نعمة الثبات

0
1322

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

تختلف طِباعُ البشر كما تختلف أمزجتهم وتوجهاتهم، وليس من السهل أن تتغير قناعاتهم وأسسهم الثابتة لا سيما أولئك الذين ارتووا من معين هذه القناعات والأساسيات،

فمن أسس بنيانه بأساس متين فلاشك أن هذا الأساس لا تزعزعه الزعازع ولا تقتلعه الرياح العواتي، وهذا هو ما يُعرف بالثبات، والثبات نعمةٌ من نِعمِ الله وجب علينا أن نشكر الله عليها،

لأن قلب الإنسان ما سُمي قلبًا إلا لشدة تقلبه، ولذلك من الأدعية المأثورة هذا الدعاء المُبارك( يا مُقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ويا مصرف الأبصار صرف أبصارنا إلى طاعتك) وقد قال ربنا العظيم في محكم التنزيل( وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) صدق الله العظيم سورة النحل الآية (٩٤)

هذا ومن ثبت نفسه على طريق الحق، ورسخ قدمه في مواطن الصدق عليه أن يحافظ على هذا الثبات ويسأل الله اللطف والعناية والعفو والعافية وأن يجنبه التيارات المُغرضة والأفكار الهدامة والفتنة في الدين، في زمنٍ كثُر فيه المُشككون والمُبطلون

إن موجات الإلحاد المُكثفة على وطننا الغالي سلطنة عُمان في هذه الفترة الحرجة والعصيبة لن تؤثر علينا بإذن الله وذلك لوعي المجتمع العُماني، وبتكاتف الناس جميعًا على مواجهة هذه التحديات وهذه التيارات وبجهود المُخلصين من أهل الصلاح

ولا شك أن الالتفاف حول مُفتي البلاد من مساعي الرشاد، ولمجابهة هذا الفساد الذي بدأ ينخر في البلاد ويستحوذ على عقول بعض العباد بإسم الحرية وبإسم النسوية وبإسم المثلية والشذوذ الجنسي وبإسم الأهواء والرغبة في الممارسات البهيمية

وبتجريد الخالق عز وجل من الإلوهية وبتجريد النبي صلى الله عليه وسلم من أي خصوصية بل ووصل الأمر إلى التطاول وذلك بالشتم العلني الصريح وياله من عملٍ قذر وقبيح، ولكن هيهات لأن الحق أبلج والباطل لجلج، وسنحثوا على رؤوس هؤلاء المارقين التراب والرماد

ما الذي جعل هؤلاء الشرذمة يتجرؤون هذه الجرأة،؟ وما هو الهدف من كل ذلك؟ إلا زعزعة أمن المجتمع المُسلم وأمانه، لذا يجب علينا المُحافظة على نسيجهِ وقوامه كي نتقيَ شر هذه التُرهات والخزعبلات وجميع الأباطيل والافتراءات، وهنا وجب على الجهات الأمنية وقوانين البلاد التدخل الفوري لوقف هذا العبث والفساد.

وأذكر جهود سماحة الشيخ المُفتي حفظه الله منذ عقود ، وقد كان يلقي محاضراته الإسبوعية في جامعة السُلطان قابوس، ولم تكن هذه الجهود إلا من غيرةٍ ومن حرصٍ على شباب الوطن وعماده من شر هذه التيارات

ولقد أوجعهم سماحة الشيخ المفتي حفظه الله بكتابه مصرع الإلحاد الذي صرعهم جميعًا فيه وأقام عليهم الحجج والأدلة والبراهين من كتبهم أنفسهم بل من كتب أشرس الملاحدة فيهم وأكثرهم حقدًا على الإسلام، وهو البريطاني ريتشارد دوكنز

ورد عليه سماحة الشيخ من كتابه المُسمى وهم الإله والذي يعترف بنفسه فيه عن عجائب ما في خلق الإنسان من خلايا دقيقةٍ بل وأقل خلية فيه وما فيها من دقةٍ متناهية لايمكن أن يحصي أو يخزن أقل ما فيها الحاسوب الذي هو من صنع الإنسان،
قال الحق تبارك وتعالى
(هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) صدق الله العظيم الآية ١١ من سورة لقمان، فمن أنتم يا صغار الملاحدة، لتنظاروا سماحة الشيخ وقد ألجم كباركم

نسأل الله أن يصلح مجتمعاتنا وشبابنا من الجنسين وأن يُبصرهم بإسلامهم وأمور دينهم وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم ويردهم عنا وعن وطننا خائبين، وأن يكتب لنا جميعًا الثبات على الحق والموت على الإستقامة وعلى الإسلام،

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تُشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين وأهدِ شبابنا وشباب الأمة أجمعين.