حسان عُمان

0
1611

شاعرٌ تلين له القوافي وتفيض لأجله جداول الشعر جمع بين العلم والفقه والأدب فكان حقاً عالم الشعراء وشاعر العلماء

 وكأنما يغرف من بحر العلم والشعر والأدب عُرف بالأذكار الربانية والأسرار النورانية والإبتهالات الرحمانية فكان نفسه الرحماني في اذكار أبو مسلم البهلاني خير دليل وشاهدٍ على ذلك

كما حوى ديوانه الشعري التسبيح والتقديس لرب البرية والتلذذ بذكر اسماء الله الحسنى والقيام بشرف خدمتها فكان له النصيب الأكبر من الأذكار تاركاً لنا النفائس واللآلئ من فيض البحار ، شرفه الله بخدمة الإسلام فأسس أول جريدة وأسماها جريدة النجاح .

كرس حياته لخدمة الإسلام والعلم و الأدب واكرمه الله بالكرامات وسكب عليه من الألطاف و الهبات ، كان كثير الذكر لله جل وعلا دلت على ذلك قصائده ونفسه الطويل في الأذكار وغوامض الأسرار وكثرة الصلاة على النبي المختار صل الله عليه وسلم وذكر شمائله وخصائصه .

وقد أفرد له كتاباً أسماه النشأة المحمدية في ذكر مولده الشريف غلب على شعره التصوف والسلوك فمهد لغيره طرق الأذكار كما هو الحال لدى أشياخه الذين سار على نهجهم وأقتفى أثرهم كالشيخ الرئيس جاعد بن خميس وابنه الشيخ ناصر والشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي عليهم رحمات الله جميعاً .

وإن المتتبع لهؤلاء الجهابذة من العلماء وماخلفوه من إرث عظيم ليعلم علم اليقين انه قد وقع على كنز ثمين وسر دفين لو يعلم قيمته غيرنا لجالدونا عليه بالسيوف ولسارعوا بإتخاذه منهجاً لإغاثة الملهوف، ألف كتاب نثار الجوهر في علم الشرع الأزهر في شرح جوهر النظام للإمام الهمام نور الدين السالمي رحمه الله ولكن الأجل حال دون إكمال العمل ، وإنما الأعمال بالنيات ، حيث كانت له في حياته الكرامات كذلك بعد موته ودليل حسن خاتمته كانت له أعظم بشارة وأشهر كرامة حيث سمعت قصة وفاته من كلا الشيخين سعيد بن خلف الخروصي وسعيد بن حمد الحارثي رحمهما الله وهي أنه في الليلة التي قبض فيها الشيخ ابو مسلم رحمه الله كان يناجي ربه بالإبتهال والدعاء وكان كثير البكاء وكان يقول ويكرر: ربي ديوني ديوني ربي ديوني ديوني وكان خادمه يسمع ذلك فمات من ليلته تلك وعند الصباح وقبل الدفن حضر رجلٌ بهي الطلعة حسن المنظر غريب المخبر عليه سمات الصالحين ولباس الوقار فأخرج كيس نقود فنادى على من له حقاً لدى الشيخ ابو مسلم واحداً تلو الآخر حتى نفد مافي الكيس من مال مع آخر واحد يطالب الشيخ ورحل هذا الرجل كما أتى لايعرف أحد عنه شيئاً  .

فسبحان من خص بعض عباده بماشاء واغدق لهم في العطاء أمواتاً وأحياءً وقد دفن الشيخ في الجزيرة الخضراء بزنجبار ويعرف قبره هناك حيث كان في غربة عن وطنه الأم عُمان حيث عاش هناك و قد هاجر إليها إبان أزدهار الحكم العماني في تلك الفترة بزنجبار وقد سطر أروع أبيات الشوق والحنين ومن أبلغ ماقال في ذلك في قصيدته النونيه الشهيرة التي يعرفها كل عماني ويفتخر بها إني أشح بدمعي أن يسح على أرض وماهي لي يابرق أوطانُ فرحم الله الشيخ ابو مسلم ناصر بن سالم البهلاني الرواحي ونفعنا بعلومه.

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي