لا للغلو في الجدال ولا للتثبيط

0
1190

بقلم/ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

نسمع الكثير من عبارات التثبيط واليأس في حياتنا اليومية المُعاصرة من قِبلِ بعض البشر ولا ينبغي للمؤمن أن يكون كذلك

وهنا نتحدث بشكل عام فمنذ بدء انتشار وباء كورونا والذي حير البشر فأصبح الكل طبيبًا وقام الكل خطيبًا وغدى البعض منه في شكٍ مُريب

وكلٌ يدلو بدلوه إلا أن الأمل بالله موجود وهو خالق هذا الوجود وصدق الحكيم الكيميائي الطغرائي في شطر أحد أبياته حين قال: ما أضيق العيش لولا فُسحة الأملِ

وها نحنُ نعيشُ هذه الأيام المباركات وهي خير أيام الله وهي الأيام الأُول من ذي الحجة وقد أقسم الله بها في محكم التنزيل لعظمتها فقال: “والفجرِ وليالٍ عشر” صدق الله العظيم وغدًا سيكون هو أول يوم من أيام الحج وهو اليوم الثامن يوم التروية

ثم يأتي بعده يوم عرفة وهو خير يوم طلعت عليه الشمس أنصح نفسي فيه أولًا بكثير الاستغفار والتوبة والتقرب لله فيه بالصيام والتضرع وكثرة الذكر والابتهال والإكثار من قول :لاإله إلا الله وحده لا شريك له ، له المُلك وله الحمد وهو على كل شىء قدير.

كما أنصحكم أحبتي القراء للمبادرة باغتنام ما بقي من هذه الأيام بصدق التوبة والإنابة وتجديد العهد مع الله بالإقلاع عن سائر المعاصي

وعدم العودة إليها وتحقيق التوبة النصوح وما أحوجنا جميعًا إلى ذلك كما أن أجر صيام هذه الأيام هو قربة من صنوف القربات

لا سيما صوم يوم عرفة وقد حثنا رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم على صيامه وبين لنا أجر صيام هذا اليوم وثوابه

وينبغي كثرة التضرع إلى الله كي يرفع عنا الوباء والبلاء والغلاء وأن يردنا إليه ردًا جميلًا مع صلاح الدنيا والدين

اللهم اكتب لهذه الأمة النصر والتمكين واحفظ الإسلام وجميع المسلمين وارزقهم تطبيق شرعك القويم واتباع سُنة نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم

هذا وقد أفلح من توكل على المُسبب وأخذ بالأسباب فالكون يجري بأمره وحده وإذا قضى أمرًا هيأ له أسبابه وأذن له بالبقاء أو عجل بزواله

وهذه الأمور لا تحتاج إلى جدال ولا للغلو في كثرة الأقوال كما أنها لا تحتاج إلى عبارات التثبيط فلا للغلو في الجدال ولا للتثبيط

وهكذا في كل شؤون الأمة وما يتعلق بالنفس البشرية وحفظ كيانها وما يحدث في العالم من حروب على مرأى ومسمع من الجميع وفي ذلك كله حكمة لا يعلمها إلا الله جل في علاه وهو المقيت وهو الحفيظ

وسيكتب النصر لأهل الحق متى ما شاء
وقد تثور العواطف عند بعض البشر لبرهة ثم تخبو وسرعان ما يتناسى وتأخذه مشاغل الحياة،هكذا هي النفس البشرية ولكن الله تعالى لا يغفل ولا ينام ولاينسى تعالى عن ذلك علوًا كبيرا

وقد تدخل في نقاش مع بعض الأحبة أحيانًا وتختلف معه والاختلاف وارد بينما تحاول أن توصل له فكرتك ولكن تجده يتبع فكرة ترسخت في عقله وله مطلق العذر والتفكير

وهذا النقاش لا يخلو من سوء فهم خاصة إذا كان هذا النقاش على برامج التواصل الاجتماعي فحينما ترى ذلك التعنت من الطرف الآخر تنسحب شيئًا فشيئًا والاختلاف لا يفسد للود قضية كونك خالفتني أو لم تفهمني هذا هو شأنك وليس معنى ذلك أني أكرهك

ومن الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في بعض الأحيان أن يربط أفكاره بأسباب ما وقد تسهم هذه الأسباب في تثبيط الأمة والاستسلام للأعداء وما يبثونه من سموم عبر الشاشات الإعلامية.

وهذا ما يسمى بالحرب النفسية وللإعلام الكاذب دورٌ في التضليل والتهويل فليس كل ما يقال ويبث صدقًا وليس كل ما يُسمع ويتداول في وسائل التواصل صحيحًا

فالحق والباطل في صراع مستمر حتى تقوم الساعة كذلك الأمراض والأوبئة وإن طال مكثها وتكاثرت ضحاياها سيأذن الله برفعها وزوالها

أما القول عن كون فئة من البشر يملكون العالم ويتحكمون فيه ويديرون دفته فهذا أيضًا من التثبيط بمكان وإن كان هذا الكلام صحيحًا فجوابي عليه قول الله جل في علاه في محكم التنزيل:
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ) صدق الله العطيم الآية ٢٦ من سورة آل عمران

كيف وإن التفاؤل هو أحوج ما نكون إليه اليوم وبهذا سيكون الفلاح مع حسن الظن بالله والتوكل عليه والعمل بما أنزله الله واتباع نبيه المُرسل

ولا يغر المرء سطوة الباطل وإن تعاظم
فإن للحق صولة وجولة والنصر قادم
فلم يخلق الله هذا الكون لعبًا ولا عبثًا تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا ولم يترك خلقه هملًا وكل شىء بأمره

كما أنه لا يغرك تقدم القوم ولا تتعجب مما فعلوه و أنجزوه فقد أخبرنا كذلك الله عنهم في القرآن العظيم وعن جبنهم وخبثهم ونفاقهم اتلُ القرآن وحسبك القرآن ففيه أخبارهم وقصصهم ومن ذلك سورة البقرة وسورة التوبة وسورة الحشر وأيضًا سورة المنافقون والكثير من سور القرآن الكريم ومن أصدق من الله حديثا.

أرجو أن تكون فكرتي وصلت عبر هذا المقال فالخير والشر في صراع دائم والحرب سجال.