وصمة عار

0
1109

بقلم/ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

بعد حادثة نفق الحرية المدوية التي كشفت هشاشة ترسانة بني صهيون القوية، وسر الملعقة التي فضحت ركاكة أجهزتهم الأمنية المتطورة والعالمية، ماذا بقي لبني صهيون من الخزي والعار والذلِ والشنار لينفضوا عن ترساناتهم وأجهزتهم الفشل الذريع والغبار،

وقد تبقى هذه الحادثة مدى الدهر وصمة عار على جبين الكيان الصهيوني المحتل، مهما استعادوا الأسرى مجددًا وجروهم إلى غياهب السجون للنكال والتعذيب، ففعل الأسرى بحد ذاته عن ألف حدثٍ و عن مليار إنجاز ويالها من سخرية مدوية لم يُسمع بها من قبل،

وقد عبر من عبر منهم عنها بتعبير غير لائق شاهدين على أنفسهم وما لحقهم من ذهول أمام العقل الفلسطيني الجبار،

لتثبت هذه الحادثة للعالم أجمع أن أهل فلسطين لن يتخلوا عن الوطن والمكان مهما استبد المحتل واستمر العدوان، وأن الصبر أوشك أن يثمر وسيأتي حصاد النضال بعد التشريد والنكال، وأبشروا بالفرج القريب والنصر المؤزر أيها الأبطال،

فقد أثبت أهل فلسطين ومن يؤازرهم أنهم للجهاد خير مثال، ولا عزاء للعملاء الذين بذلوا الطارف والتليد في قمع الثورة والجهاد والمقاومة الإسلامية الباسلة التي تساند الشرفاء من أهل فلسطين الذين قدموا أرواحهم للوطن فداء

وحرصوا كل الحرص على الموت من أجل كرامة الشهادة و الدفاع عن الوطن وانتزاع الحرية، فحادثة نفق الحرية أسمى قضية عرفتها البشرية في الصبر والتخطيط والتنفيذ بكل ذكاء وعبقرية، وقد طبقت على من يمتلكون كما يزعمون أقوى منظومات أمنية وعسكرية

لم تصمد أمام هؤلاء الأسرى وهم قلة في العدة والعتاد فالعدد سِتة أمام كيان بأسره محاطٌ بالجنود، وأما العتاد فملعقة بالية تآكلت على مر الزمان تقابلها الدبابات والرشاشات والقنابل والقناصين والأسلاك الشائكة وأجهزة المراقبة المنتشرة والمتوزعة على تلك الأماكن وشتى البقاع المجاورة، ولكن إذا أقبلت العزائم وثارت الهمم تلاشت الحواجز وأُصيب الخصمُ بالعمى والصمم،

فما هو السبيل بقومٍ ذوبوا التراب وخرقوا جباه المعتدين مخلفين وراهم أثر النصر منطلقين نحو الحرية، وقد تتعثر كلماتي ويقف وصفي حائرًا أمام هؤلاء البواسل الذين لم يحل بينهم وبين التنفيذ حائل، وكان أقل ما يقال عنهم أنهم مرغوا بأنوف الصهاينة الأرض وجعلوهم أضحوكة العالم المتحضر اليوم بل واخترقوا الكيان الغاصب بأنوار اليقين فحرية الأحرار مطلب كل راغب، ونجاح كل قاصد وطالب،

وصدق الله جل في علاه بقوله في محكمِ التنزيل (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) صدق الله العظيم الآية ٢٤٩ سورة البقرة

وما إن انتشرت الأخبار حتى استشاط الأعداء غضبًا ونشروا العيون من الكلاب البشرية من الخونة والعملاء فضلًا عن الكلاب الحقيقية، ليعيدوا البعض منهم وقد أعادوا أكثر من النصف وحتى ولو أعادوهم جميعًا فقد وقع الخلل، واهتزت الصورة الحقيقية للكيان الغاصب وقد حثى الأسرى على وجوه أفراد هذا الكيان التراب ،

وقد بشرت مقاومتهم الباسلة بفرج خروج الأسرى جميعًا بإذن الله فالأمل بالله وحده، فشكرًا لكم أيها الأبطال البواسل و لله در الأحرار الشرفاء ولا عزاء للعملاء.