الشيخ المصلح

0
1604

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

شخصية هذا المقال الشيخ الجليل سليمان بن سالم بن عبيد بن سيف الوهيبي ،ولد الشيخ في روي عام ١٣٣٥ هجري الموافق له ١٩١٧ للميلاد في كنف أسرة كريمة تحب الخير وتسعى للإصلاح وكان والده هو شيخ القبيلة آنذاك وبعد وفاة أبيه، تولى المشيخة شقيقه الأكبر محمد ثم آلت إليه

عرف الشيخ بسمته وشجاعته منذ الصغر، وقد زانه تعلم القرآن الكريم وسعيه لطلب العلم، فقصد الأئمة الميامين الغرر، الذين تركوا حميد الذكر وطيب الأثر، وقد رحل إلى نزوى (بيضة الإسلام) بعد تعلمه القرآن الكريم

متجهًا نحو العلم والعلماء والفقه والفقهاء ، برفقة كوكبة من طلبة العلم الأكارم، كالشيخ علي بن سالم الحميدي والشيخ عبدالله بن هاشل الجرداني والشيخ حمد بن محمد الوهيبي،

درس جميع هؤلاء وتتلمذوا على يد الإمام محمد بن عبدالله بن سعيد بن خلفان الخليلي علامة زمانه وفقيه أوانه، الذي ورث العلم كابرا عن كابر، فوالده وعمه وجده كلهم أهل علم وفضل ويكفيه شرفًا بالجد العلامة المحقق سعيد بن خلفان الخليلي أعلم أهل زمانه رحمهم الله جميعًا،

عمل الشيخ سليمان على حل المشاكل التي كانت تواجه أبناء القبيلة وكذلك عمل كحلقة وصل بين أبناء الأهالي والحكومة، سافر إلى شرق افريقيا في حوالي عام ١٣٧٥ للهجرة الموافق له ١٩٥٦ للميلاد ، لطلب الرزق ولما وصل إلى زنجبار التقى بالعمانيين الموجودين هناك من مختلف القبائل العمانية

ومن ضمن الشخصيات العلمية التي التقى بها الشيخ ابو إسحاق اطفيش الذي كان يزور جزيرة زنجبار التي كانت تحت الحكم العماني، فعمل هناك في التجارة

وكان يؤم المصلين في شهر رمضان لصلاة التراويح ويعقد القران لأبناء العمانيين ويشارك في حلقات القرآن الكريم وجهود إفطار الصائمين في شهر رمضان والتبرع لأعمال الخير ويسعى بالخير والإصلاح بين الناس ،

وقد عكف على تعليم القرآن وتحفظيه في مسجد كابانجا بتنزانيا لطلبة زنجبار وعُمان وغيرهم من الطلبة العرب الذين قصدوا زنجبار لأجل الرزق والتجارة

رجع الشيخ إلى أرض الوطن في عام ١٤٠٠ هجري الموافق له ١٩٨٠ للميلاد، وكان جدي ناصر بن محمد بن ناصر الوهيبي من أشد المطالبين بعودة الشيخ سليمان إلى أرض الوطن لمكانة هذا الشيخ في قلب جدي ناصر، كما طالب به أفراد القبيلة جميعا،

ووجوده يحدث فارقًا كبيرًا ومنعة للقبيلة وقوة لا يستهانُ بها، ولا ينكر الشيخ سليمان الدور الكبير لجدي ناصر ومكانته بين أفراد القبيلة وسعيه في نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وإعانة الفقراء، وكان يذكر ذلك لشقيقي الأكبر خالد وكان مما ذكره قائلًا له : يا خالد أنا وجدك ناصر من بنينا مشفى الرحمة القديم بسواعدنا ومن معنا من العمال

تم اختيار الشيخ سليمان شيخًا لقبيلة بني وهيب في ١٤٠١ للهجرة الموافق له ١٩٨١للميلاد، واستمر في عمله حتى وفاته رحمه الله في عام١٤٢٠ للهجرة الموافق له ٢٠٠٠ للميلاد، وقد ترك سيرة حسنة وثتاءً عاطرًا،

هذه نبذة مختصرة عن دور الشيخ سليمان ومكانته ، ومهما كتبنا عن شخصية الشيخ سليمان فلن نوفيه حقه وللقوم شأنٌ في الولاية شاسعُ، بارك الله في ذرية الشيخ جميعًا وأحفاده، ورحمه الله وأولاده سلطان ومظفر ورحم الله الآباء والأجداد والأشياخ وأئمة الهدى وأهل الصلاح.

وفي ختام هذا المقال أتوجه بالشكر الجزيل لنجل الشيخ سعود لما أفاضه عليّ من وقت ورحابة صدر وما غمرني به من ترحيب وحُسن ظن ،وكان عونًا لي في تزويدي بالحقائق والتواريخ الموثقة وبالصور الجميلة ، كما أشكر حفيده ناصر بن سلطان لذات الأسباب، وكل من أشار عليّ بكتابة هذا المقال لا سيما الأخ والصاحب علي بن مرهون بن حمد الوهيبي.