أنور الربيعين مولد الأنوار

0
717

 

بقلم/ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

نسمات الشتاء المنعشة وشهر الأنوار ينعشان الروح في عتمات الأسحار فتحلق في سماء الأذكار

شهر ربيع الأول يحلو فيه الليل كما يحلو فيه النهار فيا أيها الأبرار صلوا على النبي المختار فقد ولد نبيكم في هذا الشهر العظيم الذي خرج منه اللؤلؤ المكنون من وسط المحار

أنور الربيعين مولد الأنوار وألطف الشهور طُرًا مقدم المختار نبينا الصادع بالحق الذي لا يبارى ولا يشق له غبار يحمل الكل ويقرئ الضيف ويكسب المعدوم. ويعينُ على نوائب الدهر ويكرم الزوار

يصبر على الأذى ويكظم الغيظ وكان لا يبدأ بقتال أحد إلا من بغى واعتدى وأصر على القتال وسعى للفرقة والدمار من المنافقين ومن أعداء الإسلام من اليهود والكفار

وعذرا سيدي إن قام من قام من أمتك اليوم
من أشباه الرجال ليصد عن سبيلك ويبغي في الأرض الفساد ويعرض عن نورك الجلي ليجادل عن أهل البغي والضلال

هم يجادلون عنهم الآن ويسابقون لمرضاتهم ولن يرضوا عنهم حتى يتبعوا ملتهم ويجادلوا عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة

فيا سيد الثقلين من إنسٍ ومن جن ويا سيد الفريقين من عرب ومن عجم بهرنا عفوك الذي فاق عفو الخلائق ووسع الجميع وبهرنا حُسن خلقك الذي سموت به وعلوت

صلى عليك الله يا إمام الصابرين وقدوة المتقين وخير الخلق أجمعين توشحت بالصدق ولبست الأمانة فكنت أنت الصادق الأمين

ياخير من وطئ الحصى يا خير الورى ونبراس التقى ومنبع الهدى من بين أصابعك ينبع الخير ويقبل الغيث إذا دعوت ربك من بعد جدب الأرض فينتعش الثرى

كل خصلة فيك مدرسة أوتيت جوامع الكلم
فتحدثت بما لم يتحدث به غيرك من قبل وحزت الفضل الذي قدره الله لك فلم يفز به سابق قبلك أو لاحق بعدك

فشهدت بصدق نبوتك الكائنات بأسرها كما شهدت بذلك الجمادات ونطق الحصى وجحد بها البشر من أهل الشقاء والضلال دون تكذيب بل حسد وجحود

حبك ياسيدي تمكن من القلوب وكلما ذكرنا سيرتك العطرة نكاد أن نتماهى أو نذوب شوقًا للقياك ورؤيتك ونسأل الله أن لا يحرمنا ذلك وأن يطهرنا من جميع المعاصي والذنوب

نشأت وترعرعت في مكة المكرمة واحتضنتك المدينة المنورة التي نورتها بمقدمك وسُر أهلها بمقدمك فلازموك والتفوا حولك لينهلوا من علمك ويقتبسوا من نورك يا بدر الدجى ويا مصباح الظلام

جاهدوا معك وأثنيت عليهم فمن ذا الذي يصنع صنيع الأنصار وذكرتهم في مواضع كثيرة فكانوا أسود الوغى رهبانًا بالليل وفرسانًا بالنهار

وكل صحبك من المهاجرين الذين ضحوا بأنفسهم وأهليهم وأموالهم ليفوزوا بالقرب والمعية فكان الواحد منهم نعم قريبٍ ونعم مستشار

جاهدت في سبيل ربك ولم تخشَ في الله لومة لائم وضحيت بنفسك وأهلك في سبيل دعوتك إلى الله وأعرضت عن الدنيا واخترت عيش الكفاف رحلت من الدنيا ولم تشبع من خبز الشعير وكان أكثر طعامك الأسودان التمر والماء

اللهم ارزقنا في الدنيا اتباعه والسير على نهجه وخطاه وارزقنا في الآخرة شفاعته وقربه واسقنا بيده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها