بلدية مسقط تدعو لمفاهيم بيئية جديدة لصون البيئة من المخلفات الزراعية

0
2022

• تفاوت مستويات الوعي الفردي وعدم امتلاك مفاهيم بيئية في الاستثمار الأمثل للمخلفات الزراعية يؤثر سلبًا.
• حرق المخلفات يقلل خصوبة التربة ويؤثر في جودة المنتج الزراعي.
• التشريعات والجزاءات مُــنظمة، ولكنها ليست الهدف.. فالوعي مطلوب لصون مكونات البيئة وإيقاف الظواهر السلبية في التخلص من المخلفات الزراعية.
• تغيير المفاهيم البيئية يأتي من خلال المسؤولية الفردية بقضاياها..

حدد القرار الإداري رقم (55/2017) الجزاءات الإدارية على مخالفات قانون بلدية مسقط ومن بينها تحديده لقيمة المخالفات البيئية؛ إذ أشار أن جزاء من يرمي الأنقاض والأشجار وبقايا الأثاث والأجهزة الكبيرة وما شابهها بجوار حاويات جمع النفايات دفعه لغرامة مقدارها (50) خمسون ريالًا عمانيًا، وفي حالة التكرار تضاعف الغرامة، ويمنح المخالف مهلة لمدة يوم واحد لنقل النفايات إلى الأماكن المخصصة لها، ولهذا تبذل بلدية مسقط جهود حثيثة لرفع سقف التوعية بخطورة المخلفات بأنواعها، والمخلفات الزراعية بشكل خاص، كما تدعو المجتمع للتقيد بما تنص عليه اللوائح والقرارات الإدارية الهادفة لحماية البيئة وساكنيها..
رميها عشوائيًا:
تُشكّلُ المخلفات بمختلف أنواعها خطرًا على الصحة العامة للأفراد والبيئة المحيطة، كما تعد ملوثاتها مصدرًا لتكاثر البكتريا والجراثيم والفيروسات والقوارض، الأمر الذي يؤدي إلى احتمالية تفشي الأمراض والأوبئة، من هذا المنطلق يأتي حرص بلدية مسقط وكافة مديرياتها الخدمية على الاهتمام بنظافة مسقط الجميلة، والدعوة إلى التخلص الأمثل للمخلفات بأنواعها، مع وضع الحلول اللازمة للتقليل من التلوث البيئي الناجم عن العشوائية في التخلص منها؛ وذلك من خلال توعية أفراد المجتمع بخطورتها، وتكثيف الرقابة على جميع المنشآت والمواقع؛ ضماناً لعدم التسبب في ممارسات خاطئة أو ظواهر عشوائية تتنافى مع الصورة الحضارية والجمالية لمحافظة مسقط.

وإلى جانب المخلفات الزراعية فهناك المخلفات المنزلية، والمخلفات ومخلفات البناء، ومخلفات الشواطئ ومخلفات المتنزهات وغيرها من المخلفات التي تتراكم في الأحياء السكنية وبطون الأودية وتلحق الضرر بالبيئة والسلامة العامة.
من أين تأتي؟ :
تنتج المخلفات الزراعية من بقايا أنشطة المزارعين والعاملين في قطاع التشجير، ومصادرها على الإجمال المزارع والبساتين والحدائق والمتنزهات، وتشمل ما يتم قطعه من جذوع وأغصان وأوراق واشجار وغيرها، كما يدخل في إطار التعريف كافة البقايا الآتية من زرائب الحيوانات، وتنتشر أكثر ما يكون في أماكن تواجد المزارع، أو بجوار حاويات القمامة، والساحات، والأودية، والطرقات، وتتكوّن بعض المخلفات الزراعية من المواد العضوية القابلة للتحلل، وبالتالي فإن الطفيليات والفطريات تتغذى عليها، مما يسبب التلوث البيئي للمنطقة، كما يُــحتمل أن يسبب هذا النوع من المخلفات تلوثًا لمياه الشرب الناتج عن وجود بقايا للمبيدات الحشرية عندما تتسرّب إلى آبار المياه الجوفية، فضلًا عن تغيير جودة التربة، والتي تقلل من الإنتاجية الزراعية.
أضرار بيئية وصحية:
قد تسبب زيادة الكثافة السكانية عاملًا من عوامل إنتشار المخلفات بشكل عام والزراعية بشكل خاص، إلى جانب نمط ومستوى المعيشة، والتطور الاقتصادي المصاحب لها. وذلك بسبب تفاوت مستويات الوعي الفردي. وإجمالًا فإن المخلفات الزراعية تخلف ما تخلفه من أضرار بيئية وصحية على أفراد المجتمع والبيئة المحيطة بهم، وتعد مصدرا لانتشار الأوبئة والأمراض، فهي قد تعمل على التسبب بالضرر بالثروة الحيوانية والنباتية، وتعد موطنا للآفات الزراعية، على اعتبار ما يمكن أن تُـــلحقه بالنباتات والثمار المزروعة، والتي قد تتضرر بتراكم المخلفات الزراعية المجاورة لها، مما يصيب تلك المزروعات بالكائنات والأحياء الدقيقة المسببة للأمراض، فضلا عن كونها مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة، والتي تنتج بفعل تخمّرها من قبل الأحياء الدقيقة، وبالتالي تجذب إليها الذباب والقوارض والحشرات المسؤولة عن انتقال الأمراض، إضافة إلى تسبب هذه المخلفات بتلوث مياه الشرب ببقايا المبيدات الحشرية والفطرية عندما تتسرّب إلى آبار الشرب أو آبار المياه الجوفية، كما أن رمي المخلفات الزراعية في المسطحات المائية يؤدي إلى تلوث المياه الصالحة للشرب، وبالتالي يؤثر تكدس المخلفات الزراعية على المظهر الحضاري والجمالي للمدينة.
مخلفات محروقة:
قد يلجأ بعض المزارعين إلى حرق المخلفات الزراعية في المزارع الخاصة بهم كطريقة سريعة للتخلص من المخلفات، إلا أن هذه الطريقة تحمل تأثيرات سلبية ومضار بيئية جمة، فعلى الأمد البعيد تؤثر المواد الناتجة عن حرق المخلفات الزراعية على خصوبة التربة، وتقلل من جودة المنتج الزراعي، كما أن الأدخنة الناتجة عن عملية الحرق تزيد من السحابة السوداء المؤذية بيئيًا، والمسببة لارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكربون.
مفاهيم بيئية وتوعية:
وحيث أن التشريعات والجزاءات ليست هدفًا بحد ذاته، فإن التوعية مستمرة، وتجديد الشراكة مع المجتمع لإيقاف الظواهر سلبية، وتعزيز أدوار المسؤولية المجتمعية لازالت آملة في تحقيق أهداف البلدية، وغايات المجتمع في إيجاد بيئة نظيفة، ولذلك فإن بلدية مسقط ماضية في تنفيذ عدة إجراءات للحد من انتشار المخلفات الزراعية حفاظا على جمالية المظهر العام، وذلك بتوعية أفراد المجتمع بخطورة تراكم المخلفات الزراعية على الفرد والبيئة المحيطة به، وعدم التساهل بإلقاء هذه المخلفات في المزارع وبطون الأودية والأحياء السكنية، وضرورة رميها في الأماكن المخصصة لها، كما تأمل بلدية مسقط أن يتحلى أفراد المجتمع بشكل عام، والمزارعين بشكل خاص بنمط مختلف في مجال الوعي البيئي؛ وذلك من خلال تغيير مفهومهم واستغلالهم للمخلفات الزراعية وجعلها محور استفادة، وذلك بما ينسجم مع الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية ،والاستفادة من المخلفات الزراعية بإعادة تدويرها وتحويلها إلى أعلاف وأسمدة عضوية وبالتالي يقلل من تراكم النفايات التي تهدد البيئة، أو يتم نقلها إلى المرادم.

– وختامًا فبلدية مسقط موقنة بأن تغيير المفاهيم البيئية على وجه الخصوص يأتي من خلال المسؤولية الفردية بقضايا البيئة، وإلى جانب ذلك فهي حريصة على التأكيد بضرورة الالتزام بما يكفل للبيئة صونها، سواءً من خلال معالجة الملاحظات والوقوف على التجاوزات التي تحدث جراء انتشار المخلفات بأنواعها؛ وذلك لتحقيق التوازن البيئي والمحافظة على العناصر الطبيعية، أو عبر تطبيقها للجزاءات الإدارية التي سنّــتها اللوائح والقرارات الإدارية التي تحفظ البيئة من الانتهاكات التي تطالها.