ما بين شوقٍ ولهيب

0
1011

بقلم /ماجد بن محمد من ناصر الوهيبي

في ساعات الصباح الأولى دعاني أحد الأحبة وهو جاري العزيز الأستاذ يحيى الناعبي وقد خرف من كريمتهِ نخلة الخلاص رطبًا جنيًا

فتلكأت عن تلبية الدعوة كتمنع المحجم المعرض لا لشيء ولكن لكي تتعافى عُمان ونبقى بأمان وبعد إلحاح مستمر وقد أعد القهوة

وهيأ المكان في صحن الدار وحديقته امتثلت لطلبه ولبيت دعوته وقال لي لا تخف سنأخذ بأسباب السلامة والتباعد فأكرمني بالخلاص وما هو أكثر

فقرب الفواكه وختمها برطب البرني أيضًا من بلدته العريقة صياء وما أدراك ما صياء جنة وسط تلك الجبال، تجاذبنا أطراف الحديث وقال لي افتقدنا هذا اللقاء منذ فترة طويلة قلنا له هذا الوباء الذي حل على الناس فزادهم سقمًا وعناء نسأل الله أن يكشف الغمة عن هذه الأمة

طال بنا الحديث ولم نشعر بالوقت ثم استأذنته بالانصراف فأبى إلا أن أحمل معي رطبًا من البرني فقلت له لدي من الخلاص ما يكفيني وزيادة

جزى الله المحسنين خير الجزاء قال إن لم تأخذه الآن فسأبعث به لمنزلك قلت له سآخذه وأمري لله شكرًا لك على هذا الكرم الفياض

عدت للمنزل والمسافة بيننا ليست إلا خطوات يسيرة ونعم الأستاذ ونعم الجار وكما يقال الجار قبل الدار فبارك الله فيه من أخٍ ومن جار وكذلك سائر الجيران أنعم وأكرم بهم من إخوةٍ ومن خلان.

اشتغلت في بعض الأمور ثم أخذت قيلولة دقائق معدودة قبل صلاة الظهر ثم صلينا الظهر وبعد ذلك حان وقت الغداء

استلقيت واذا بزقزقة شجية أسمعها من من ذلك الطائر ذي الشدو الجميل، فقلت حان وقت الكتابة ولا تحلو الكتابة عندي إلا عند أوقات الراحة والنوم فقلت متوكلًا على الله

قد أتى الغيم المهيب بين شوقٍ ولهيب يسمع صوت العندليب أسفل الغصن الرطيب وإذا العذارى تسأل وتنادي يا ترى هل من مجيب

أين من كان يكتب في المساء وينثر الدرر عند المغيب ترى هل توارى طيفه أم سيرجع للكل حبيب تسأل العذارى وتنادي فعسى أن هذا الفتى سيجيب.

هذيانٌ في الزمن العصيب ومتى هذه الأجساد ستشفى وتطيب ومتى سهام الموت تتقاصر أن تصيب بين عويل ونحيب
ندعو الله القريب رب فرج عنا يا مجيب.