هبةٌ من الرب وتوثيق ٌ للحب

0
1848

بقلم ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

قيل لأحدهم لماذا أنت مُقلٌّ في كتاباتك حتى كدنا أن ننسى آخرها ، وقيل لآخر أيضًا تبدو مُقلًا في كتاباتك التي تكاد تكون شهرية أو نصف شهرية، وقيل لثالث حاول أن تُعطي نفسك راحة أو تفصل بين كتاباتك فهي كالطوفان بعضها فوق بعض أو كالقطار السريع وقد ترابطت أجزاؤه

وفي حقيقة الأمر ومن وجهة نظري القاصرة كل كاتب يكيف نفسه على حسب ما أراد فهذا مقل وذاك مُكثر وآخر بين بين وبحسب همته وتوجهه وطريقة طرحه لأفكاره واستغلال وقته وتوظيفه للكلمات، وتختلف طرق الكتابة من كاتب لآخر وكل كاتب يُعرف من أسلوبه وطريقة كتابته، وأنا أحترم المتأني في الكتابة وأُجل المسترسل وأقدر الذي هو وسطٌ بينهما

فالمتأني يقول لا أريدُ أن أكتب شيئًا قد لا يرضيني أنا في المقام الأول قبل أن أنشره وأبثه للناس ، وليكن هناك بونٌ بين كتاباتي كي يشتاقُ لها القارىء ويفتقدها وبالتالي يسأل عنها، ويقول المسترسل لا أستطيع التوقف وقد اعتدتُ على مداعبة الورق ولا أحب أن أقطع بوح القلم وذلك لتجاربي السابقة في الكتابة، فإن توقفت عنها لظروف خارجة عن إرادتي ولا محيص عنها فذلك أمر سهل للغاية، وأما إن توقفتُ بمحض إرادتي فقد يطول سُباتي، والكتابة عندي بمثابة الطاقة الشمسية أتزود منها من نهاري لليلي فتكون حاضرة معي في صحوي ومنامي ففي الكتابة سبيل للراحة ولا راحة من الكتابة بل هي جُل الراحة عندي

وأما الذي هو وسط بينهما فقد اختار الأمر الوسط وقد
أصاب فلا ملامة ولا عتاب ولا إفراط ولا تفريط، وتختلف أمزجة الكتاب وأوقات كتاباتهم وقد ذكرت ذلك في تغريدة لي في عالم التغريد ( التويتر) حينما سألني أحد الأدباء وقد التقيتهُ في أحد المحلات التجارية حيث قال لي :- هل تعد لمقالاتك من قبل أراك مسترسلًا في الكتابة أجبته قائلًا :- لا ولكنها وليدة اللحظة وأكثر أوقات الكتابة عندي بعد صلاة الفجر مع صفاء الذهن وتارة في الليل مع الهدوء وكذلك في حال السفر وكثيرًا ما يتأثر الواحد منا ببعض المواقف فيترجمها فورًا على الورق، إن الكتابة لمتنفس رحب للكاتب ينضح بفكره في هذا المتنفس الجميل قبل حبره وبالتالي فهي للقارىء موردٌ عذب صاغه العقل فأخرجه القلب ، والكتابة هبة من الرب وتوثيقٌ للحب وبابٌ من أبواب المودة والقرب.