكير الزبير وعبدالله المحفوظي وأمين بخيت وسالم العطار وجاسرالعولقي وصالح القاسميومحمد الصقلاوي وعبدالحكيم حجرة وسعيد الوهيبي وسامي الرواس، والمغفور لهما بإذن الله تعالى الراحلان عن عالمنا خالد البوبا ( توفي أثر حادث إليم عام 1990 ونعيم حبظة (توفي عام 2016)، وفي مرحلة لاحقة تم ضم الشقيقان أحمد ومحمد الحارثي وخاصة في المباريات والبطولات التي تقام خارج الجامعة وهما من أهم العناصر الأساسية في الدورات الرمضانية، ومن أشهر الاداريين الذين أشرفوا على الفريق في تلك الفترة الاستاذ الدكتور جمال الهوتي وسعادة يحيى الندابي وأحمد الرئيسي..

وكان سعيد الوهيبي هو المكلف بترتيب المشاركات في الدورات الرمضانية والمباريات التي تقام في مسقط بالتنسيق والتشاور مع الموهوب أحمد الحارثي.

وصال فريق الشباب وجال في مختلف ولايات السلطنة ولعب مباريات مع عدة أندية و فرق رياضية وكان يشارك سنويا في الدورات الرمضانية التي تقام بالجامعة وفي نادي السيب ونادي الأهلي، وكذلك لعب الفريق مباريات ودية في مملكة البحرين من أبرزها مبارياته مع نادي المحرق ونادي الرفاع ونادي الحالة.

وتوطدت علاقة فريق ( الشباب ) بلاعبي وإداريي نادي العروبة حتى أن الفريق أصبح يلعب مباراة في ملاعب العروبة في كل فصل دراسي تقريبا.

وعلى الرغم من عشق المستديرة هو الرابط المشترك الذي أتفق عليه ( أصحاب الإستثنائي) والذي دفعهم لتأسيس اول فريق بجامعة السلطان قابوس، لكن لم يغيب عن ذهنهم الهدف الأساسي والذي كان العامل الرئيسي في تجمعهمولقائهم الا وهو التحصيل العلمي وكانوا يحفزون بعضهم البعض على المثابرة والجد والتوقف عن المباريات خلال فترة الامتحانات.

وتملك هذه الثلة الكروية من الفكر والدراية ما جعلها توازن بين الهواية والعلم ولذلك حرص الجميع على التخرج في السنوات المحددة لكل تخصص، بل أن البعض طلب إعفائه من الإستمرار مع الفريق حينما استشعر بأن الدراسة تتطلب المزيد من الجهد.

كلمة نهاية الجزء الثاني

يقول الفيلسوف الفرنسي روجيه بول دروا؛

الأفكار ليست مجالاً منعزلاً أشبه بحديقة على حافة الوجود ..لا على الإطلاق .. الأفكار تتحكم في الأفعال وفي سبل العيش والسلوكيات..!

وما يزال هناك الكثير من الذكريات التي تحكى على أمل اللقاء في الجزء الثالث.

سعيد بن سالم الوهيبي