ثمار التقوقع والانغلاق

0
1564

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

حشرجات في الصدر وانقيادٌ للكدر ، وقفة ذهول ودهشة تتبعها حكمٌ وعبر ، أمورٌ لم تكن في الحُسبان وليس من المتوقع أن تطول ، فيضٌ من اللامبالاة وتذبذب في مواجهة الواقع وعدم الرغبة في السعي للإيجابية والحلول للخروج من هذه المعمعة

مع أنها سهلة وميسرة ولكن إذا ضاقت القلوب وتعفن الفكر ، تعطلت المساعي وفسد الأمر، وبالتالي نهايات تعيسةٌ وعواقب أليمة ، هذه هي ثمار التقوقع والانغلاق على النفس والنظر لجميع الأشياء بسوداوية بحتة ومجالسة أهل السلبية والتثبيط

وهذا هو حال بعض البشر الذين استسلموا لهذه الأفكار ولم يكتفوا بذلك بل سمموا أفكار من حولهم لينقادوا لهم وكأنهم عُمي والسعيد هو من وفق وأفاق من هذه الغفلة ، غفلة الأكاذيب والافتراء وتلفيق التهم ورمي الأبرياء.. ترى بعد ذلك ما هو الثمن؟ مروق من الدين والوطن ، انحرافٌ وانجراف عن الفطرة السوية ولو أفاق التابع من قبل لتبرأ من المتبوع كما أخبرنا بذلك رب العزة والجلال في القرآن الكريم في كثيرٍ من الآيات، ولو تفكر التابع في حال المتبوع ما هو حاله وكيف شأنه وماذا صنع في حياته سوى أنه أسير سواد قلبه ورهين حسده ولم يخطو خطوة واحدة نحو الأمام وقد ظلم نفسه ولم ينفع مجتمعه ولا من حوله بل ضر نفسه وأضر بجميع من حوله فشأنه شأن النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ، هاجمه الفراغ وصار إمامًا للفتنة وزعيمًا للفرقة بمباركة عدوه المتربص به وبمباركة من حوله تربع على هرم الشقاق وخاض في وحل النفاق وترك نفسه للإحن ووهبها للفتن فلا هو ذو عزيمة وإصرار، ولا هو كون لنفسه أسرةً ودارًا ، ولعمري إن هذه الحياة إن لم يكن فيها ثباتٌ وقرار تتقاذفك تياراتها تيار إثر تيار، ناضل من أجل الشقاء ، فلم يحفظ للود أي وفاء ولم يتعلم من مجالسة الصلحاء،

وأمثال هذا كثر نسأل الله الوقاية من شر هذا الوباء، وهناك ضحايا أيضًا في الكثير من القضايا ليس لهم فيها ناقةٌ ولا جمل ،حينما تقسو عليك ظروف الحياة ويضيق بك الحال أظهر منك الوجه الآخر، توشح بالصبر وتقلد الحلم ورافق الهدوء وتشبث بجبال الأمل حاول تدارك ما فات بكل عزم وثبات وتذكر بأنه ليس لك من الأمر شىء، سوى التوفيق من رب العباد، فلا تغالط الحقيقة التي أنت جزء منها فأنت مخيرٌ في أمورٍ طرقتها بمحض إرادتك ومسيرٌ في أمورٍ تعجز أمام قدرتها التي يدبرها لك إله الكون وخالق الخلق ربك ورب كل شىء رب العالمين وأحكم الأحكمين، والسعي للحلول أمرٌ محمود، وإن ترادفت العقبات ولابد من صبر لنيل تلك المطالب والرغبات، فلم يعد الحال كما هو الحال المعهود فلا يظل شىء على حاله ولابد أن تثمر الجهود على كثرة الإقصاء والصدود

فهكذا هي الحياة تلقي عليك بثقلها لأنها ليست بدار قرار وتوقع دومًا ما لا يمكن توقعه وتهيأ لما هو أمر وأدهى ليس تشاؤمًا لا ولكن لابد من مواجهة الواقع ومعالجة هذه الأمور بهدوء وروية وثبات وحُسن طالع ، انج بنفسك قبل فوات الأوان واعلم أن الأوزار التي جلبتها لنفسك ولغيرك هي على عاتقك وفي صحيفتك كاملة دون زيادة ولا نقصان.