عُمان نبضٌ واحد ونسيجٌ خالد

0
1964

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

من منطلق قول المولى عز وجل في محكم التنزيل ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) الآية ١٠٣ سورة آل عمران صدق الله العظيم

ومن منطلق التذكير بسماحة أهل عُمان والتي تتجسد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال :- (لو أنَّ أهل عُمانَ أتيتَ، ما سبُّوك ولا ضربوك).
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخطبة الخليفة الراشد و الصحابي الماجد أول الخلفاء الراشدين وأفضل الصحابة الميامين أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه وأرضاه الذي فاز بالمعية وكلامه في حق أهل عمان وهي خطبة مشهورة معلومة وذلك بعد زيارة وفد أهل عُمان في تعزية الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن كان برئاسة عبد ابن الجلندى وقد أرسله أخوه جيفر ليقوم بهذه المهمة العظيمة، فقام الخليفة أبا بكرٍ خطيبًا وأثنى عليهم ومن شاء فليرجع للخطبة

ويطيب لي هنا بعد هذه المقدمة أن أدعو شعب عُمان العظيم وأوجه هذا الكلام لكل فرد يعيش في ربوع هذا الوطن العظيم إلى مواصلة التمسك بالنبض الواحد والمحافظة على النسيج الخالد، كما وجه بذلك سُلطان البلاد المفدى حفظه الله وشفاه وعافاه وكما حث على ذلك سماحة الشيخ المفتي حفظه الله فنحن بحاجة إلى هذا الالتفاف حول بعضنا البعض في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى وقد كثر المغرضون والمطبلون والمروجون للفتن من الخارج .

فيا شعب عُمان تمسكوا بأخلاقكم ولا تلتفتوا لنعيق كل ناعق ولا تصغوا للفتن التي يسعى لتأجيجها كل منافق ، أثبتوا للجميع أن عُمان بلد السلام والوئام والمحبة والانسجام، إياكم أن تنجروا وراء الشائعات والخزعبلات ودعوات الباطل والخصام التي تُبث عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، إن مواقف أهل عُمان شاهدة وحاضرة على مر العصور والأزمان وقد صدق حسان عُمان العلامة أبو مُسلم البهلاني رحمه الله ، في نونيته الغراء بقوله :-
من عهد بدر وأحد لا تزعزعهم
عن موقف الحق أزماتٌ وأزمانُ
فما أحوجنا اليوم أحبتي القراء إلى مثل هذه الدعوات الربانية النابعة من قلب مخلص تجاه هذا الشعب وليعتبر كل واحدٍ منا بما حدث في سائر الأوطان والبلدان ، فلنلتف حول قائدنا الحكيم وقيادته الرشيدة وبهذا يعم الترابط بين أبناء عُمان من أقصاها إلى أقصاها فهي كالجسد الواحد ، وقد تداول مقطع صوتي لأحد أبناء أرض الكِنانة وهو معلمٌ وفيٌ من أهل مصر وقد عمل في عُمان فترة طويلة وله أصدقاء كُثر في الجنوب وفي الظاهرة وكذا أيضًا في مسقط والمناطق الداخلية وقد وجه رسالة تذكير لأهل عُمان جميعًا يدعوهم لعدم الالتفات للنعرات المذهبية والتفرقة الطائفية وما أثير مؤخرًا من اختلاف المطالع وهي مسأله فقهية تناولها كتاب الله جل جلاله وبينتها سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفتى بها العلماء باتفاق فعلام الكيد والنفاق والدعوة للتحريض والانشقاق، وقد أبدى هذا الرجل المصري الغيور حرصه على أهل عُمان وحثهم بالالتفاف حول قائدهم فإن العدو متربص بهم ودعاهم لتفويت هذه الفرصة على عدوهم ودحض سعيه ومخططاته وأخذ العبرة مما حدث في بعض الأوطان والبلدان من قتل وتخريب واطماع وعدوان، أعزائي القراء في كل مكان إن الاختلاف لا يفسد للود قضية والاختلاف في المطالع لا يفسد علاقتنا مع الأشقاء في السعودية وقد أفتى بذلك العديد من العلماء منهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو عالم سعوديٌ معروف ومنهم الشيخ الهمام محمد متولي الشعرواي وهو عالم مصري كبير له الكثير من المؤلفات والتصانيف وقد أفنى حياته في تفسير كتاب الله ، فلا أدري لماذا يصر البعض على إثارة الفتن والتي لا تأتينا إلا من الخارج

فأهل عُمان لُحمة واحدة إذا كنت تضرب بآراء الشرع والدين وسُنة النبي الأمين عرض الحائط لماذا لا تصلي بنفس توقيت البلد الذي أردت اتباعه طالما أنك ربطت رؤياك عليهم وألزمت صومك وأعيادك معهم وأقول إذا كنت تتنصل من هذا الوطن وتنكر معروفه فاذهب إلى البلد الذي أردت وعش بين أحضانه أما هنا في هذا الوطن العزيز فالجميع لُحمة واحدة ولا مكان للشقاق بيننا ولا مكان للفتن

اللهم احفظ وطني عُمان عزيزًا أبيًا شامخًا واحفظ سائر الأوطان والبلدان وأدم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل الوطن والسلطان واجعل عُمان كالنبض الواحد وكالنسيج الواحد وسائر الأوطان والبلدان ولا عزاء لكل مارق خوان.