جيهان اللمكية.. لن تستسلم أبدا

0
2745

فارس بن جمعة الوهيبي✍️
……………………….
تحمل حقيبة السفر وهي تتنفس هواء عُمان قبل الصعود إلى الطائرة متجهة إلى عمّان، وفي خلدها أن تعود إلى الشاشة العمانية، وهي تستذكر وقوفها صغيرة مع أمها في برنامج للأطفال… شرد ذهن جيهان بنت عبدالله اللمكية، فتعود للحقيقة، مودعة ماما رحمة عند آخر نقطة للمسافرين في مطار السيب الدولي، “أحد الوجوه الإعلامية التي زرعت البهجة في قلوب العمانيين عبر الشاشة الفضية، لفترة امتدت ٢٢ عاما”.


وصلت جيهان إلى الجامعة الأردنية، وقلبها يحنو لمسقط، ولكن حلم التخرج بشهادة علمية كان المبتغى، فالطالبة التي تحمل السحنة العمانية في محياها، برزت في الأنشطة الجامعية بل حتى في تخصص الاقتصاد الذي درسته، فتخرجت بدرجة البكالوريوس.

القدر وحده شاء أن يتجه بجيهان إلى تلفزيون دولة الكويت، وكأن جينات الإعلام تسري في دماء أسرتها، فأبيها رحمه الله كان مخرجا فذا، عرف بأدواته التي لا يعلى عليها، وأمها لطالما أثلجت قلوب العمانيين وهي تقرأ الأخبار، وعمان تنبت بالمشاريع في كل زاوية مع بدايات النهضة التي هندسها السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه.

جيهان التي علا كعب صوتها في الكويت عبر نشرات الأخبار، يحنو قلبها لأفلاج وسواحل وجبال عمان، مقررة العودة إلى تراب أرضها الطاهر، وقدماها دون إرادة منها تتجه بها إلى مدينة الإعلام، فيعلو صوتها من جديد، فتسترسل الخبر الأول ببرقية تخبر العالم بأن عمان حمامة سلام، فيما لفتت الأنظار لاحقا في البرامج السياسي “ملف الأسبوع”.

برزت اللمكية على المستوى الوطني، حيث كان لها دور بارز عبر اللجنة المختصة بشؤون الصحفيات بجمعية الصحفيين العمانية، كما رسمت مشهدا آخر من خلال عضويتها في لجنة حقوق الإنسان، وغير ذلك من الأعمال التي يشار لها بالبنان.

عهدي بجيهان ليس طويلا، ففي مطبخ التحرير أراها وهي تنكفئ على الأخبار مدققة كل كلمة، تحضر الأسئلة بعمق شديد لضيوف نشرة الأخبار، ولا تتوانى في سؤال زملائها، كل اهتمامها أن تخرج للمشاهدين بأفضل المعلومات الكافية التي تخلج في أذهانهم.

اللمكية جيهان لم تتوانى في تقديم الإشادة مع كل محطاتي الإخبارية، توجه بقلب نقي صافي للعثرات.
تنثر الحب للجميع بلا استثناء، وترى فريق العمل بعين الرضا.

شاءت الأقدار أن تشعر جيهان بشيء من الضعف، آل بها الخضوع لأربع عمليات جراحية، وهو الأمر الذي أقلق أسرتها وكل من في بيتها الثاني ” مركز الأخبار”.

أم أسعد التي تسمرت أمام شاشة التلفزة، وهي تمر بحالة صحية لم يشعر بها المشاهد، صابرت على نفسها في الكثير من المرات وهي لا تستسلم أبدا.