مزالق الإلحاد

0
2382

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

برغم ما عصفت بهذه الأمة من أحوال وبرغم تكالب الأعداء عليها من كل حدب وصوب وبرغم ما تخلفه هذه العواصف من آثار إلا أن التفاؤل هو دأب المؤمن في جميع الأحوال فقد بنى إيمانه على أساس متين لا تزعزعه الزعازع ولا تتقاذفه الأمواج ولا تلعب به التيارات فهو كالطود الأشم حينما تعصف به العواصف كيف لا وثقته بربه قد وقرت في قلبه وصدق هذه الثقة حسن ظنه به وتوكله عليه، ولا يتحرك متحرك في هذا الوجود ولا يسكن ساكن إلا بإذن الله فمن عرف حق ربه خاف مقامه وخضع لأمره مقرًا ومعترفًا بقدره راجيًا رحمته خائفًا من عذابه

ومن اتبع هوى نفسه وزين له الشيطان سوء عمله ولم يتب وختم عمله به والعياذ بالله كان الشيطان أول من يتبرأ منه في تلك اللحظات التي لو تدارك الإنسان نفسه لما ختم عمله بها والإنسان بصيرٌ بنفسه وأمينٌ عليها ولا يظلم ربك أحدا، هذا وإن من المؤسف بل

ومن المحزن أن ينزلق بعض البشر في مزالق الإلحاد وقد تكون في بداية الأمر فكرة يتابعها ويبني عليها أفكارًا جديدة ويرسم لها أبعادًا متخطيًا بعقله أبعد ما يكون بإيحاءات شيطانية ووساوس إبليسية فيتقول على ربه ويكذب بهدي نبيه فيتحدث بما لا يعرف ويخوض في أمور غيبية وحينما تتم مواجهته بالأدلة العقلية والنقلية وتلجمه بالبراهين الساطعة يصر مستكبرًا وتأخذه العزة بالإثم يا أخي ما الذي حملك على هذا وإلى أين تتجه وما هو المصير تقول أنك تقبل الحوار وتريد النقاش فلم التملص و الإصرار على المخالفة وعدم تقبل الرأي الآخر وأذكر على سبيل المثال لا الحصر أن أحد هٰؤلاء ولايزال عوده طريًا كان يقول أن هذا القرآن فقط لهذه الحياة الدنيا فقط وأنه بعد الموت ليس هناك من حياة ولا بعث ولا نشور وليس هناك من حساب ولا عقاب و لا جزاء وحينما تسأله هل قرأت القرآن لتتقول على الله وتفتري عليه هل أتممت تلاوته يومًا هل لامس قلبك كلام رب العالمين تكون الإجابة لا طبعًا ولو قرأ القرآن وأتم تلاوته لوجد الإجابة فيه

وهذا كما ذكرت لكم آنفًا لايزال عوده طريًا فكيف الحال بمن أتته الهداية وانتكس وضل وأضل فسبحان من بيده الهداية والثبات اللهم زدنا هداية وارزقنا الثبات ورد اخواننا إليك ردًا جميلًا ممن وقعوا في هذه المزالق فإن التوفيق بيدك وحدك ، ولا يغتر المرء بعمله ولقد أرسل لنا أحد الإخوة مادة مرئية وعليها تعليق صوتي لأحد الأشخاص ومفاد هذه المادة أنه إذا انزلق شخص في منحدر أثر انزلاقه هذا على الآخرين فينزلقون بانزلاقه ويسقطون لسقوطه وقد ظهر في هذه المادة مجموعة من سواق الدراجات الهوائية ينحدرون لمنحدر به بعض الطرق المتعرجة فيمشون خلف بعضهم البعض ويقودون دراجاتهم بكل حذر وإذا بأحدهم ينزلق ويتعثر وإذا بمن خلفه جميعًا يتعثرون بتعثره وقد كانوا كالقطار المترابط في سيرهم المتناسق فإذا بهذا القطار تتفكك مقطوراته وتنفصل عن بعضها البعض ليعاودوا القيام من جديد ليعود التعثر والانزلاق كذلك من جديد إلا من سبق

ومن تفادى ووفق للخروج من هذه المعمعة كذلك المجتمع إذ انزلق أحد أفراده في الإلحاد وأعرض عن هدي رب العباد أثر فيمن حوله ومن يأتي من بعده إلا من وفق للهداية والرشاد والتوفيق والسداد نسأل الله الهداية لجميع العباد.