الإخوة هم العزوة والسند

0
2108

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

طال الفراق وحُبست الأشواق في زنزانة طغى عليها توغير الصدور والشقاق وضُرب عليها بباب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ولم نيأس يومًا من روح الله واحتسبنا تأسيًا بخير خلق الله نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه ومن قبله من الأنبياء

وقد نجى الله موسى عليه السلام من فرعون في العاشر من شهر الله المحرم والذي يصادف هذا اليوم العظيم وهو يوم عاشوراء وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بصيامه حيث أن اليهود كانت تعظم هذا اليوم وتصومه فرحًا بنجاة موسى عليه السلام من فرعون فقال نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم نحن أحقُ بموسى منهم صوموه وخالفوهم بصيام يوم قبله وفي رواية نحن أحق وأولى بموسى منهم خالفوهم وصوموا يومًا قبله ،

فمن نجى موسى الكليم عليه السلام من فرعون ومن جعل النار بردًا وسلامًا على إبراهيم الخليل عليه السلام ومن رد يوسف على يعقوب عليهما السلام وكشف ضر أيوب عليه السلام وحفظ البيت العتيق من إبرهة وأظهر نبي الهُدى محمد صلى الله عليه وسلم على قريش والقوم الكافرين قادرٌ على أن يردك إليه ردًا جميلًا وإن طالت المدة واشتدت المحنة فحسبك حُسن ظنك بالله رب العالمين ، أن حسن الظن بالله والتوكل عليه لهو اذعان كامل بالقلب وبجميع الجوارح بأن الله قادرٌ على كل شيء وأن الله بيده مفاتيح وخزائن كل شيء ومن توكل عليه كفاهُ وهداه إلى طريق الرشد ، ولن يضيع الله من توكل عليه ، وجدير بالمرء أن يختار من يصاحب ومن يجالس، والبعد كل البعد عمن يثبط ويدعو إلى ما يغضب الله لأنه يتأثر بمن يجالس ومن يصاحب، فمجالسة ذوي الهمم تحث للمضي قدمًا نحو القمم ومن يجالس من يدعو للدعة والكسل فقد خاب سعيه وخاب أمله وسيمر عليه قطار الحياة ومضمار العمر سريعًا إن لم ينتبه لنفسه ويتدارك أمره وقد وهن جسده ونضبت مياه شبيبته فلا هو انتبه لنفسه وطبق سنة نبيه ليحصن نفسه بالزواج ،

ولا هو عاد إلى رشده ورجع عن غيه وقد مضى وقته وعاش سبهللا فهو لم يخلق عبثًا ولم يُترك هملًا فكيف يجني على نفسه ويُصر على غيه وضلاله وهذا هو طريق الأشقياء والعياذ بالله جنبنا الله وإياكم هذا الطريق وجعلنا من السعداء الأتقياء ، والمرء قليل بنفسه كثيرٌ بإخوانه ولا غنى عن الإخوان فهم العزوة والسند على نوائب الزمان وهم الملجأ والملاذ بعد الله ثم الأب والأم إذا عصفت الفتن والأحزان

فمرحبًا بعودتك فتلك صفحة طواها الزمان ، فلا تركن لما يؤخرك واجتهد في سبيل الطاعة وانبذ الأحزان ودع ما صار وكان واحمد مولاك الذي هداك ويسر لك طريق الرشد وبصرك بنزغ الشيطان وحذرك من طريق اتباعه ولم يشأ لك الحرمان ووجه النصح لمن هذا هو حاله وحذره من عواقب الخسران، مرحبًا بعودتك نقولها بملء فم الكون

شق طريقك في غمار هذه الحياة وليبارك الله مسعاك واسع كما سعى غيرك فالبركة في السعي والتوكل ولابد من أسباب وأعمال وبهما يتيسر المطلوب وتتألف القلوب وينكشف السر المحجوب ولا تقل إن هذا عسير بل قل يسره علام الغيوب.