نَتَحَدَّثُ دَائِمًا بِفَخْرٍ عَنْ نَظَافَةِ مُدُنِنَا الحَدِيثَةِ وَعَنْ جَمَالِ الطُّرُقِ وَنَفْتَقِرُ إِلَى أَبْسَطِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ فِي عُبُورِ الشَّارِعِ مِنْ إِنْفَاقٍ وَجُسُورٍ .
نَتَحَدَّثُ بِفَخْرٍ عَنْ كَيْفَ تُحَقِّقُ لِصَحْرَائِنَا العَرَبِيَّةُ إِنْ تَتَحَوَّلُ إِلَى نَاطِحَاتِ سَحَابٍ وَقُصُورٍ. بَيْنَمَا الحَقِيقَةُ إِنْ مَنْ يَمْلِكُهَا هُوَ مِنْ خُدَعِنَا بِنَظَرِيَّةِ الشَّعْبِ المرفه .
نَتَحَدَّثُ دَائِمًا بِفَخْرٍ عَنْ تَطَوُّرِنَا المِعْمَارِيُّ وَالحَضَارِيَّ بِوُجُودِ تِلْكَ المُجَمَّعَاتِ التجاريةالكبيرة الَّتِي يَزِيدُ بَعْضُهَا عَنْ كِيلُومَتْرَاتٍ وَما هي أَلَا سُجُونَ أَخْرِجَتِنَا مِنْ جَمَالِ الطَّبِيعَةِ إِلَى أَسْوَاقٍ تَبْتَزُّ جُيُوبَنَا لِصَالِحِهُمْ ٠
نُتَحَدَّثُ دَائِمًا بِفَخْرٍ عَنْ مَا وَصَّلَ إِلَيْهِ المُوَاطِنَ مِنْ رَفَاهِيَةٍ فِي العَيْشِ الرَّغِيدِ بِبَلَدٍ دُونَ ضَرَائِبَ وَنَحْنُ نَدْفَعُ كُلَّ يَوْمٍ مَبَالِغُ تَفُوقُ دَخْلَنَا مِنْ فَوَاتِيرِ الهَاتِفِ وَالمَاءِ وَالكَهْرَبَاءِ حَتَّى تَجْدِيدٍ أَصْغَرَ شَهَادَةٌ آْوِ وَثِيقَةً ٠
نَحْنُ شُعُوبٌ نَفْتَخِرُ بِتَقَدُّمِنَا الطِّبِّيُّ ومستشفايتنا الحَدِيثَةُ المُجَهَّزَةُ بَيْنَمَا نُسَفِّرُ الغَنِيَّ وَالمَسْؤُولَ وَمَنْ لَدَيْهُ وَاسِطَةٌ لِلعِلَاجِ بِالخَارِجِ وَكَأَنَّ هَذَا الصَّرْحُ لَمْ يَخْلُقُ إِلَّا لِلفَقِيرِ ٠
نَتَحَدَّثُ دَائِمٌ يَفْخَرَا عَنْ الأَمْنِ وَالأَمَانُ لَدَيْنَّا بِالخَلِيجِ وَكَأَنَّهُ لَا يَعِيشُ عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ غَيْرَنَا بِأَمَانٍ وَنَحْنُ أَكْثَرَ المَنَاطِقُ قَابِلَةٌ لِلاِشْتِعَالِ يَوْمًا.
نَحْنُ شُعُوبٌ نَدَّعِي أَنَّنَا مُثَقَّفِينَ وَلَا نَعْرِفُ نَتَحَدَّثُ أَوْ نَتَنَاقَشُ إِلَّا فِي اِخْتِلَافِ المَذَاهِبِ وَفِي السِّيَاسَةِ وَيَا لَيْتَ حَتَّى بِهَذَا نُنَاقِشُ بِفِكْرٍ وَمَنْطِقٍ إِنَّمَا بِتَحَزُّبٍ وَتَكَتُّلٍ ٠
نَحْنُ شُعُوبٌ نَدَّعِي أَنَّهُ لَدَيْنَّا أَفْضَلُ أَسَالِيبِ التَّعْلِيمِ الحَدِيثِ مِنْ الرَّوْضَةِ إِلَى الجَامِعَاتِ وَمَا زَالَ أَطْفَالُنَا يُجْلِسُونَ عَشَرَاتٌ السَّاعَاتِ بِالحِصَصِ يَتَمُ تَلْقِينِهِمْ الغث وَالسَّمَّيْنِ وَجَامِعَاتِنَا فِي ذَيْلِ التَّرْتِيبِ العَالَمِيِّ .
نَحْنُ شُعُوبٌ لَا نُؤْمِنُ بِسِيَاسَةٍ التَّجْدِيدَ وَالتَّغْيِيرُ إِنَّمَا بِسِيَاسَةِ التَّمْكِينِ وَالتَّقْلِيدُ حَتَّى المَسْؤُولِ عِنْدَنَا يَبْقَى إِلَى إِنْ يَأْخُذُ اللهُ أَمَانَتَهُ ……………… نَحْنُ شُعُوبٌ نَتَفَنَّنُ فِي إِقَامَةِ المُسَابَقَاتِ العِلْمِيَّةِ وَالأَدَبِيَّةِ لِشَبَابِنَا وَنَتَفَاخَرُ بِهَا بَيْنَ الأُمَمِ بَعْدَ إِنْ نُسَلِّمُ المُبْدِعَ شَهَادَتَهُ وَدِرْعِهِ يَكُونُ نَسْيًا مَنسْيًا .
نَحْنُ شُعُوبٌ أَوْهَمُونَا بِأَنَّنَا اِرْتَقَيْنَا مِنْ ظَهْرِ البَعِيرِ إِلَى قِمَّةِ نَاطِحَاتِ السَّحَابِ بَيْنَمَا الحَقِيقَةُ أَنَّنَا نَزَلْنَا مِنْ قِمَّةِ الهَرَمِ إِلَى أَسْفَلَ القَاعِ .
نَحْنُ شُعُوبٌ مُنْتَشِيَيْنِ بِثَرْوَةِ النَّفْطِ وَلَمْ نُفَكِّرُ أَنَّ هَذِهِ الثَّرْوَةُ سَوْفَ تَزُولُ وَأَلَّان نُحَاوِلُ أَنْ نَصْحُوَ مِنْ غَفْلَتِنَا وَلَكِنَّ مَا زِلْنَا مُخَدِّرِينَ .
نَحْنُ شُعُوبً أَشْبَهَ بِمَنْ يَبِيعُ الهَوَاءُ وَمِنْ ثَمَّ نَشْتَرِيهُ حَتَّى نَسْتَطِيعَ الحَيَاةَ
بِالفِعْلِ نَحْنُ شُعُوبٌ مَخْدُوعَةٌ وَشُعُوبٌ تَعِيشُ بِدُونِ أَنْ تُعَرِّفَ مَا هِيَ حُقُوقٌ الأنسان عَلَى أَرْضِهِ وَمَا هِيَ وَاجِبَاتُ الحُكُومَةِ اِتِّجَاهُهُ .
نَحْنُ شُعُوبٌ كُلٌّ شَيْئًا لَدَيْنَّا زَائِلٌ حَتَّى البَشَرِ إِلَّا العُقُولُ الَّتِي أَهْمَلَتْ هِيَ مَنْ يُمْكِنُهَا أَنْ تَخْرُجَ لِتَعِيشَ فِي مَكَانٍ يحتويها .
نَحْنُ شُعُوبً عِنْدَمَا كُنَّا نُؤْمِنُ بِرِسَالَتِنَا فَتْحَنَا العَالِمُ وتسيدنا الشُّعُوبُ وَعِنْدَمَا أُمُّنَا بِكُرُوشِنَا فَتَحْنَا أَفْوَاهُنَا وتسيدنا بَعْضُنَا البَعْضُ .
بِاخْتِصَارٍ نَحْنُ شُعُوبٌ نَعِيش بِوَهْمٍ وَخِدَاعٍ وَبِآنِنَا شُعُوبٌ مُتَحَضِّرَةٌ بَيْنَمَا الحَقِيقَةُ أَنَّنَا شُعُوبً مِنْ مَحَارِمَ وَرَقِيَّةٌ وَفِينَا المطبلين أَكْثَرَ مِنْ الرَّاقِصِينَ.
بقلم / عِمَادُ مُحْسِنٌ الشنفري