اعترافاً بالفضل والجميل

0
1143

عاش كريماً وصابراً ومات عظيماً لم تزعزعه الزعازع إبان تلك الفترة من الزمن عُرفَ بإبتسامته التي لم يبخل بها يوماً على احد

عاش في كنف والديه هو واخته الوحيدة بعد موت جميع إخوته وأخواته،كان والده ملاذ الفقراء والمساكين والمحتاجين وكان يجود بما في يده وكان يقصده القاصي والداني وقد بلغت شهرته الآفاق في البذل والعطاء والانفاق والحديث عنه ذو شجون لاتكفيه هذه الاسطر القليلة لتحوي مناقبه وتضحياته .

كما لا يتسع المقام ايضاً لذكر مناقب أمه العظيمة فقد كانت كريمة محتسبة صابرة فهي الاخرى لا تقل شأنً عن زوجها فقد ساروا على نفس النهج والخطى عليهم من الله شآبيب الرحمة والرضوان

 تميز شخصيته بالوضوح والصراحة المطلقة فلم يكن يعرف للنفاق طريق ولا تأخذه في الحق لومة لائم سار على خطى والديه هو واخته التي سلكت نفس الخطى وبقت على العهد وفيةً رضيةً .

تكشفت وظهرت الكثير من الحقائق بعد وفاته كان لا ينسى فضل الله عليه ثم فضل والديه، تعلمنا منه الصبر والإيثار والبذل والعطاء فغرس فينا هذه الخصال وحثنا على التمسك بالقيم والمبادئ والتحلي بالفضائل وتجنب الرذائل وكان يشدد علينا بعدم الخوض في احاديث النفاق تجملاً بالأخلاق ونبذاً للخلاف والشقاق

وكان يدعوا دوماً إلى الحفاظ على اوقات الصلوات وكان يحرص على الاذان في المساجد ايما حرصاً فلا تراه الا متردداً على المساجد وان لم يكن هنالك وقت للصلوات

هذا ماغرسه والداه فيه فغرسه فينا واعترافاً بالفضل والجميل ووصلاً له بالبر ووفاءاً بالعهد ها انذا اخط في حقه هذه الاسطر القليلة التي لاتوفيه حقه ابداً سيراًً على خطاه ونهجه فهو لم يترك لنا شيئاً نفعله حيث خرج من هذه الحياة الدنيا ولم يترك ديوناً فقد ادى جميع الفروض بل وحج عن والديه وعن اقاربه وكان المصحف لايفارقه صدق الله فصدقه الله توفاه الله في يوم الجمعه حيث كان يبكر للصلاة في يوم الجمعة ويكون اول الواصلين إلى الجامع ،حتى وهو على فراش المرض كان يدعو الله تعالى ويجمع كفيه اثناء الدعاء وكان اكثر دعائه (اللهم اجعلنا في الفردوس الاعلى) وكان يدعو لغيره ايضاً بهذا الدعاء .

ذكر لي وهو في المستشفى عن مرضه قائلاً:هذه سكرات الموت كما كان يذكر هذه العبارة لزائريه واوصاني بإقامة العزاء في المسجد الذي بقرب منزلي وكانت هي وصيته الوحيدة والاخيرة قبل موته رحمه الله وجمعنا به في الفردوس الاعلى ، اللهم ارحم من مات من آبائنا وامهاتنا واخواننا واخوانتا وازواجنا وذريانتا وجميع احبابنا يارب العالمين اللهم اجعلنا من من سار واقتدى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ختاماً براً بوالدي لن يجف قلمي ولن يتوقف لساني بالدعاء له حتى وان كف بصري حتى القى ربي .

اخيراً وليس اخراً اقول فيه الا يا ابي ياعظيم المقام ذرفت الدموع مراراً سجام الا يا ابي اين حلو الكلام واين الخروج معاً يا همام الا يا ابي انت رمز العطاء إليك الدموع عليك السلام بذلت المزيد دفنت الغراس حصدت الاجور تركت الحطام

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي