صاحب المعالي المهموم والمسكون بالوطن والمواطن!!

0
3674

محمد بن علي الوهيبي

في فيلم معالي الوزير الذي يتداخل فيه المعقول واللامعقول أقسم الفنان أحمد زكي ضمن أحداث هذا الفيلم في سره وعقب الانتهاء من حلف اليمين الدستوري بعد تعيينه وزيراً بالصدفة!! قائلا: (أقسم بالله العظيم أن أحترم هذه الصدفة وأن أحسن استغلالها وأن أعمل على إثبات أقدامي وسلامة منصبي وأن أبذل جهدي لخدمة الشعب المكااااافح!!) ليعيش معاليه أحداث الفيلم في كوابيس لا تنتهي! فما أن يخرج من كابوس إلا ويدخل في آخر بأسلوب فنتازي جميل يشد المُتابِع.
والعجيب في هذا الفيلم أن الوزير لا يدخل في نوم عميق ومريح، وبدون كوابيس إلا في زاوية مسجد أو في أحد السجون !! وأختتم بعبارة تشير إلى أن أحداث الفيلم لا علاقة لها بأشخاص حقيقيين على أرض الواقع “وإذا كان ثمة تشابه فإنها مشكلة معاليه”.

وبعيداً عن أحمد زكي وفيلمه الفلسفي الساخر
نجد في واقعنا أن بعض الوزراء وبعد أن يقسم بالله العظيم أن يؤدي أعماله بالصدق والأمانة والإخلاص، وبالكلمات التي تحمل الكثير من المعاني النبيلة والتي يبدأ بها الوزير مهام مسؤوليته الكبيرة.


وما من شك أنها فكرة جميلة أن يؤدى القسم لضمان حسن إدارة مصالح البلاد والعباد وعدم إساءة المسؤولية، ولكن ولدى البعض فإن القسم قد يؤدي إلى حماية المسؤول من إغراءات المنصب وملذات السلطة! لذلك يمكن اعتبار القسم ميثاق شرف وعهد والتزام لإحداث تغييرات إيجابية لصالح الوطن والمواطن والعمل على كسر الجمود الوظيفي والعملي والإداري، والسعي لمسايرة التطور، ولكن وفي المقابل هل يكفي هذا القسم العظيم لحماية الوطن ومواطنيه من تجاوزات صاحب المعالي؟!! بعدما تبلغ الأبهة الوظيفية منتهاها!!

وبعدما يصل إلى مقولة (يا أرض تهدي ما عليكِ أدي)!! ينظر إلى الأعلى ولا يرى أحد أمامه!!
أم أن هناك ضميرا معجونا من تراب مسقط وظفار ونزوى وصحار وعبري والبريمي ومسندم وهيما وسائر أرجاء البلاد يراقب ويحاسب أولاً بأول كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن ومواطنيه؟! ويحرص على أن لا يفوت كل شاردة وواردة ولا يترك مجالاً لكل مستنفع ومتزلف ومتسلق بعد أن يتم احترام القانون والتشريعات الصادرة، وتفعيل مهام الرقابة الإدارية والمالية ومنحها السلطة والحماية اللازمة لتنفيذ أدوارها كما يجب.
وربما يكون أخطر الكوابيس الآن هو كيفية التعامل مع ملف الباحثين عن عمل بعيداً عن استغلال تداعيات وباء كورونا لتمرير بعض الأجندات التي تحد من الآمال، والطموح والتطلعات إلى العز والرخاء، فكورونا مهما طال مكوثه بيننا فلا بد أن تكون له نهاية كما كل الأوبئة والأمراض التي مرت على البشرية.

واللوغاريتمات المطروحة والتي يتفنن البعض في التسويق لها وكأنه يجهل أو يتجاهل فهم حقيقة المشكلة واحتمالات توجهها أو توجيهها من قبل المتربصين إلى ما لا يُحمد عقباه بالنسبة لمجتمع يعرف أنه قُدر له البقاء في وطن متسامح ومُسالِم، ولا يطمح إلا لحياة كريمة وعزيزة لا ذل فيها ولامهانة لمواطن يعيش في وطن يتسع للجميع ، ويزخر بالخير العميم في بحره وبره، وفي باديته وجبله

ولكن الأمر فقط يحتاج لحُسن إدارة وتنظيم وقبل ذلك حُسن تخطيط لموارده وخيراته بما يتناسب مع عدد سكانه، لتدور عجلة الحياة والاقتصاد والتنمية كما نُحب ونطمح لوطن عظيم وجميل وشعب عُرف عنه بأنه مكافح ومثابر وبأنه شعب لا يُهان ولايُضام .