الرونق العذب شذرات من اللؤلؤ الرطب ٨

0
2532

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

نعود إليكم أحبتي القراء مجددًا مع كتاب شيخنا سعيد رضي الله عنه وكنا قد توقفنا عند خبر الشيخ صالح وبعض من سيرته. أترككم مع الشذرة الثامنة من هذه السير الخالدة.

من رواية للشيخ سالم بن حمود السيابي رضي الله عنه يقول : أن سبب نبوغ الشيخ راشد بن عزيز الخصيبي طلبهُ للعلم، وسموه إلى معالي الأمور، فمن أول نبوغه ، كان من عادة أهل سمائل إذا أهمهم أمرٌ جامع يجتمع أهل العلاية والسفالة في الجامع فيتعارفون، ويتفقون على الصالح العام للبلد ويفترقون، وفي بعض اجتماعاتهم قام الشيخ راشد فباع خنجره إذ لم يملك غيرها ، واشترى بها حلوى وصنع قهوة وحملها عنده إلى الجامع فلما تم الاجتماع وأرادوا الانصراف نادى بأعلى صوته قهوة قهوة فقعدوا فأحضر الحلوى والقهوة فأكلوا. وكان أهل العلاية يظنوا أن أهل السفالة تكرموا عليهم، وأهل السفالة يظنون أن أهل العلاية تكرموا عليهم ، فبقي الكل في حرج يتلاومون ويتساءلون ، حتى ظهر أن القهوة لم تكن من عند أحد الفريقين ، بل هي من عند راشد الرجل الفقير الضعيف ، فلفت إليه الأنظار فمن عرفه أحبه، ومن لم يعرفه سأل عنه حتى عرفه ، ومنذ ذلك اليوم ارتقى به الحال ، حتى صار علمًا من أعلام الوادي، وارتقى إلى أن صار وزيرًا للسلطان فيصل وظهيرًا له، وله حكايات في الكرم عجيبة وبعض الأكابر يحسدون مقامه، فكان من الصدف أن لقيه ذات يوم في الطريق واحد منهم فقال له يا راشد من متى؟ ففهم منها -وهو دراكة المعاني – أنه يقول من متى بلغت هذه المنزلة ؟ (( نفسُ عصامٍ سوّدت عصاما))
ومن أخبار شيخنا الرقيشي وقد أغفلناها في موضعها
قال: نزل السيد أحمد بن إبراهيم ضيفاً في السنينة على محمد بن سالمين وجماعته فقال محمد لجماعته: وكانوا ثلاثمائة فريق : عليكم قهوة الصباح وعليّ الغداء قال : وكان عند السيد أحمد ثلاثمائة راكب فجىء في وقت الصبح: طلوع الشمس ثلاثمائة ذبيحة ثلاثمائة صحن خبز فجلس كل واحد من الضيوف على ذبيحة، ولم يخبرنا الشيخ عن خبر الغداء ماذا كان من أمره.

ومثل هذه القصة ما حدث به والدي عن الشيخ علي بن صالح بن علي الحارثي أنه قال: نزلنا ضيوفًا تلى الشيخ حمد بن محمد اليحيائي في بلدة ضنك وكنا ثلاثة عشر راكبًا فتلقانا من الخارج وذهب أمامنا رافعًا عقيرته بقوله: حيّ بالبو وهلها حتى وصلنا فقبضت الركاب وأدخلت في مزرع قت تأكل كيف شاءت ، وكل من أتى يسلم علينا جاء وفي يده عذق خصاب حتى حمرت الركاب فما استطاعت النهوض ثلاثة أيام، وفي هذه الثلاثة أيام كان الكرم تبذيرًا من الضيف في اليوم الأول أتى لنا بالغداء ثلاث عشر رفقة بثلاث عشر ذبيحة

يتبع …،،،