شكرا مجلس اشراقات ثقافية

0
1135

خالد بن سعد الشنفري

كنت قد كتبت مقالا في شهر مارس الماضي عن إشهار مجلس إشراقات ثقافية أو صالون إشراقات ثقافية، فقد شدني أن تقوم سيدةعمانية من محافظة
ظفار بمعاونة مجموعة من أخواتها وأخوانها بخطوه نوعية في مجتمعنا النسائي الذي عودنا مؤخرا على تأسيس صالونات التجميل والتي انتشرت في كل أسواقنا وحاراتنا، خصوصا بعد أن حصرة تراخيص صالونات التجميل على النساء فقط، مما أدى بدوره لزيادة العرض على الطلب وضعف نشاطها بل إغلاق الكثير منها بعد تعرض صاحباتها للخسارة، جعل من البعض منهن
تسريح العاملات لديهن مع استبقائهن في الداخل، بل قام البعض ببيع التأشيرات النسائية فيما يعرف بتأشيرة حرة مقابل مبالغ تصل ألف وخمسمائة ريال وهذا هو الإتجار بالبشر بعينه،وما يتبعه من سلبيات معروفه، وقد يكون ذلك راجع لقلة الوعي وبالتال اعتبار ذلك أمرا عاديا.

وسط كل ذلك يطل علينا أول صالون نسائي ثقافي يعني بتنمية جمال العقل لا الوجه، ان هذا يذكرنا بالصالونات الأدبية العربية والعالمية إبان الازدهار الثقافي.

شكرا للأستاذة الفاضله/إشراق بنت عبدالله بن فارس النهدي الكاتبة الظفارية العمانية مؤسسة ورئيسة مجلس إشراقات ثقافية ومؤلفة عدة كتب منها : الأحمر وروزيشيا، حائط مموج، خرفجت وأمواج ريسوت وغيرها ولها العديد من المشاركات على الساحة الثقافية المحلية والعربية ومثلت السلطنة في بعض المحافل الثقافية خارج عمان.

فكرة مجلس إشراقات ليست وليدة اليوم، فقد انبثقت عن ورشة كتابة القصة القصيرة التي أسستها بمعية الكاتب: نصر سامي؛ وانضم لها زميلات عده منذ عام 2016 منهن: الأستاذة/ثمنه هوبيس الجندل والأستاذة /سلمي سهيل المعشني وخير الشحري وعايشة السريحية وطفول سالم ومحمد جداد وسعيد الراشدي وغيرهم ممن كتب القصة والبعض من الكاتبات أصبح لهن كيان ثقافي حاضر في الوسط الأدبي مدعم بنشر إصدارات من ضمن إنجازات الورشة الكتابية تلك .

فقد كانت الورشة تتعهد المواهب وبجهودهن الذاتيه والاستعانة بمن له معرفة من الداخل، نظرا لعدم وجود الدعم المادي، سواء ماتوفره الوزاره من مقرات وادوات للورش والاعتماد الكلى على مجهودات شخصيه.

أن شعور هؤولاء بمعاناتهن لأنهن كن جيلا بلا أساس وقاعدة سابقة للمراءة الكاتبة أو الأديبة وهذا ما دفعهم للقيام بهذه الأدوار المختلفة للأخذ بيد من يجد لديه الموهبة ويحتاج لمن يأخذ بيده ليعرف أدواتها، فالموهبة لوحدها لا تصنع كاتبا او أديبا.

جيلي أيضا قد عانى من ذلك في السبعينات والثمانيات، فقد كنا جيلا بلا اساتذه جيلا مظلوما بمعنى الكلمة في هذا الجانب، وتلك ظروف لها ما يبررها، إلا إننا وبعد نصف عقد من نهضتنا لا نجد من يدعم جهودا كهذه لشيء مشين في حقنا.

لم تقف قصر مدة إشهار المجلس بعد الحصول على الموافقات اللازمة من وزارة الثقافة ولا جائحة كورونا من تنفيذ عدة لقاءات أدبية وثقافية عن طريق البث المباشر للمجلس تطبيقا لمبدأ خليك بالبيت، كان آخرها
لقاء قراءات قصصية عن أدب الوباء(كورونا) نوقشت فيه قصص في ادب الوباء لبعضهن.

السؤال أين هي المسؤليه الاجتماعيه للشركات والمؤسسات بالمحافظة من هكذا أنشطة؟!!!.

ان المسؤليه الاجتماعيه للشركات ليست تبرعا او صدقه منها، بل لقد تعارف عالميا انها استثمار امثل لهذه الشركات التي ترغب فعلا في تحقيق رضي المستهلكين وبناء علاقات وطيده مع المجتمع.

أن انشطة كهذه قد تغير ثقافة مجتمع وتصنع جيلا من الأدباء والمفكرين قادرا على مواجهة تحديات لا نعرف ماهيتها مستقبلا!

ولماذا لا يكون هناك دعما منصفا لمجلس يرفد بعمله دعم الأجيال القادمة؟.