محرك المدرسة الدائم والفاعل

0
985

يحيى بن حمد الناعبي

في عالمنا المعاصر نجد الكثير من المعدات والأجهزة التي تحتاج إلى المحرك الكهربائي والذي يعرف بأنه آلة تحول الطاقة الكهربائية إلى طاقة الحركية لإنجاز شغل ما.

وقد تستخدم المحركات الكهربائية لتشغيل عدة آلات كهربائية ومعدات ميكانيكية مثل الغسالات وأجهزة التكييف والمكانس الكهربائية ومجففات الشعر وآلات الخياطة والمثاقب الكهربائية والمناشير وغيرها.

وفي عالم البشر يوجد نوع فريد من المحركات البشرية ألا وهو المنسق بشكل عام وأخص بالذكر هنا منسق الشؤون المدرسية،

 

فمن المعلوم بأن مهام المنسق إدارية بحته، فمنها التخطيط وإعداد البرامج التنفيذية والمشاركة في قرارات مهمة تخص الحقل التربوي، وله عدد كبير من المهام التي يمكن أن يقوم بها من خلال وظيفته،

حيث أنه يقوم بترتيب وحفظ الملفات والسجلات ومتابعة الصادر والوارد من خلال برنامج المراسلات.

ومن مهامه بأنه يتابع دوام الحافلات المدرسية ونقل الطلبة من المدرسة وإليها، ويتابع جوانب النظافة في المبنى المدرسي، ويتأكد من سلامة مياه الشرب ونظافة خزانات المياه ومصفيات برادات المياه.

كما أنه ينوب عن مدير المدرسة في حالة عدم تواجده بسبب العطلات او المرض أو السفر وغيرها من الظروف التي تحول من عدم وجود المدير.

ويمتلك منسق الشؤون المدرسية مهارات التواصل الفعال بين المجتمع والمدرسة من خلال العلاقة الوطيدة بينه وبين مجلس أولياء الأمور وكافة شرائح المجتمع.

ومهام لاتعد ولاتحصى يقوم بها هذا الدينمو من غير تأفف ولا ضجر، وفي المقابل نجده إنسانا في غاية الروعة والجمال، في أبهى صور الإنسانية، رحيم ودود مع زملائه المعلمين وأبنائه الطلبة، وتتعدى إنسانيته إلى عامل النظافة الذي يكن له المحبة والتقدير فيشاركه هموم حياته ويخفف عنه الكثير من الأعباء والأعمال والتي لاتخفى على كل ذي لب.

وبالإضافة إلى هذه المهام الموكلة إليه تراه يشارك في كل كبيرة وصغيرة من شأنها أن ترفع اسم مدرسته عاليا خفاقا في سماء المجد والرفعة والتقدم.

فتراه يقوم بعمل الأخصائي الإجتماعي والنفسي ومشرف الأنشطة المدرسية، فالكثير من المنسقين لهم دور بارز في رفع المستوى التحصيلي للطلبة من خلال الأنشطة والبرامج التحفيزية التي يقدم فيها جوائز نقدية وعينية وغيرها.

ويقدم أنشطة ترفيهية حتى لايصاب الطلبة بالرتابة والملل، من خلال طابور الصباح وأوقات الفسح وحصص الإحتياط.

وقد تغير مسماي الوظيفي من معلم إلى منسق شؤون مدرسية عام ٢٠٠٥ م، تعرفت على الكثير من إخواني المنسقين والذين كان لهم الدور البارز في مساعدتي وصقل شخصيتي والأخذ بيدي وتشجيعي في مهام عملي المناطة إلي ومنهم الأستاذ الفاضل محمد بن سعود المعشري.

وفي عام ٢٠١٣ م قدر الله لي أن أكون ضمن فئة مختارة ومرشحة من قبل المديريات التعليمية على مستوى السلطنة في دورة تدريبية لرفع كفاءة المنسقين والمنسقات في محافظة ظفار وتحديدا في صلالة رمز الأصالة وأرض اللبان ولمدة أسبوع بعنوان (كايزن) والتي كان لها الأثر الطيب تغيير مسار حياتي كمنسق،

فبالإضافة إلى نجاح الدورة والتي أرجو من وزارتنا الموقرة أن تكررها مرة أخرى لإخواننا المعلمين والمنسقين، تعرفت على إخوة كالدر المنثور من مختلف محافظات السلطنة مما جعلنا نفكر في إنشاء مجموعة خاصة لعمل المنسقين والإستفادة من تجارب الغير.

وقد أنشئت هذه المجموعة الطيبة من المنسقين حيث وصل عددهم حتى هذه اللحظة إلى ١٠٧ من المنسقين بل الإخوة الذين ولدوا من بطن واحد بسبب الإنسجام والألفة والمحبة والتعاون المنقطع النظير،

فإذا واجهت صعوبة ما أو أردت الإستفسار عن شيء يهب الجميع لمساعدتك والوقوف بجانبك، تراهم لحمة واحدة وقلب واحد، ومما يؤكد كلامي هذا أن بعض المنسقين قد أحيلوا إلى التقاعد منذ العام الماضي وخرجوا من المجموعة بمحض إرادتهم ولكن بعد يومين أو ثلاثة لم يطق ذلك المنسق الشهم الأبي ( هلال الراسبي) الفراق فقرر العودة إلى المجموعة مرة أخرى وطلب من المشرفين ارجاعه إلى حيث راحته وسعادته فهي المتنفس الحقيقي للإخوة المنسقين.

فيالها من أخوة صادقة! ويالها من قلوب صافية من أبناء عمان المخلصين! الذين أحبوا عملهم وأخلصوا فيه، فلا يتحقق الإخلاص دون محبة ( حب عملك تخلص فيه)

وقد أحببت إخواني في هذه المجموعة الطيبة ولم أر منهم رؤية العين إلا العدد القليل وأمني نفسي بأن أراهم وأكحل ناظري برؤيتهم بإذن الله تعالى في لقاء أخوي بعد انتهاء جائحة كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها.

هذا ماجاش به خاطري بناء على طلب كريم من أخ عزيز وهو الأستاذ عبدالله العجمي، فأنا لست أهلا للكتابة عن جهابذة المنسقين ولم استطع أن أفي بحقهم من خلال هذا المقال المتواضع.
ولكن أحاول أن ألملم الكلمات وأجمعها من هنا وهناك لأصوغها في قالب جميل لإنسان أصيل هو ( المنسق)