يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته ” قم للمعلم” : وَإِذا أُصيبَ الـقَـومُ في أَخلاقِهِم فأَقِم عَلَيهِم مَأتَماً وَعَـويلا
قرأت مقالاً في صفحة أحدهم في الفيس بوك يقطر شُؤماً ويفيضُ ِطيَرَةً ويفوح نكداً وصلت نهايته على مضض فقط لأعرف إلام كل ذلك فإذا به تعبير عن نفس بائسةٍ يائسة وقد ختمه ب ” عفواً إنه زمن البلاهة والبجاحة والفجاجة والسماجة إنه زمن الهرج والمرج ” كاد المقال أن يفتك بي فرأيتني مطلقاً ساقي نحو حقول البِشر واليُمن أقطف بعضاً من زهور التفاؤل مترنماً بإرادة الحياة لأبي القاسم الشابِّي فمن منا يحب البؤس؟!
ومن منا لا يمقت التشاؤم فلا زالت منتشياً من أثر الليلة الفائتة فقد تسامرت ليلة البارحة لأكثر من خمس ساعات مع أطروحة لنيل شهادة الدكتوراة في علوم التربية للباحث سعيد المقبالي وقد كان موضوعها يتحدث عن مدى انتشار الأفكار اللاعقلانية وتأثيرها على القيم الأخلاقية والدينية في مدرستين من مدارس ولاية الرستاق أحدهما للذكور والأخرى للإناث.
أطَّلعت عليها فقد أراد مني الباحث مراجعتها لغوياً وهذا حسن ظن منه فأنا أبسط من أن أُراجِع ، قرأت الأطروحة واضعاً يدي على قلبي منتظراً للنتائج بكل خوف وقلق فلا أخفيكم بأن قلقي يدور حول أن تكون الأفكار اللاعقلانية التي بدأت تظهر على السطح قد أثرت على القيم الأخلاقية والدينية في عينة الدراسة وكانت النتائج تزف البشرى حيث إن هذه الأفكار رغم وجودها وانتشارها إلا إنها لم تؤثر بعد وذلك لعمري يعود لتماسك المجتمع والتنشئة الطيبة من الأسر العمانية لأبنائها والتي تقف سداً منيعاً ضد تيارات الأفكار اللاعقلانية
وهذا ما جعلني أصَدِّر مقالي ببيت شوقي فلن يُقام علينا مأتمٌ ولا عويل فنحن بفضل من الله ونعمه بخير وفي خير جم يقول الله تعالي في الآية (٥٨) من سورة الأعراف 🙁 وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) سيظل الأمل ديدننا والبسمة لا تفارق محيانا رافعين أكف الضراعة للواحد جل في علاه أن يديم الخير على عمان وأهلها وستبقى بإذن الله نبراس هدايةٍ ومنارةً للتعايش وواحة للأمن والأمان ونخرج بعازي يتردد من مسندم إلى صرفيت : عمان دار الأكرمين * على ذراها الدهر شب من فضل رب العالمين * متبسمة بوجه السعد والملك لله يدوووووووووم
صالح بن خليفة القرني
