نداء إلى وزارة الصحة .. لماذا ؟!!

0
2017

مقال بقلم / يعقوب بن راشد بن سالم السعدي

صدرت مؤخرا توجيهات من وزارة الصحة على جميع المستشفيات والعيادات الخاصة بعدم قبول علاج أي طفل لدى طبيب عام ، فقد صُدمنا بهذه التوجيهات ، لماذا عليك أن تقابل التخصصي من غير العام ؟

فيجيبوك إنه مختص ويفيدك أكثر من غيره ، أليس الطبيب العام قام بدراسة كل المراحل الطبية وأصبح مؤهل حالة حال غيره من زملاءه الأطباء ؟!! ، للأسف الشديد كثير من المستشفيات والعيادات الخاصة تغلق جميع تخصصاتها في ساعة متأخرة من الليل ولا يبقى بها إلا الطبيب العام ، ورغم ذلك لا يستطيع مقابلتك أو حتى النظر على الحالة ، خوفا وتحسبا من عقاب وزارة الصحة أو المسائلة التي من الممكن أن تلاحقه جراء كسر التوجيهات من إدارة هذه المستشفيات أو العيادات الخاصة .

هذه القرارات والتوجيهات التي تصدر بين الفينة والأخرى ليست في صالح الأسرة ذات الدخل المحدود ، فكلنا يعلم إن مقابلة الدكتور التخصصي لا تقل عن عشرين إلى ثلاثين ريال بدون العلاجات ، هذه فقط المقابلة ، وقد لا يستحق الأمر دفع كل هذه المبالغ الطائلة بينما مقابلة الطبيب العام فقط من ثلاثة ريال إلى خمسة ريال كحد أعلى ، علما أن الوقت المتأخر من الليل لا يمكنك أن تذهب إلا للمستشفيات المرجعية التي تعج بالمراجعين والتي تستمر توفد زوارها حتى الفجر ، وربما يصلك الدور عند الفجر أو في صباح اليوم الثاني ، والكل يعلم بأن المستشفيات المرجعية التي تستقبل المرضى في مسقط قليلة جدا ، مثل السلطاني والنهضة وخولة ، وتهافت المرضى عليها كثير ، ومعاناة الإنتظار تطول بطول القائمة من المرضى .

القرار والتوجيهات هذه ليست في صالح المواطن عامة وخاصة أصحاب الدخل المحدود ، لكنها بلا شك هي في صالح المستشفيات الخاصة لزيادة مواردها المالية من الدخل ، فأكثر الأطباء العاملين بها هم في الأصل طباء يعملون في المستشفيات الحكومية ، وهم نفسهم الأختصاصيين ، فلا أدري من صنع هذه التوجيهات والقرارات هل هو يخدم مصالحة الخاصة في المقام الأول أم المصالح العامة للمواطن الذي أولي أمانته ، لا يمكن أن يكون مثل هذه التوجهات والقرارات غير مدروسة وخرج هكذا جزافا ، لكنها بلا شك هي درست لتخدم فئة الرأس ماليين من أصحاب هذه المستشفيات الخاصة ومن هم أساسا لهم يد في صنع هكذا قرارات لإرتباط مصالهم بها .

علما أن غلاء الأدوية كل يوم في تصاعد وإزدياد ، تخرج من العيادة أو المستشفى وقد دفعت ما يقارب الثمانين والسبعين ريال وربما أكثر أو أقل من غير الأدوية التي سوف تدفع عنها مرة أخرى ثلاثين أو خمسين ريال ، هذا إذا لم يكن قد كتب لك الدكتور أشعة أو فحص دم أو .. أو .. إلخ ، لم يسأل نفسه صاحب أو أصحاب القرار والتوجيهات كم دخل المواطن في المجتمع العماني ، وأين سوف يصرف هذا الراتب لأغراض المعيشية الأخرى أو لعلاجه

ربما البعض من يقرأ المقال الآن يقول لي لماذا تذهب للعيادات والمستشفيات الخاصة ولا تذهب إلى المراكز الحكومية أو مستشفياتها ، أولا الأدوية في المراكز الصحية غير مجدية ليس كلها لكن أكثرها ، المواعيد في التحاليل والأشعة تأخذ بالأشهر ، وخاصة إذا كنت تعاني بشدة فكيف تنتظر لأشهر من أجل تحليل تقدر أن تعمله في أي مستشفى خاص ، وهنا مربط الفرس

هم ياخرون المواعيد في المستشفيات الحكومية ليجبروك على الذهاب إلى العيادات المستشفيات الخاصة التي هم في الأصل يباشرون فيها العمل بالفترة المسائية أو الصباحية ، وهناك عليك أن تدفع شأت أم أبيت .
عندما تدخل إستقبال المستشفيات والعيادات الخاصة ترى المرضى أضعاف ما تراه متواجد في المستشفيات والعيادات الحكومية ، والسبب تأخير التشخيص والإجراءات في المستشفيات والعيادات الحكومية ، وهذا التصرف وما هذا الإجبار الذي أصبح المواطن بين المطرقة والسندان ، وكما يقول المثل الشعبي ( تشربي ولا العصا )

والله ثم والله دخلت أقسام ليس بها مراجعين من المواطنين في المستشفيات الحكومية إلا شخص أو أثنين ، وعندما تحاول من الطبيب تحويلك إليها يقول لك مزدحمة من المواعيد لثلاثة أشهر قدام ، بينما إذا وجدت الواسطة تدخل في نفس اليوم ولا تجد سوى مريض أو أثنين ، هل يعقل هذا التصرف وهذه المحاباة وهذا الخلال الذي ينخر كالسوس في جذع الشجرة ، متى نصحوا ونتعلم أن من نخدمهم من المواطنين هو أمانة قد ولينا الإهتمام بها شأنا أم أبينا ونتخلى عن أنانيتنا ، كما علينا أن نتخلى عن خدمة مصالحنا الخاصة والنظر إلى المصلحة العامة .