من كفاح الماضي

0
1077

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

قادمٌ من الثمانينات لطلب العلم والتحصيل، ليبدأ مشوار الألف ميل،
وُلد بعد عام من منتصف السبعينيات
يعشقُ تراب وطنه ويرى الكرامة في شموخ النخيل، يتماهى كلما ذكر له الماضي ويبحر به الشوق للزمن الجميل

ومنذ سن السادسة كان يحمل مصحفه الصغير ذو الجزء الواحد وهو جزء عم المبارك لينهل من علوم القرآن مع المعلم الإبروي سعود بن محمد الطوقي رحمه الله الذي قدم من بلدة السباخ من سفالة إبراء إلى مدينة روي بمحافظة مسقط التي تضج بالعلماء والفقهاء آنذاك،

ليعلم الأطفال تلاوة القرآن الكريم حفظًا وتجويدًا وترتيلًا، ويرسخ فيهم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنته الغراء والتي تشتمل على الوصايا والآداب وتحض على التقوى ومكارم الأخلاق ورحمة الصغار وتوقير الكبار وبر الوالدين وتحث على الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس والإخلاص لله الواحد القهار وجميع الشمائل المحمدية وما لها في النفس من غرس وآثار،

نشأ كغيره من الأقران في تلك الفترة يتوق للعلم ويرى في الإنسان سعيه لخدمة وطنه ومجتمعه مستجيبًا لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم تلبية لنداء جلالة السلطان قابوس رحمه الله في بناء الوطن والرقي بالإنسان

وشهد المعالم الجميلة وتفتح الدولة الفتية بعد حقبة من التاريخ عصفت بوطنه وسائر الأوطان لتشهد بعد ذلك طفرة سريعة من التشييد والعمران،

تعاقبت الأجيال وكبرت الآمال وتبدلت الأحوال، ونسأل الله اللطف في الختام وحُسن المآل، وأن تعود الحياة لطبيعتها في أقرب فرصة ولأحسن حال، تكوينا الحياة بمرها تارة ونذوق حلوها تارة أخرى ودوام الحال من المحال.

مند صغره كان يتوق لتحقيق أهداف
قد رسمها في عقله ووجدانه، وقد عقد العزم على تحقيقها، أثمرت الجهود ولكن لم تتحقق كل الأماني وسعى جاهدًا للوفاء بتلك الوعود

فليس كل ما يتمنى المرء يدركه، ولعل بصماته تبقى، ولعل ما أنجزه ينفع العباد، فقد تجاوز المحن وصبر على الأذى لبلوغ المرام وجعل نصب عينيه لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.

وأي مجدٍ لا يفيد الأمة ولا يعود على المجتمع والأفراد بالنفع لا يعتبر مجدًا، ولسان حاله يقول اللهم اجعلني مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر.