ما سر التمّيز في عمل شرطة عمان السلطانية؟؟

0
1658

 قراءة فاحصة لمنظور التحول النوعي في مختلف جوانب العمل الشرطي وبخاصة في مجال تحديث المنشأة الشرطية والتوسع في المراكز الشرطية والوحدات والإدارات .

 والاستمرار في زيادة أفواج المنتسبين للشرطة بمختلف المؤهلات والمستويات الدراسية، تضعنا أمام البحث عن سر التميز ، عبر مرتكزين أساسيين يشكلان منطلق لكل الجهود اللاحقة .

يبرز السر الأول، في وجود قيادة حاضرة، في رؤية التطوير ومنهجية العمل، مستوعبة لموجهاته مدركة لطبيعة المرحلة الحالية والقادمة، فالقيادة ممثلة في معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك شخصيا حاضرة في كل جوانب العمل الشرطي، حضور المتابعة والتوجيه والتقييم والاشراف والدراسة والمراجعات وإعادة النظر، والدخول في عمق الممارسة الشرطية وتشجيع المبادرة والابتكار والتطوير والحرص على بناء القدرات وتفعيل نظم الالتزام والحوافز والمكافآت وتشجيع أطر المنافسة

هذا الحضور والتواجد الفعلي كان له أثره المباشر في مسيرة التحول في العمل الشرطي وشعور جميع القادة والأفراد بمختلف الرتب العسكرية والمدنية الشرطية بالقيمة المضافة المترتبة على سبق تواجد القيادة في اداء المهام .

في ظل منطلق يستشرف الجودة ويلتزم معايير التميز والتطوير المتوازن؛ أما السر الآخر فيكمن في امتلاك القيادة لرؤية قراءة التوقعات عبر استشراف مستقبل عمل المنظومة في فترات قادمة وقراءتها للبعد الاستثماري في المورد البشري والمادي والتقني والمالي الشرطي، وتمكين المهام والاختصاصات من إعادة الحياة والحركة والمرونة في قراءة أبعاد التنمية، مما كان لها أثرها الإيجابي الذي عزز من استمرارية الجهود وابتكارية الأدوات وتغيّر لغة العمل والخطاب حتى أصبحت ذات تأثير فسيولوجي ونفسي في ضمير المخاطبين .

فالإنجاز كان هدفه المواطن بما يحصل عليه من خدمات وأمن وأمان وجاهزية في الاستجابة الشرطية للأحداث ، لقد اعتمدت لغة الحدس الشرطي على استشراف ما يحتاجه الفرد من خدمات أو ما يرغب أن يتوافر له من وسائل الحصول على هذه الخدمات بدقة وسرعه وبدون تكلف بل أيضا في قراءتها للجوانب النفسية والفكرية، وإدراكها للأبعاد الأخرى المرتبطة بتوفير هذه الخدمات والاقتراب بها من بيئة المواطن وعدم تكليفه عناء المسافات البعيدة فكان لوصولها إليه أكبر الأثر في شعوره بقيمة المنجز الشرطي والقناعة بما تؤديه الشرطة من أدوار تنموية جادة وأطر تصحيحه رشيدة ومسارات دقيقة في العمل والاهتمام بمحور الشراكة المجتمعية الشرطية عبر وضع المجتمع في صورة الجهود المبذولة والخطط والاستراتيجيات التي تقدمها.

وحضور المجتمع ومشاركته فيها، وتبنيه لها، واقتناعه بها، ونقلها الى واقعه الاجتماعي عبر نماذج ومشروعات وتطبيقات ومسابقات ومشاركات ساهمت في رصد مرئيات المواطن ومقترحاته والاستفادة منها في التطوير .

كما تبنت وحدات الشرطة برامج مجتمعية توعوية وتثقيفية ارتبطت بحياة المواطن وسعادته، مثل السلامة على الطريق، والمخدرات والم على أن موجهات التحول في العمل الشرطي، تطلبت تعزيز كفاءة المنشأة الشرطية، في ظل خطة تطوير منهجية، تمثلت في تطوير مراكز الشرطة، وافتتاح مراكز شرطة جديدة، افتتح منها في الفترة من سبتمبر 2016 إلى فبراير 2017 ، أكثر من 40 مركزا متكاملا أو وحدة شرطية، موزعة على مختلف محافظات السلطنة، وهي مراكز متكاملة في الخدمات التي تقدمها، والتجهيزات التي تتميز بها ومحتوى بيئة العمل، واستيعابها للأبعاد النفسية والاجتماعية والترويحية والدينية والثقافية والفكرية والتدريبية والرياضية، مجهزة بأحدث وسائل الاتصالات وشبكات الانترنت، بما يؤكد حجم الجهد المبذول، ووضوح استراتيجيات العمل، ودقة برامج وأنظمة التقييم والمتابعة والرصد للمنجز الشرطي، بهدف ضمان وجود بيئة نموذجية تهيئ للعاملين مجالا ملائمًا لأداء أفضل في تقديم الخدمة الشرطية، وفق أحدث المعايير والمواصفات التي تراعي الجودة، وتتجه نحو تعزيز الثقة، لقد ارتبطت خطة التطوير للمنشآت بالحاجة إلى زيادة عدد الملتحقين بها، وفرص أكبر لاستيعابهم عبر سياسة واضحة، لعلها الوحيدة من بين قطاعات التنمية المجتمعية التي ما زالت تستقطب أفواج الشباب ذكورا وإناثا، من حملة الدبلوم العام والمؤهلات الجامعية الأخرى، ومخرجات ما قبل الدبلوم العام، وقد عملت وحدات الشرطة المتخصصة على إدارة هذا الملف بشكل فاق التصور، إذ ارتبطت بهذا الاستيعاب خطط مستديمة في التدريب وصقل الخبرة والمهارة وتعزيز فرص الترقي الذاتي والتعلم والتعليم، آخذة في الاعتبار استمرارية فرص الترقية الوظيفية والتدريب والتطوير والحوافز للكادر الشرطي، بشكل أفضل وكفاءة عالية.

لقد أدركت قيادة الشرطة أهمية تكامل الجهود، والبحث عن أطر ابتكارية تتسم بالتنوع والاستدامة في طريقة تقديم الخدمة الشرطية، والتعامل مع الاحداث المجتمعية، ووجهت جميع الادارات إلى العمل بها في ظل اختصاصاتها، متخذة من المتابعة والرصد الفوري للأحداث، منطلقات ساهمت في بلوة هذا الانجاز في ممارسات راقية يلمسها كل أبناء وطني.

إننا نستشعر في جهود شرطة عمان السلطانية منهجا وطنيا متميزا، نحو العطاء والاستمرارية بفتح صفحات الانجاز، لترسم بنفسها هوية المنجز، وترسخ في المستفيدين منه، صدق الاعتراف والتقدير الذي يحظى به المنجز الشرطي، إنها دعوة للجميع لوضع التجربة الشرطية محل اهتمام.

د. رجب بن علي العويسي