معلمٌ من الأحساء

0
4277

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

منذ عقدٍ من الآن ذهبتُ للعمرة برًا بسيارة خاصة، بصحبة شقيقي خالد والقريب خالد بن عبدالله الوهيبي ابن خال أبي، والحبيب حبيب الوهيبي صهري القريب ،

وكانت الرحلة بسيارة ابن الخال خالد ، وهي من ضمن الرحلات المستمرة للديار المقدسة والتي لا تنقطع ما حيينا إلا ما كان من الوباء الذي عصف بأرجاء المعمورة والمسمى بكورونا المستجد،وقد اجتاح العالم وعطل الحركة في كل البقاع والحمدلله على كل حال،

وقع في قرارة نفوسنا المرور على العم الأستاذ أحمد العودة من ناحية الأحساء في المملكة العربية السعودية وقد حملنا له معنا من الحلوى العمانية العريقة التي يعشقها أهل الخليج قاطبة، فقد كان العم الأستاذ أحمد العودة جار القريب خالد في مدينة روي الحبيبة،

وتحديدًا في طوي العلوية حيث الكرم والطلة البهية ولمن لايعلم هذا المكان فهو ملتقى العلماء ومقصد الفقهاء على مر الزمان فرحم الله الشيخ الجد سعيد بن سليّم والد الشهم سليّم وجميع الصلحاء الأخيار من رحلوا وتركوا طيب الآثار،

وكان العم أحمد العودة مُعلمًا لفترة طويلة في سلطنة عُمان في مدرسة سلطان بن أحمد بولاية مطرح وكان يدرس كل المواد للصفوف الإبتدائية معلم (كشكول) كان طيب القلب كريم الخلق حسن السجايا طوال فترة سُكناه وحتى عودته لوطنه الأم المملكة العربية السعودية وظل التواصل بينه وبين القريب خالد بين الفينة والأخرى بالهاتف وزيارات مستمرة على فترات متباعدة،

ووسائل التواصل اليوم تقرب البعيد بفضل الله، وما إن وصلنا لمنزله إلا ورحب بنا أيما ترحيب وأكرمنا أكرمه الله في الدنيا والآخرة، قلنا له مررنا عليك فحسب وقد قصدنا بيت الله الحرام لأداء العمرة، قدم لنا التمر و القهوة وما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة، تجاذب معنا أطراف الحديث وسأل عن عُمان بشكل عام وعن روي بشكل خاص ،

لاسيما مكان السُكنى في طوي العلوية ، وتحدث عن ابن عم الوالد سليّم بن سعيد الوهيبي رحمه الله وقال لم أسمع في تلك الفترة عن أحد لديه سيارة كابرس في تلك النواحي إلا الشهم سليّم بن سعيد الوهيبي رحمه الله ،

حاولنا الاستئذان وذلك لطول الطريق فالمملكة العربية السعودية مترامية الأطراف ولكن الوجهة محددة وهي مكة المكرمة ، فلم تشفع لنا محاولات الاستئذان هذه، ولا جدوى من ذلك كله قال :أنا أترقب هذه الزيارة بفارغ الصبر وتريدون جعلها لحظة فأبت نفسه الكريمة تركنا ،

وقد دعانا لتناول الغداء معه ومع من دعاه من معارفه وكانت وليمة كبيرة ولازلت أذكر تلك الذبائح واللحم الطازج ثم أخذنا بجولة بعد ذلك في مزرعته والتي تبعد عن منزله نوعًا ما، وبالرغم من مضي هذه القترة الطويلة على هذه الزيارة،

إلا أنني أعصر ذاكرتي لتذكر الأحداث فهذا المقال بمثابة المفاجأة السارة بعد طول المدة للعم الأستاذ أحمد العودة، الذي استقبلنا ببشاشة وجهه ورحابة صدره وبكرمه الفياض،

أمضينا معه وقتًا ممتعًا وقد كان يسألُ عن خال والدي الخال عبدالله بن علي الوهيبي وجميع الأهل لأنهم كانوا كأسرة واحدة، والحمدلله على نعمة التواصل المستمرة حتى الآن كذلك بين الأهل كما أخبرني ابن الخال خالد،

ويحنّ العم أحمد العودة لتلك الأيام الجميلة رغم مشقة السفر برًا على سيارته الخاصة، ذهابًا وإيابًا هو ومن كان على شاكلته من أهل المملكة الأفذاذ، وتحية مني لمكان سُكناهُ الأحساء وما أدراك ما الأحساء التي تنضح بالثقافة والعطاء وكل أهل المملكة البلغاء الفصحاء،

كذلك من المعلمات الفاضلات والشاعرات البارزات على سبيل المثال لا الحصر المعلمة الشاعرة مريم الفلاح فهي عذبة القوافي وبهية الشذرات والمفردات، فشكرًا لكم جميعًا يا أهل الأحساء وشكرًا للأشقاء في المملكة العربية السعودية قاطبة على حُسن التواصل والسؤال.