أواه يا فراق ما أصعبك..

0
1260

في الثالث والعشرين من يوليو المجيد في حوالي الثالثة عصرا وقف شامخا، شابا ثلاثيني العمر مخضرم العقل وقال: غدا سيشرق على عمان فجر جديد، فأشرقت عليه شموس تسعة وأربعون عاما وهو يمتطي صهوة الهمة والبناء والعطاء، واليوم الحادي عشر من يناير تشرق أول شمس على عمان والفارس قد ترجل من على ظهر جواده، ملوحا لنا مودعا، وداعيا الله بأن يحفظ عمان وأهلها، بعد ليال سهرت عمانه فيها تدعو وتتضرع بأن يخفف الله عنه وأن يهون عليه، فالخالق أحبه إلى جواره، وأراد له الراحة بعد رحلة التعب الشاقة، لك الله يا حبيب القلوب، ولنا الله والحنين إليك، يا من انتشلتنا من الخطوب، و تربعت على عروش القلوب.

في يوم جمعة، وليلة خسف فيها القمر واستظل، واضطرب نبض القلب ووجل، واعتصر ألما لأن الراحل غال كأغلى ما يكون النادر من السمو، ولكنه عند ربه أغلى، فاللهم لا اعتراض على قدرك، وأنت خير من يحفظ الأمانات، وها نحن اليوم نستودعك إياه يا ذا الجلال والإكرام.

نعاهدك بأننا على عهد حبك باقون، ولن يختل مقدار حبنا لك حتى نلقاك أمام مليك مقتدر، ونشهد بأنك ما قصرت وما بخلت وما توانيت عن تلبية نداء شعبك قط، وستنضم لنا بلا شك أصوات شعوب أخرى لا نعلمها، ولكن حنانك وصلهم سرا وجهرا، حقنت دماءها أو عليت بناءها أو مددت يد العون لأبنائها، سنضغط على جرح الفقد، وسيكون حبك في قلوبنا سندا لنا لنمضي في خدمة هذا الوطن بإخلاص، لأننا نوقن بأن هذا سيسعدك أينما كنت، وأن العهد لن يتغير فالولاء لله والوطن والسلطان. وسنظل نحبك لأنك أنت أنت، فأرقد تحت رحمة الله في سلام يا سلطان السلام.

——————————————————

توقيع:
“في الحل والبريان يا روح عمان، وباني نهضتها الحديثة”.

عائشة بنت أحمد بن سويدان البلوشية.