طفلةٌ في قلب إيمان

0
1036

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

عودٌ طريٌ بل برعمٌ ندي في مستهل العمر ومقتبله لم تشبع من رؤيتها العيون وقد فقدها الأقاربُ والأهلون، وقد تهادت تمشي على الأرض ابنة عام وبضعة أشهر وقد شارفت على الدخول في عامها الثاني ولم تبلغه بعد، وصلني خبر وفاتها فانفطر القلب حُزنًا ولا اعتراض فهذا قضاء الله وقدره مهما كانت الأسباب،

ولم ألتقِ بأم الطفلة في ذلك الوقت وهي الأخت الفاضلة والخلوقة إيمان ولكني التقيتُ بها بعد أشهر ربما لم تتجاوز الثلاثة فيما أحسب، فقالت بلسان الصبر هل سمعت بالخبر؟ قلتُ نعم ولكن لم ألتقِ بك وقد عدتُ من السفر منذ أيام فقط فقالت لي أنت واحدٌ منا ولست بالغريب فقلتُ لها أوصيكِ بالصبر وأعلم أنك صابرة ومؤمنة بقضاء الله وقدره والفقد مؤلم ولابد من الحزن بطبيعة النفس البشرية

ابنتكِ اختارها الله لتكون في مقام أمين فهي لا تفقه شيئًا ولم تبلغ سن الرشد بعد ولا التكليف والله أرحم بها منك وهو أرحم الراحمين
أختي …. إيمان
أحس بكِ وأشعر بما تشعرين به فهذا هو إحساس وقلب الأم وكأن حزن الدنيا بأكملها قد استقر في عقلك ووجدانك ولست أريدُ بهذه الكلمات سوى تسلية قلبك ومواساتك والتخفيف من حزنك وآلامك . فقد عانيتُ كذلك مما وقع لكِ وفقدتُ الكثير من الأحباب ، والحياة لا تخلو من عواصف الأيام وتقلبات الأحوال
أختي ….. إيمان
أكاد أجزم أنك تتذكرين وجه ابنتك الطفولي وكيف لك أن تنسيه وقد طبع في قلبك بل تسمعين همساتها وهي تناديكِ فلتعلمي أنها تنتظرك في الجنة إن شاء الله وبإذن الله وهذا هو الشىء الذي يسليكِ أكثر ويصبرك
أختي ….. إيمان
لم أجد منكِ إلا صفاء القلب وحسن التعامل وهذا ليس كلامي فحسب بل بشهادة الجميع فكوني عند حسن ظن الجميع بك فأنت مثال للصبر وقوة التحمل وهنا أذكرك بما أعده الله للصابرين فما ظنكِ برب العالمين
أختي …. إيمان
لم أتحدث عن التفاصيل ولم أسأل عنها لأنها في قرارة نفسي أسباب لا تقدم ولا تؤخر ولكن أردتْ أن أوصل كلماتي إليكِ عسى أن تكون هذه الكلمات وإن كانت قليلة ستستقر بقلبك وستزدادين بها صبرًا وثباتًا بإذن الله ولا اعتراض على قضاء الله وقدره فالأمر منه وإليه والكل راجع إليه
أختي …. إيمان
أرجو أن أكون قد أوصلتُ إليك كلماتي فكانت كالبرد على قلبكِ وكالنسمات اللطيفة بشذى الصبر وعبير المواساة ومسك التواصل وعبق التخفيف.