هكذا يرحل الأحباب

0
7913

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

. في هذه الليلة العظيمة من ليالي شهر رمضان المبارك نتلقى ببالغ الأسى وعظيم الحزن نبأ وفاة الجار العزيز والأخ القريب حمد بن عبيد الجرداني وقد غمرنا الخبر وسرعان ما انتشر وهكذا هي الآجال متى ما حلت لا راد لها وليس منها مفر .

وقد اعتدنا رؤية الفقيد في صلاة الفجر حيث كان يستقبل الجميع بوجهه الوضاء وابتسامته المستنيرة وقد طبعت ملامح وجهه في قلوب الجميع لطلاقتة وجهه وبشاشته وابتسامته الحاضرة التي قلما كانت تفارقه كان طيب القلب خدومًا للجميع يسعى دومًا في مساعدة الاخوان والاهل والخلان فنحن نشهد له ونتذكر منه المعروف وحُسن الصنيع ولم يقصر معنا ولا مع أي أحد ولم ندخل مسجدنا ( مسجد أنس بن مالك ) في صلاة الفجر إلا ووجدناه يتلو القرآن الكريم سنفتقده كأخ كريم ومنبع للخير عميم وسيفتقده البعيد قبل القريب والغريب قبل الحبيب .

سيفتقده جميع أهله وأولاده وذويه وأخوه الهمام راشد بن عبيد الجرداني وأولاد أخته أحمد وخالد ونعم الأصحاب ونعم الجيران، ولكن هكذا يرحل الأحباب فجأة وتبقى في النفس صدمة لتلقي الخبر منذ أول وهلة لسماعه، وهكذا هي سُنة الله في خلقه ولا اعتراض انما هو التعبير عن الحزن وحديث النفس وقد جبل الانسان على ذلك يتذكر لحظات اللقاء فيجهش بالبكاء،

كم مشينا معًا بصحبة الفقيد في كثير من الأحيان وذلك بعد أداء فريضة الفجر وذلك لما في المشي من فوائد وخاصة منذ الصباح الباكر وبعد صلاة الفجر مباشرة نتذكر تلك الأوقات الجميلة التي قضيناها معًا وتلك اللحظات العابرة التي لا تنسى وقد استقرت في القلوب والوجدان ولكل منا وقت محدد وأجل لابد منه ودعوة لا بد من إجابتها ،.

فهذه الأعمار تتصرم كتصرم الليالي والأيام والشهور والأعوام كأوراق الشجر التي تتساقط والدور يأتي على الجميع كما هو الحال مع هذه الأوراق التي تتساقط ، وكم من حي قد نسجت أكفانه وهو لا يدري استعدادً للرحيل فهكذا هو عمر الانسان في هذه الحياة مدة معينة ومعلومة قد وقتها رب العالمين وأكرم الأكرمين فهو المقيت لكل شىء وهو الحسيب وإليه ترجع مقاليد الأمور ، ولا نملك إلا الدعاء لمن نحب بالرحمة والمغفرة ونعزي أنفسنا أولًا في رحيل هذا الجار الطيب والرجل الخدوم فهو عزيز على قلوبنا جميعًا وفقده مؤلم للجميع أسأل الله أن يصبر أهله جميعًا على فراقه وأن يصبر أخوه الكريم الأستاذ راشد وأولاد أخته الكرام أحمد وخالد وولده شهاب وجميع أولاده وأحبابه ولا نقول له وداعًا ولكن نقول نلتقي في الجنان إن شاء الله وبجميع من نحب بإذن الله اللهم اغفر لعبدك حمد وارحمه وثبته عند السؤال فقد وفد عليك ونزل بك وأنت أكرم مأمول اجمعنا به في مستقر رحمتك وفي دار خلدك وكرامتك آمين يارب العالمين..