جبل هاط حيث الهدوء والارتباط

0
2331

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

تتناثر الشُجيرات الخضراء في أعالي هذا الجبل كما تتناثر السحب البيضاء في السماء الزرقاء الصافية وتبدأ النسمات المنعشة تداعب الروح كلما ارتقينا في الصعود

وجبل هاط هو أحد المعالم الجميلة والمناطق الباردة بولاية الحمراء من داخلية عُمان الطيبة ويعرف بالجبل الشرقي والحمدلله الذي حبا عُماننا الحبيبة بسلاسل الجبال الجميلة

كالجبل الأخضر وجبل شمس وجبل كور والعديد من الجبال الطيبة والأماكن الجميلة وهكذا هي عُمان تمتاز بالمواقع الجغرافية والتاريخية وعراقة المكان منذ سالف العصور والأزمان.

يزداد البرد في جبل هاط كلما أقبل المساء شيئًا فشيئًا وقد اتخذتُ لي مكانًا عصر يوم الجمعة أناجي هذا الجبل الشامخ فيسمع همسي وأسمع نجواه في هدوء وسكينة وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد وهذا هو سر الارتباط.

يزيد الانتعاش مع غروب الشمس وحلول الظلام فيبرد المكان ، جميلة هي الرحلات مع الأهل والخلان والأجمل هو قضاء الأوقات مع تفادي المنغصات ولا تخلو بعض الرحلات من المنغصات ولكن على المرء أن يعيش سعادة اللحظة وبالتغاضي يعم التراضي وتطيب الأوقات.

وللصبر دور كبير وللتضحية طريقٌ يسير لمن يسره الله له وارتقى بنفسه إلى هذه المدارج العظيمة وسلك بها المسالك النقية حيث العزة والرفعة والنية الحسنة

، ولا شك أن الرفقة الطيبة مطلوبة في السفر والرحلات ليعم التعاون والإيثار وتظهر التضحيات والأهل هم أحق الناس بالصحبة بعد الوالدين رحم الله آباءنا وأمهاتنا جميعًا وحفظ الله من بقي له والداه على قيد الحياة ومتعهم بالصحة والعافية

وليت المرء يعلم تمام العلم حق الإخوة والأخوات ويعطيهما حقهما فإخوتك عضد وسند وأخواتك أمهات وسيدات ينضحن بالخير مدى الحياة وبعد الممات

والزوجات وفيات ومكملات فهن العون المُقدر حينما تعصف الهموم وتحل الكربات وذلك بعد عون الله تعالى المتقدم بلا شك

، يحلو المبيت هنا في جبل هاط لمن أراد المبيت لتودعك شمس الأصيل وتحييك شمس الضحى وهي باسمة ،تنتشر الأغنام على طول طريق هذا الجبل من معز وضأن

مما يضفي جمالًا أخاذًا على تلك النواحي يأخذ بفكرك إلى الحقب الماضية وبمجرد الوصول إلى هذا الجبل الشامخ يحدوك الشعور بالانتماء للبقعة والمكان

وهذا هو سر الارتباط بجبل هاط، تدغدغك نسمات الصباح المنعشة وتذكرك بالعقود الماضية ونحن صغارًا حيث كانت الأمطار لا تكف عن الهطول تماما أشبه بهذه الصباحات الباردة في هذا الجبل.

بينما تكون الأجواء ملتهبة عندنا في مسقط وقد اقترب حلول الشتاء العابر،يكثر زوار جبل هاط ومعظم هؤلاء الزوار هم من العوائل

وكان رفقاء هذه الرحلة هم صهري داود العامري وأخته الكريمة وأسرته اللطيفة وأنا والأسرة الكريمة حيث ساد في هذه الصحبة التعاون والإيثار كالعادة ولم تكن هذه أول رحلة لنا معًا

فقد ذهبنا معًا لصلالة الجميلة وأذربيجان التي تُعرف بتركيا المصغرة وكان معنا العديل سليمان السيابي فيما مضى من رحلات وقد غاب عن هذه الرحلة الجميلة بسبب مرضه وقد فقدنا حضوره نسأل الله له ولأهله الشفاء كما نسأل الله أن يديم الأُلفة والمحبة والصحبة والمودة.