الدكتور عامد العريمي

0
3262

حوار / الإعلامي راشد البلوشي

برنامج عن قرب

نبض عمان

س .مرحبا بك الدكتور عامد العريمي كضيف لبرنامج (عن قرب) في مجموعة نبض عمان
بداية نبارك لك المنصب الجديد رئيسا لقسم الجراحة العامة بالمستشفى السلطاني وهو أكبر اقسام الجراحة العامة في السلطنة الذي يظم  ٧ تخصصات جراحية دقيقة : الشرايين ، القولون والمستقيم، الغدد الصماء ، الثدي، جراحات المعدة والجهاز العلوي، السمنة.
كيف ترى هذا المسؤولية؟وهل يعني ستصبح معظم مهامك  إدارية.  ام ستستمر مع المراجعين وفي غرف العمليات.؟

الدكتور عامد :

يعتبرق سم الجراحة في المستشفى السلطاني اكبر قسم جراحي في عماننا الحبيبة و يقدم هذا القسم الكثير من الخدمات الجراحية.

تشرفت ولله الحمد بأن اكون رئيسا لهذا القسم و لكني ارى دائما ان اليد الواحدة لا تصفق ولا بد من تعاون الجميع في ادارة هذا القسم و هذا ما لمسته من جميع الزملاء من دعم و مثابرة من اجل الرقي بهذا القسم.

لا زلت امارس جميع مهامي الجراحية بنفس القدر بالاضافة الى العمل الاداري، في النهاية انا جراح ولا اجد نفسي الا في ساحة غرف العمليات.

س.نعود بك إلى عام ٢٠٠٨
و عن الموقف اللي حدث لك اول يوم تداوم في عيادة جراحة القولون ٢٠٠٨ مع د عبدالرزاق

الدكتور عامد :

نعم
كان اول يوم لي في التدريب الجراحي، ذهبت مع د.عبدالرزاق الى عيادة جراحة القولون والمستقيم، علمني كيف يتم إجراء منظار المستقيم و قال لي يجب عمل هذا الفحص لكل من يأتي لهذه العيادة.

طبعا المريض الاول كان يشكو من البواسير فعملنا له الفحص.
كذلك الثاني والثالث نفس المشكلة و قمنا بعمل الفحص.

دخل المريض الرابع و د.عبدالرزاق كان معه مكالمة على الهاتف،

قلت لنفسي لماذا لا استبق الاحداث و اقوم بعمل فحص منظار لهذا المريض وبالتالي اتقدم خطوة، وفعلا طلبت من المريض ان يستلقي على سرير المعاينة و قمت بعمل فحص المنظار له و لازلت اتذكر علامات الاستغراب على وجه المريض.

في نص الفحص دخل د.عبدالرزاق و قال لي ايش تسوي يا عامد، وطبعا يده على راسه، قلت له اعمل الفحص لهذا المريض.

فقال لي يابه هذا مريض قدم سكري ما عنده مشاكل قولون ولا مستقيم

س.
ما هي خطتكم في تطوير قسم الجراحة في ظل تزايد المرضى؟

الدكتور عامد :

هناك الكثير من الخطط ندرسها انا و الزملاء من اجل الرقي اكثر بخدماتنا في قسم الجراحة.

من اهمها تطوير الخدمات الجراحية في المستشفيات المرجعية خارج مسقط و عمل جدول زيارات لهذه المستشفيات بحيث نقوم بعمل العمليات فيها من اجل استخدام الامكانيات الموجودة فيها و كذلك من اجل تدريب الجراحين المتواجدين فيها.

نسعى كذلك لإدخال بعض التقنيات الحديثة في الجراحة مثل جراحة الروبوت و الهدف هو إجراء عمليات دقيقة في اجزاء الجسم ذات المساحات الصغيرة جدا كالحوض على سببل المثل، نؤمن تماما بأن مثل هذه التقنية سوف ترفع من كفاءة العمليات الجراحية.

تنشيط المشروع الوطني لزراعة الكبد و رفع عدد هذه العمليات في المستشفى.

نعمل كذلك على تنشيط عمليات الرعاية اليومية بحيث تحتوي على اعداد و انواع عمليات اكثر وبالتالي نخفف الضغط على الاسرة و غرف العمليات في ظل وجود اعداد كبيرة من المرضى المحولين الى المستشفى السلطاني

س:دكتور عامد
‏هل لكم ان تسلط  الضوء على متلازمة القولون العصبي؟
وما هو الرهاب الاجتماعي؟

الدكتور عامد :

للأسف وجدنا الكثير من المراجعين يشتكوا من وجود متلازمة القولون العصبي لديهم، و بعد السؤال يقولون انه تم تشخيصهم من مجرد زيارة واحدة لأحد المراكز الطبية دون عمل اي فحوصات.

طبعا هذا خطاء و يقع فيه ظلم كبير من قبل هذه المراكز حين تقوم بتشخيص مريض بهذا المرض دون القيام باي فحوصات.

متلازمة القولون العصبي معقدة و تحتاج الى اطباء متخصصين من اجل تشخيصها، و طبعا لا يوجد اي فحص خاص بها ولكن يتم تشخيصها عن طريق عمل فحوصات معينه من اجل استبعاد الحالات المرضية الأخرى.

لهذه الحالة مسببات وراثية وكذلك بيئية

اما بالنسبة للرهاب الأجتماعي فهو احد المشاكل التي نراها في تزايد و هي عبارة عن قلق مزمن يؤثر على الشخص المصاب و يؤدي الى الخجل و الخوف عند تعرضه لبعض المواقف.

احد اهم مسبباته هو التنشئة الخاطئة في تربية الأبناء حين لا يتم إعطاءهم حق إبداء الرأي في ما يخص تطورات حياتهم و اتخاذ القرارات بدلا عنهم.

س :دكتور عامد
كم نسبة الكادر الطبي العماني في قسم الجراحة؟
وهل وضعتم خطة لعملية الاحلال؟

الدكتور عامد :

لله الحمد اكثر من ٩٠ بالمئة من الاستشاريين لدينا في القسم عمانيين و من الكفاءات العالية والمشهود عليها محليا و دوليا.

ما زلنا نحتاح لبعض الوقت من اجل تعمين بقية الدرجات (مثل الاخصائيين) حيث ان الكادر العماني فيها ما زال قليل بسبب ان معظم الأطباء العمانيين يغادروا لعمل الزمالة خارج البلد ومن ثم يعودوا الى مناطقهم خارج مسقط للخدمة.

س:في عام ٢٠١٥ زاركم معالي وزير الصحة في مقر دراستكم في المملكة المتحدة لحل مشكلة حدثت لك وزملائك حيث قام معاليه بحلها فورا.
هل لك تطلعنا على تفاصيل المشكلة. وهل هي ادارية ام مالية؟

الدكتور عامد : نعم، تفضل معاليه مشكورا بزيارتنا في المستشفى اللذي كنا نتدرب فيه من اجل الإطلاع على الإمكانيات المتواجدة في هذا المستشفى و من اجل الإطلاع على سير التدريب.
تزامنت زيارته مع مشكلة اكاديمية حدثت لدينا و جزاه الله خير على دعمه و زيارته حيث انحلت تلك المشكله مباشرة بعد زيارته.

س:دكتور عامد
هل انتم راضون عن رواتب ومخصصات الطبيب العماني؟
وماذا كان موقفكم من  وزارة الصحة من “استقطاع راتب الطبيب العماني”؟في الوقت الذي لا يزال في خط الدفاع ضد جائحة كرونا؟

الدكتور عامد :

الحمدلله راضون تماما اخي العزيز، خدمة هذا البلد الطيب و خدمة اهالينا هو وسام شرف، الحمدلله درسنا الطب و تم ابتعاثنا الى افضل المراكز من خير هذا الوطن الغالي، و مهما اعطينا و ادينا فلن نوفي هذا الوطن حقه.

اما بالنسبة لأستقطاع راتب الطبيب العماني وهم في الحقيقة فئة معينة و ليس جميع الأطباء العمانيين فكان في توقيت غير جيد و على حسب علمي ان هذا الموضوع كان يدرس و مطروح من فترة ما قبل كوفيد١٩ ولكن للأسف تم تنفيذه في وقت غير مناسب، وانا متأكد تماما بأن اخواننا و اخواتنا من هذه الفئة سيجدون كامل حقوقهم تحت ظل قيادة مولانا السلطان هيثم و بجهود وزارة الصحة و الكثير من المسؤولين في هذا الوطن الغالي

س:دكتور عامد
هناك  تخوف من بعض المرضى من إجراء عمليات جراحية في المستشفى السلطاني ويفضلون العلاج الخارج؟ متى يمكن ان ينتهي هدا التخوف؟

الدكتور عامد :

هناك جهود إعلامية جبارة تقوم بها اللجنة الإعلامية بالمستشفى السلطاني تحت قيادة الاخ والصديق راشد العلوي و من اهم استرتيجياتها هو رفع الوعي و الثقة في اهالينا في عمان، لاننا نعتقد ان احد الاسباب للذهاب للخارج هو عدم وجود معرفة و دراية عن مدى و الخدمات الجراحية المتقدمة في مستشفياتنا في عمان.

الحمدلله لاحظنا تغير كبير في المجتمع و لامسنا ثقة كبيرة من المجتمع منذ رجوعنا من بريطانيا.

 

س.هل هناك تنسيق وتعاون بين المستشفى السلطاني والمستشفيات (الشرط، للعسكري، الجامعة،) ولماذا هذا المستشفيات لا تعالج المواطن العادي  الا من ينتسب اليها من وجهة نظرك ومتى تتغير هذه النظرة ؟

 

الدكتور عامد :

في نظري يجب ان تكون كل هذه المستشفيات تحت مظلة واحدة و تقوم بخدمة الجميع، وجود مركزية موحدة في ادارة كل هذه المؤوسسات ستساعد كثيرا في تقديم الخدمات الصحية و ستخفف الضغط على بعض المستشفيات.

نعم يوجد تنسيق و تحويلات للمرضى بين هذه المستشفيات ولكن بشكل محدود

س:دكتور  كل يوم أربعاء تداوم في مستشفى خاص
أليس هذا يعني بأنك تستقطع من وقت وظيفتك الأساسية وانت طبي جراح يمكن تستدعي في اي وقت لإجراء عملية لحالة طارئة؟ وكيف ستتمكن بعد المهام الجديدة

الدكتور عامد :

دوامي في الخاص مبادرة من اجل خدمة شريحه اكبر من المجتمع، و اتت بعد مطالبات من عدة مستشفيات خاصة و مرضى و بعض المؤسسات.

دائما احرص على الدوام بعد ساعات العمل و في غير ايام المناوبات و اقوم بتوقيف العيادة متى ما تطلب عملي الحكومي ذلك، احرص دائما على تقديم العمل الحكومي قبل الخاص.

في ظل المهام الجديدة الوضع سيستمر كما هو إن شاء الله ولا اجد اي صعوبة في الأستمرار بكامل دوري كجراح،

أومن دائما بأن الإدارة الناجحة هي خلق انظمة ناجحة لا تعتمد على الأفراد و حاليا نعمل على تكميل ما تم بناءة من قبل الزملاء السابقين في إدارة القسم و بالتالي وجودي او غيابي لن يؤثر على سير العمل.

 

س :من الصديق الذي لا تستغني عنه في العمل وتشعر بأنه قريب منك؟

الدكتور عامد :

الأخ و الصديق راشد العلوي، له مواقف كبيرة ولا تنسى منذ ان كنت طبيب امتياز الى هذا اليوم،

اذكر لما كنت طبيب متدرب في السنة الأولى كنت اعمل مناوبات معه، كنت مناوب اول وهو مناوب ثاني، وكلما دخلت معه في عملية زائدة دودية تطلع صعبه، في خامس عملية
كلما تدخل معي عملية تطلع صعبه

س:السؤال الاخير وكزة ابرة
لماذا تحفظت على المشكلة والتي من أجلها قام معالي الوزير بزيارتكم لحلها

الدكتور عامد :

ليس تحفظا ولكن لا اريد ان انظر لماضي بعيد لا يسمن ولا يغني من جوع.

التحقنا ببرنامج زمالة جراحة القولون بأحد المستشفيات الضخمة في بريطانيا، مستشفى الملكة اليزابيث ببرمنجهام و كان في هذا المستشفى ما لا يقل عن ١٠ استشاريين في وحدة جراحة القولون؛ الحمدلله كان برنامج تدريبي ثري جدا و منهك في نفس الوقت، اجتهدنا و تنافسنا مع جميع الزملاء هناك من اجل ان نستمر في التدريب، كنا نرى بعض الزملاء من الأجانب يتم إخراجهم من التدريب لضعف مستواهم.

في الوقت ذاته بلغنا ان بعض الأخوان في اللجنة العلمية في عمان يطعنون في هذا البرنامح التدريبي و انه ليس جيد ولا يتم إعطاء المتدربين العمانيين حق الممارسة الكاملة في إجراء العمليات، منهم من طالب بإرجاعنا من هذا التدريب.

لك ان ترى متى تأثير ذلك على نفسياتنا و خوفنا من ذهاب كل ما عملنا عليه في مهب الريح، وطبعا الواقع غير ذلك؛ البرنامج التدريبي في ذلك المستشفى كان من افضل ما يكون.

طبعا لا اريد ان اظلم احد من الأخوان، اكيد كان هناك مشكلة في التواصل او مشكلة في إعطاء الاخوان في اللجنة العلمية فكرة عن مدى قوة هذا البرنامج التدريبي، هم في لجنة علمية و مسؤولون عن كل البرامح التدريبية.

طبعا سعادة دكتور هلال السبتي استلم المجلس في نفس الفترة و للأسف لم نتشرف بمعرفته في ذاك الوقت لأنني متأكد بأنه سيكون داعما لنا و لمسيرة برنامجنا التدريبي لما لمسنا من مواقفة الداعمة لنا دائما

 

الدكتور عامد العريمي
رئيس قسم الجراحة العامة بمستشفى السلطاني
شكرا جزيلا لك على وقتك وسعة صدرك
ابحرت بالمجموعة إلى عالم الطب وما يعانيه الطبيب.
والشكر موصول لمشرفي المجموعة وللاعضاء الكرام
منكم العذر والسموحة
التقي بكم مع شخصية جديدة
تقبلوا تحياتي
راشد البلوشي