اخر الابتلاءات وليس الاخير

0
1032

 

✒️خالد بن سعد الشنفري

أصبحنا مؤخرا نعزي كل مايصيبنا فى حياتنا إلى كورونا،
وكورونا ليس سواء ضيف غير مرغوب فيه متناسيين بأنه ليس بالضروره كل الضيوف مرغوب فيهم وان حياتنا الدنيا هذه ليست دار قرار، وماهي الا دار عبور
وفي العبور مشقه وان الله تعالى قد خلقنا في كبد (وخلقنا الإنسان في كبد) والفائز في هذه الدنيا هو من يروض النفس ويطوعها في مقابل كل الابتلاءات وتقبل أقدار الله بنفس راضيه مطمئنه واضعا نصب عينيه مرضاته تعالى فهو الخالق القدير وهو الادرى بمخلوقاته وان كل ما يصيبها منه جل جلاله هو في حدود وطاقاتها وانه الرؤوف الرحيم وارحم بهم من الام بولدها من احشائها ( عسى أن تكرهو شيئا وهو خيرا لكم) وان ما ستناله في اخرتك هو الابقى
والا لماذا يطلب مننا ربنا الرضى بالابتلاء مع مشقاته علينا
بل اكثر من ذلك الفرح بهذا الابتلاء (كما عرفه العارفين بالله وسننه في خلقه) حتى بلغ بهم الأمر للرغبه في المرض لما وعد الله به المريض من جوائز كأجر لما ابتلاهم إلى حد ان وجع الشوكه البسيط فيه الثواب والتطهير وان النفس البشريه أمارة بالسؤ وطوبي لمن لجمها عن الشهوات وعودها على الصبر – سأصبر حتى يمل الصبر من صبرى – لأن متع الدنيا ليست الا عينات ونماذج بسيطه لنعم النعيم الابدي في حياتنا الأبديه فلماذا نرفض النعم؟! ونقف متشائمين متأففين عند كل مصيبه تقابلنا مع يقيننا انها من ربنا – قل لن يصيبكم الا ماكتب الله لكم – ونتناسي الهدف الأسمى من حياتنا على هذه الدنيا ومهمتنا فيها وهو اعمارها وعيشها حسب سنن ما رسمه لنا خالقها وخالقنا ومطالبون ببذل طاقتنا كلا بما يسر له واضعين نصب أعيننا هدى سيد الخلق – لوقامت الساعه وبيد احدكم شتله فليغرسها- الا نتدبر؟! مع كل ماهو جليا كالنهار وساطع كالنور من ما جاء به قرآننا وهدي رسولنا.

أصبحنا في هذه الاونه نعلق كل ما يتغلغل الي نفوسنا من هموم على شماعة كورونا وكأنه اخر الابتلاءات بدلا عن نراجع انفسنا ونقوم حياتنا الا نستحيئ من التذمر من قدر الله بدلا عن ان نتعض عن ماذا فعلنا بحياتنا ليصيبها هذا وعن تطبيق – من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان -.

أن الابتلاءات كما تصيب الفرد تصيب الجماعه وفي النهايه كل نفس بما كسبت رهينه – من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر اليه-.

ونرى بالمقابل ان من ليس لهم
قرآنا كقراننا ونبيا هادى كرسولنا قد وضعنا على المحجه البيضاء يتجهون في مسارين متوازيين فى مواجهة هذه الجائحه الابتلاء : الأول بما قد تمكنو منه من وسائل وتجارب حصلوها وكنا أولى منهم بها بدلا من الركون والاستسلام او التغنى بحضاره كانت لنا
والثاني العكوف والانكباب على إيجاد الدواء لهذا الابتلاء – لكل داء دواء- وقد قطعو اشواطا في ذلك آخرها الروس
ونحن كعالم اسلامى ننتظر ونترقب منهم الحلول
حتى المسار الأول نستجديهم في مساعدتنا فيه اما الثاني فليس من اهتماماتنا اصلا فقد اوكلنا امره لمن تعودنا على الاقتتات على موائدهم واوكلناهم على حياتنا الحديثه حياة الرفاه والركون اليه دون أن يكون لنا فيه ناقة ولاجمل، لأننا ببساطه غير قادرين عليه ولامؤهلين له
رغم ان الحضاره الإنسانيه الحديثه كادت كل شعوب العالم ان تتساوى في نصيبها منها في القرن الاخير على الاقل وان لابناءنا العائشين في كنفهم بعد أن ضاق بهم العيش بيننا دور ملموس في ذلك – نعيب زماننا والعيب فينا-

أن الابتلاءات صبر وعبر فإذا لم نصبر علينا أن نعتبر وهذا أضعف الإيمان يا أهل الإيمان.