الرونق العذب شذرات من اللؤلؤ الرطب 12

0
1808

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

نعود إليكم من جديد ونواصل السرد عن بطولات المجد ورونقنا العذب من كتاب شيخنا سعيد الحارثي اللؤلؤ الرطب في إبراز مستودعات القلب والحديث المُبارك من القلب إلى القلب ……..

وقد توقفنا في الشذرة الماضية عند عبارة … وسيأتي الخبر عن الشيخ عيسى وسيرته الغراء …..


وكان علي بن سعيد الصقري وهو:صهرالشيخ صالح،خال الشيخ عيسى كان يقول:أبغض الناس إليّ في الأرض صالح

وبالفعل فقد عاش معاديًا له حتى مات وبعد موته بفترة حج علي بن سعيد هذا ،فكان تلك الليلة وهو نائم في جمعٍ ليلة النحر، رأى في نومه الشيخ صالحًا وعليه ثياب بيض أحسن ما تكون، وأطيب ما تكون، على هيئة عجزَ عن وصفها

وذلك بعدما مات-أظنه قال بثلاث سنوات-قال:قلت:صالح؟
قال:نعم:صالح. قلت:بم نلت هذه الدرجة؟
قال:والله ما نلتها بصلاة ولا بصيام،ولكن بطلب ثأر الشهيدين:عزان بن قيس وسعيد بن خلفان. قال:فانتبهت وقد تبدل ذلك البغض حبًا

قلتُ:ولعل هذا من حسن خاتمته:لئلا يموت وهو يبغض وليًا من أولياء الله

وبمناسبة ذكر الرؤيا الطيبة للمؤمنين: تكون بشرى لهم كما قال الله عز وجل :((لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )) صدق الله العظيم الآيه (64) سورة يونس

وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم :((لم يبق من بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة،يراها العبد الصالح،أو تُرى له)) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

وبهذه المناسبة ما وقع للشيخ:عيسى بن صالح:إذ رأى في منامه كأنه في مجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر بن الخطاب كل منهم قعد عن يمين الآخر .

قال:رأيتُ رقعة في يد النبي صلى الله عليه وسلم ناولها لأبي بكرٍ فقرأها،ثم ناولها لعمرَ فقرأها،،ثم ناولني إياها فقرأتها فإذا مكتوب فيها(( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) ))صدق الله العظيم من سورة فاطر قال: فانتبهتُ والورقة في يدي،فقص الرؤيا فرحًا بها على الآباء،وكنتُ حاضرًا أسمعه وهو يؤولها بموته قريبًا ولم يمت إلا بعد سنوات

ومثل هذه البشرى:ما وقع للشيخ جمعة بن سعيد المغيري:كان نائمًا بعد المغرب في بيته في بلدة الظاهر فاستبطأه الجماعة في المسجد عن صلاة العشاء،

وكان إمام المسجد،فأرسلوا مَنْ يدعوه،وكان أعزب،فوجده الرسول نائمًا ،فأيقظه،فغضب عليه وقال:أفسدتَ علىّ ما كنتُ فيه، هذه حورية تعطيني فاكهة من الجنة، وهذه الرائحة في يدي قال: الراوي وشممت الرائحة في يده…..

ثم قام وتوضأ،وأَمَّ الناس، فلما كان في سجوده في الركعة الثانية، قبضت روحه
فما كان بين الرؤيا وتحقيقها إلا قدر نصف ساعة رحمه الله ورضي عنه،ولهذا الشيخ أخبارٌ نذكرها في محلها إن شاء الله .

،،،،،،،يتبع