وجعٌ آخرٌ لفقدٍ جديد

0
3773

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

لم يكن يوم الخميس الماضي ونيسًا لأهل روي منذ بزوغ فجره وتنفس صُبحه، وقد غير يوم الخميس من طبعه وآثر أن يكون ونيسًا لسامي وحده دون غيره يرافقه ويكون معه في هذا الرحيل السريع المُعد له مسبقًا من قِبَل رب العباد والمفاجئ لنا جميعًا نحن معاشر البشر

وقد آلمنا جميعًا فقد العزيز سامي بن عبدالله بن صالح الوهيبي وهو في عنفوان شبابه وقمة عطائه وقد هيأ قربانه وأعد زاده، وكان أصحابه قد عزموا الخروج معه ولكن الله قدر له خروجًا آخر يفوق تدابير البشر في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر، اختاره ربه ليسعده وينقله من نعيم إلى نعيم أكبر منه وأعظم وهيهات أن يتساوى نعيم الدنيا ونعيم الآخرة ، تأثر وبكى لسامي كل من عرفه وتعامل معه

فكان دأبه التواضع والكرم وحُسن الخلق عُرف بسمته وخدمته للجميع كم كانت روحه تُحلق وتطوف ببيت الله الحرام وتزور قبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كانت له الأيادي البيضاء لكثيرٍ من البشر فلم يبخل يومًا بالعطاء وكان ينفق بسعادةٍ وسخاء ، أكتب هذه الكلمات وقد شغلني ما شغلني عن شهود الفضل وحصد الأجور وأرجو أن تكون كلماتي هذه وإن كانت قليلة وليست وافية بردًا وسلامًا على أهله وجميع أقاربه وصحبه ومحبيه ، وهكذا هي الحياة اجتماع وفرقة نفقد فيها الأحباب من مُختلف الأعمار ويوجعنا كثيرًا رحيلهم ويؤلمنا فقدهم وفقدُ سامي وجعٌ آخرٌ لفقدٍ جديد، وثقتنا بالله وأملنا به وتوكلنا عليه بأنه قد أعد لهم الحُسنى بل بالمزيد ، نعزي في هذا الشاب التقي أنفسنا أولًا وكل أهله وذويه واخوانه الأماجد وكل صحبه ومحبيه

وختامًا أقول :- سموت بنفسك أيها الفقيد السامي رحمك الله يا غالي صبر الله أهلك وصبرنا جميعًا على فراقك جمعنا الله بك وبجميع الأحباب في جنان الله المنعم الوهاب اللهم اغفر لعبدك سامي وتقبل منا تضرع القلوب ورفع الأيادي