الخندق الكبير

0
2424

 

✒️خالد بن سعد الشنفري

في العام 1964 كان نفس المشهد الذي يحدث بيننا اليوم في الشريط الساحلي لظفار من حاسك شرقا الي ضلكوت غربا.

كنت لم أتجاوز الرابعه تقريبا واقول تقريبا للامانه التاريخيه
لأنه لاتوجد حينها ثقافة تاريخ الميلاد وما تدري نفس باي ارض تموت

اجتهد لانقل  ماعلق بذاكرتي الغضه حينها، والذي علق بالذاكره لا يرجع لقوتها بعكس ماهو قوة وهول الحدث الذي تشب وتشيب فيه الذاكره فجأه.

المشهد كان في الحافه بيتنا تقع في كدح الحافه أعلى واخر بيوت الحافه ناحية الشمال.

منسوب المياه في وسط البيوت يتعدى منتصف قامة الرجل الوسط، جريان المياه ينحت كالسيل في زوايا قواعد البيوت،
التنقل بواسطة قوارب الصيادين (الهوري) التي تم انقاذها من الشاطي وأصبحت المنطقه خارج أبواب بيوتنا هي المذري والرصيف لهذه القوارب.

لم يكن بإمكان اي منطقه قريبه مساعدتنا كلا لديه همهً لم تكن هناك سيارات الا قله كاصابع اليدين .

لازلت اتذكر مناقشات وحلقات بين الكبار للبحث لإيجاد الحل

رادارات عيوني الغضه تلف سريعا تترقب شيئا ما سيتمخض عن الكبار، وكانوا كبارا فعلا، تفكيرا وتدبيرا وتنفيذا انفض الجمع َوتسارع الجميع ، ماهي إلا دقائق وكلا بيده زمبيل ومنزحه فقط لاغير، لم يكن يخطر ببال احد حينها شي اسمه الدفاع المدني.

كان دفاعهم زندي اي ازنادهم العاريه
كانت الفكره والقرار هو فك الضغط المائي على الحافه بفتح خندقا وسط كوام الرمل الهائل بين الحافه وبحرها ليتم تصريف المياه الي البحر وحماية البيوت.

اليوم وانا اتذكر هذا المشهد بدأت المقارنه في ذهني تستعيد مادرسناه عن خندق سلمان الفارسي الذي حدد مسارا جديد
لتاريخ الإسلام الذي تكالبت عليه احزاب كفار قريش من جهه ونقض يهود بني قريضه للعهد من جهة أخرى.

كان خندق المدينه يقارب ثلاثة كيلو بعرض سبعة اذرع وعمق سبعه، الرسول القائد الذي لم يتواني عن اخذ مشورة سلمان الفارسي المختزل لبعض تجارب حضارة فارس قد لاتكون لدي العرب، هكذا هو نبيكم.

من باب الاخذ بالا سباب وزع العمل بين الصحابه لكلا جزء يحفره في اليوم، العمل من الفجر إلى قبل المغرب والاستراحه بعدها الي صباح اليوم التالي.
اول هم تأمين الذراري والأطفال ونقلهم من الأماكن الخطره الي الأكثر تحصينا، لكي يطمئن المسلم المجاهد وسط المعركه على أهله وازواجه واطفاله ويتفرغ للمعركه.

هل استلهم احد من اهل الحافه حينها فكرة خندقهم من خندق سلمان؟
يكفي انهم فكروا واجتهدوا
ثم توكلوا ونفذو الخندق وقد كان مهيبا حينها نسبة لصغري، وبقى شاهد لسنوات بعدها حتى طمر في بداية السبعينات.

والان اذا ثقل عليكم الاهتداء بفكرة خندق سلمان المدينه والاقتداء بافعال نبيكم لبعد الزمن به، الا تهتدون بخندق أهلكم وابعد الظن اجدادكم خندق الحافه؟!!!