حديث ليلة القدر

0
1372

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

عمت الأنوار التي غمرت كل دار لم يعد في الأرض غبار لتنزل الملائكة الأطهار التي أتت لترى الأبرار وهم عاكفون على الأذكار ويستشعرون شعائر العشر من الشهر الكريم
ليلة من أجمل الأقدار وأعظم قدر للبشر من المنعم الغفار خصت بها أُمة محمد صلى الله عليه وسلم فيا له من شرف وحسن جوار ……

مضى نصف هذه الليالي ترى هل حفظنا العهد وتمسكنا باستغلال الليالي وصُنا الأيام فقد مرت مسرعات هل قبضنا من أثرها شيئا أم مرت علينا ولم ندرك مرورها كمن وصل متأخرًا لمحطة القطار ولم يدرك مرور القطار……

اختلف شهرنا هذا العام وأصبحت بيوتنا هي القبلة عوضًا عن المساجد في صلوات الفرائض وقد وردت آية في القرآن الكريم بجعل البيوت قبلة للصلوات والأذكار تحقق معنا استشعار هذه الآية هذا العام مع تفشي هذا الوباء والله غالبٌ على أمره وبيده القرار حتى وإن كاد البشر وبثوا فيما بينهم الرعب والدمار…..

الحمدلله الذي جعلنا من أهل الإسلام وهيأ لنا أسباب السلامة والاطمئنان فبذكره تطمئن قلوبنا وبشكره تنعم حياتنا فلا نهلع مما نسمعه من تزايد أعداد الوفيات بهذا الوباء لتوكلنا عليه والأخذ بأسباب النجاة مهما تم تداول هذه الأعداد والأرقام وتناقل الأخبار أو أي خبر من هنا وهناك يُثار ……

ستنكشف الحقائق وسينقشع البلاء وسيمر الوباء ويرتفع وسيبقى الحديث الذي يذكر وكأنه خبر من الأخبار مر على تاريخ البشر أشد في خطورته من الإعصار من حيث حصد الأرواح ومن حيث الخسائر الاقتصادية والمالية فلابد من حسن التدبير والتعلم من الأخطاء ولابد من عزيمة قوية لمكافحة الفساد والأخذ بيد الإصلاح وبالتالي إعادة التخطيط و الإعمار ……

إن مرور أيام وليالي شهر رمضان وسرعة تصرمها تخلف في النفس حزنًا ولوعة للفراق الذي لابد منه على أمل اللقاء من قابل إن شاء قدر الله أن نكون في الأحياء والحُضار فمن حضره مجددًا وهو بحال يعينه على الطاعة وقادر على العبادة فهو من السعداء فليشمر عن ساعد الجد من يرجو ما عند الله بكل عزيمةٍ وإصرار…….

ختامًا أيتها الليلة المباركة التي لا نحصي جميعًا قدركِ فأنت خيرٌ من ألف شهر قال ربنا في كتابه المحفوظ، تمهلي وأسعدي أرواح البشر نسأل الله الذي قدر الأقدار أن ينفحنا بنفحاتك وبركاتك وأن يغمرنا بأنوارك وأن يعفو عنا ويعتقنا من النار ويدخلنا في فسيح الجنان
وأن يلهمنا التسبيح والاستغفار في كل وقتٍ وحين وأن يحط عنا الذنوب والأوزار وأن يجمعنا مع النبيين والصديقين والشهداء في دار الكرامة والقرار ……