غسان يرحل حيث الرحمة والرضوان

0
10755

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

ها هي عُمان تنضحُ بفلذات أكبادها
وقد فقد من فقد في هذه الأنواء المناخية التي قدرها الله علينا ولا اعتراض على مشيئة الله ،

فبالرغم من البحث المستمر والجهد المُضني إلا أن أمر الله غالب وسنتهُ في خلقه لا تتبدل سبحانه بيده مقاليد كل شيء وإليه يرجع كل شيء ولابد لنا من التواصي بالحق والتواصي بالصبر

كما أمرنا ربنا وكما بشر أهل الصبر من عباده فقد قال ربنا العظيم( وَبَشِّر الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) صدق الله العظيم، ولله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار،

وفقيدنا اليوم هو غسان الذي لم تتوقف الألسنة عن الدعاء له ولم تيأس النفوس عن البحث عنه ولكن الله أراد أن يكرمه ويختاره ليكون في وفادته، قلوبنا مع أسرته الكريمه وجميع أهله وكل من عرفه و أحبه، بل وكل من سمع عنه و اهتم لأمره ودعى له،

فأهل عُمان يقدمون للعالم أجمع دروسًا في التلاحمِ والتضحيات، تدمع لها العين وتذلل لها بإذن الله العقبات
وقد تلذذ الشعب في تكاتفه وجند نفسه للخدمة المطلقة في الأماكن المتضررة،

جنبًا إلى جنب مع الحكومة والجهات الأمنية والعسكرية، وقد أتت هذه الجموع الغفيرة من كل حدبٍ وصوب وشاركته العديد من الجاليات التي تعيش على أرض عُمان الحبيبة من مختلف الأوطان، هذا الوجع والألم وهذه اللُحمة العظيمة، ملحمة حب ووفاء وتضحية وإخاء ستظل عالقة في الأذهان سجلها التاريخ وسطرها هذا الزمان

خالص التعازي لأهل كل فقيد على أرض الوطن ولفقيدنا غسان، وجزيل الشكر والعرفان وعظيم الامتنان لكل من سعى في عمليات البحث والإنقاذ والقيام بالخدمة المستمرة لأصحاب الأسر المنكوبة

‏صبر الله أهلك على فراقك يا غسان وفي ذمة الرحمٰن حيث الرحمة والرضوان،
‏اليوم تبكيك عُمانُ يا غسان
‏يا وجع الأهل والخلان،
‏رحمة الله تغشاك وإلى فسيح الجنان.