ذكرى الهجرة ودعوة للوحدة

0
1124

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

انسلخ عام وأقبل عام وأعمار الأنام تتناقص عام بعد عام وليتنا اعتبرنا مما مضى من الأيام والأعوام ونقبل على ذي الجلال والإكرام ولم تأخذنا العزة بالآثام وفي هذا ذكرى للتوبة والأوبة لمن تسربل بالنفاق وجاهر بالخصام ولمن وقع في الحالقة من الأنام والتي أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم

وهي التي تحلق الدين من الإنسان فتجرده منه وهذه هي ثمرة الخصام وعواقبه الجسام، إن الإنسان رهين عمله والعاقل هو من خضع لله وسمع وأطاع وطلب منه المغفرة واسترجع، انظروا أحبتي القراء إلى أحوال المسلمين اليوم في كل مكان سعى من سعى بينهم في تأجيج الفتنة ومما ينفطر له القلب ويندى له الجبين من تجري في دمه الخيانة وموالاة أهل الكفر والضلال ومعاونة اليهود الغاصبين للنيل من الإسلام وأهله

وقد شارك من شارك في ذلك وما هي النتيجة من كل ذلك أشلاءً مبعثرة وأوطانًا ممزقة وهجرة من الأوطان وتعذيب وقتلٌ وحرمان فهذه فلسطين على حالها هل من ناصر لها إلا الله والقرآن ومن أهل التوحيد والإيمان كبعض الدول التي أصبحت من الدول العظمى الآن والتي تهابها معظم البلدان وهي إيران أين العراق وأين سورية وليبيا وجميع بلدان المغرب العربي أين أفغانستان أين اليمن أين حماة الإسلام في دول شرق آسيا وقد فعلت بهم الأفاعيل والعالم الإسلامي في صمت مطبق

هل هذه هي دولة الإسلام العظيمة الشأن التي أراد لها النبي محمد صلى الله عليه وسلم القيادة والصدارة والعزة والتمكين كلا وربي ولكنه البعد عن منهج القرآن وكلام الرحمٰن وسنته صلى الله عليه وآله وسلم ومنهاجه الذي أتى بالنور والبرهان والحُجة والبيان، ماذا يريد العدو المتربص بنا إلا أن يفتك بهذه الأمة ويثقل كاهلها وقد اتخذ له منها عملاء وأعوان،

ما الذي يمنع الأمة الإسلامية أن تتدارك أمرها وتجتمع على الوحدة وتعتصم بحبل الله وتقوم على الجهاد كقيام رجل واحد وبهذه الوحدة تصبح المنعة والقوة بلا شقاق أو فراق، لماذا تكثر المجاملات في الدين وعلى حساب الإسلام لماذا لا يتم تطهير الإسلام من أهل النفاق والوقوف في وجوههم أهو الخوف أم الذلة والهوان وما أحوجنا في ذكرى العام الهجري الجديد للاستنهاض وإحياء بذرة الجهاد التي ألقيت عليها الجبال الرواسي من التثبيط ومن العجز والخور والبرود والكسل والخنوع وطاعة أهل الجور والفساد لماذا نجد عملاء بني صهيون قي كل مكان ومن أراد معرفة بني صهيون على حقيقتهم فليقرأ القرآن فما ترك لنا ربي شيئا إلا وبينه

انظروا إلى ما فعلوه بالأنبياء من قبل وانظروا إلى ما فعلوه في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد صبر عليهم على ما فعلوه من أفعال مشينة وخسيسة ومحاولتهم لقتله صلى الله عليه وسلم وخيانتهم للعهود ونقضهم للمواثيق ولما ظفر بهم النبي صلى الله عليه وسلم أجلى معظمهم واستبقى على البعض ومن عظم ذنبه وجرمه حاسبه ثم عرض عليه الإسلام فإن أبى قتله هذه هي سماحة الإسلام

وهذا هو خُلُق النبي الكريم وهديه صلوات ربي وسلامه عليه وكان منهم ممن استبقاهم التبي صلى الله عليه وسلم بطلب منهم على أن يقوموا على الأرض من زراعة وحصاد وقد اعتادوا على ذلك لأنهم أعلم بالأرض من غيرهم على أن تكون لهم نصف الثمار ولأهل المدينة نصف الثمار

وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى يطلب منكم أن تخرجوا فتخرجوا فقبلوا هذا الشرط أيضًا فجاء بعد النبي صلى الله عليه وسلم الخليفة والصحابي الجليل أبو بكر الصديق فأقرهم وجاء بعده الخليفة الثاني والصحابي الجليل أيضًا عمر بن الخطاب فأقرهم في بادىء الأمر حتى وقعت حادثتان قتلهم لأحد الصحابة وضربهم لابن الخليفة وهو عبدالله بن عمر رضي الله عنهما

وقد فدعوا له يديه ورجليه فأجلاهم سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه ووافقه الصحابة على هذا فتفرقوا في الأرض منهم من ذهب إلى تيماء ومنهم من ذهب إلى أذرعات وهذا هو تاريخهم منذ الأزل لا عهد لهم ولا ميثاق وفي العصر الحديث ضجت بهم جميع بلدان أوربا من أعمالهم الشنيعة والقبيحة والتفجير في كل مكان ، فاختاروا لهم فلسطين كي تكون لهم وطنًا من خلال وعد بلفور وهم بلا وطن ولا سكن عاشوا مشردين في الأرض ولازالوا فماذا تريد من قوم هذا هو دأبهم وتاريخهم وسموا أنفسهم بشعب الله المختار وهم يقتلون النساء والأطفال ويغتصبون الأوطان ،

ويحرضون على الإسلام والمسلمين بمعاونة شياطين الإنس من المسلمين، أسأل الله أن يكف شرهم عنا وعن المسلمين أجمعين ويحمي حوزة الإسلام والدين وينصر الأمة الإسلامية عليهم ومن والاهم ويطهر المسجد الأقصى من دنسهم ورجسهم، اللهم أبد خضراءهم وأنزلهم من عليائهم واجعل الدائرة عليهم ومن والاهم وأعانهم اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم رأيا واجعلهم لغيرهم عبرة وآية اللهم اجمع شمل المسلمين وقوِ عزائمهم واجعل خوفك نصب أعينهم وأن يتمسكوا بكتابك العظيم وسنة نبيك الكريم
وأن يكون الجهاد طريقهم الذي لا يحيدون عنه وردهم إليك ردًا جميلًا اللهم بصرهم بعدوك وعدوهم وطهر الخونة منهم والعملاء يارب العالمين، اللهم اكتب النصر والتمكين لبلاد الإسلام والمسلمين في هذا العام الهجري الجديد واجعله عام فتح ونصر وعزة وتمكين
يا رب العالمين.